دعا رئيس الوزراء، محمد اشتية، المستثمرين إلى الاستثمار في فلسطين وزيادة التبادل التجاري في إطار تقديم الدعم والاسناد لشعبنا وفتح آفاق الاستثمار لرجال الأعمال العرب.
تبادل الأفكار من أجل الاستثمار
وأشار اشتية إلى وجوب "النظر للاستثمار في فلسطين، من منظور استثماري مجد يشكل عائدا للمستثمرين، وليس من منظور تضامني فقط".
جاء ذلك خلال لقاء جمعه مع رئيس اتحاد الصناعات المصرية محمد السويدي ورؤساء الاتحادات الفرعية للصناعات المصرية ووفد رجال أعمال فلسطينيين، بحضور وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي، وسفير فلسطين لدى مصر دياب اللوح، أمس الثلاثاء، في مقر اتحاد الصناعات المصرية في القاهرة.
وجرى خلال اللقاء نقاش معمق وتبادل الأفكار بين رجال الأعمال الفلسطينيين والمصريين، وتم الاتفاق على قيام وفد من المستثمرين ورجال الأعمال المصريين لزيارة فلسطين في سبتمبر المقبل.
وبين اشتية، "أنه رغم إجراءات الاحتلال القمعية، إلا أن فلسطين سجلت العام الماضي زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 3.7%، مشيرا إلى أن الإمكانيات الاستثمارية فيها عالية، حيث عمدت الحكومة على خلق بيئة قانونية مشجعة للاستثمار، إضافة إلى متانة القطاع البنكي الفلسطيني، وتوفر الكفاءات في القوى البشرية في العديد من المجالات".
وأكد رئيس الوزراء اهمية الصناعة من أجل التنمية، عبر تبادل الخبرات، في ظل ما يشهده قطاعي الصناعة والزراعة في فلسطين من تطور، وكذلك الاستفادة من الخبرات المصرية في مجال تطوير المناطق الصناعية.
وقال: "نسعى إلى إحلال المنتج المصري والعربي بدلا من المنتج الإسرائيلي، والذي يأتي في إطار استراتيجية الحكومة للانفكاك التدريجي عن الواقع الذي يفرضه علينا الاحتلال، والتوجه نحو عمقنا العربي".
عمق العلاقات شاهدة عبر التاريخ
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني مع رئيس اتحاد الصناعات ومجموعة من رجال الاعمال المصريين والفلسطينيين يأتي في سياق منظومة العلاقات الممتدة بين الشعبين المصري والفلسطيني بكل قطاعاتها سواء العامة او الخاصة.
وأوضح الحرازين ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذا اللقاء يجسد حالة من الشراكة المستقبلية لخلق افاق تعاون تساهم في تعزيز المنتج العربي وخاصة ان بيئة الاستثمار في فلسطين منتجة تعود بالنفع على المستثمر والمستهلك ولذلك عندما يكون المنتج عربي فهذا يعطى دفعة كبيرة في معركة الصمود وتعزيزه ومواجهة الاحتلال وقرصنته ويؤدى الى الانفكاك التدريجي الاقتصادي عن الاحتلال واستبدال المنتج الإسرائيلي بالمنتج العربي وهي جزء من معركة التحرر والخلاص من المحتل.
وتابع: ولذلك كان هذا اللقاء لتبادل الخبرات ودعوة للمستثمرين ورجالات الصناعة للاستثمار فى الاراضي الفلسطينية ودعوتهم لزيارة فلسطين للوقوف عن كثب على حقيقة الامر ورؤية المناخ الاقتصادي والبيئة القانونية الموجودة للحفاظ على هذا القطاع وهذا الامر يدلل على عمق العلاقات المصرية الفلسطينية الكبيرة والشاهدة عبر التاريخ والتي لم تتأثر او تنقطع يوما.
واختتم قائلا: لان مصر الشقيقة الكبرى دائما وابدا سنبقى الداعم والسند للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة على المستويات والاصعدة كافة سواء السياسية والاقتصادية والصحية والعلمية والاجتماعية والإنسانية والاغاثية لان مصر لم تتخلى يوما عن قضيتها المركزية الا وهى القضية الفلسطينية.
علاقة مصر وفلسطين تاريخية ومتجذرة
قال محمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بالعاصمة الإدارية الجديدة، اليوم الأربعاء: إن مصر حاضنة للقضية الفلسطينية ومنظمة التحرير والمشهد الفلسطيني بكل مفاصله وتفاصيله، موجها الشكر للدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء على حسن وحفاوة ودفء استقباله في مصر، قائلًا: أشكرك بشكل شخصي لانخراطك في هذا المشهد الفلسطيني الذي نحتاج فيه مصر اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف أشتية: العلاقة بين مصر وفلسطين لم تبدأ عندك وعندي اليوم، ولكن نراكم على كل الذين سبقونا، سواء كانت الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس ياسر عرفات لأخيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وما تلي من كل رؤساء لمصر الذين دائما هم رعاة للمشهد الوطني.
وتابع رئيس الوزراء الفلسطيني: أكرر أن فلسطين تعشعش في قلب إنسان مصري مثل ما أن مصر تسكن في قلب كل إنسان فلسطيني، وهذه العلاقة التاريخية المتجذرة بين بلدينا اليوم نعززها المشهد السياسي الداعم لفلسطين في جميع المنصات الدولية؛ من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين على حدود عام 67 وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين من أجل يكون للفلسطيني بيت آمن في ظل هذا الإقليم المتغير والظروف لدولية المتحولة التي نعيشها نحن وأنتم اليوم.
مصر ستظل داعمة للشعب الفلسطيني
ورحب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بزيارة نظيره الفلسطيني الدكتور محمد أشتية، رئيس وزراء فلسطين، مضيفا أن مصر ستظل داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، مشيرا إلى أن المباحثات هي أول مباحثات رسمية تستضيفها العاصمة الإدارية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، إن المباحثات تضمن تعزيز نفاذ السلع المصرية للسوق الفلسطينية وتم التباحث في مجالات الصحة والتوقيع على بروتوكول في الزراعة.
أكد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن المباحثات اختتمت بالتوقيع على برتوكول المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية المصرية والفلسطينية، وبرتوكول التعاون في المجال الزراعي بين وزارتي الزراعة في مصر فلسطين، معربًا عن ثقته في أن الفترة القادمة سوف تشهد المزيد من أطر التعاون المشترك.
وأضاف مدبولي خلال مؤتمر صحفي، مع نظيره الفلسطيني اليوم الأربعاء: أكدنا خلال المباحثات على ضرورة وقف الإجراءات الأحادية التي تزيد من حالة الاحتقان لدي الشعب الفلسطيني من أجل خلق المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات وعودة الأمل في تحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين وفقا لمقررات الشرعية الدولي.
وتابع: تطرقت مباحثاتنا الموسعة اليوم إلى العديد من موضوعات التعاون المنبثقة عن التوافقات التي تمت أمس خلال المباحثات التي جرت بين الأشقاء في الوفد الفلسطيني مع نظرائهم المصريين، خاصة فيما يتعلق بمقترحات زيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز نفاذ السلع والمنتجات المصرية إلى السوق الفلسطينية، فضلا عن تعزيز التعاون في مجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والربط الكهربائي.