كمْ تمنيت مرور الأيام ..ونسيت أنها عمري
إن مرور الأيام هو أمر لا يمكن تجاهله، ويجب علينا أن نتوقف للحظة ونتساءل: هل نعيش فقط لأجل الواجبات والمسئوليات، أم أننا نستفيد حقًا من كل يوم يمر بنا؟
لذلك، ألقِ نظرة حولك الآن، واكتشف الجمال الذي يحيط بك، هل تشعر بدفء أشعة الشمس على وجهك؟
هل تستمتع برائحة الهواء النقي؟ هل تستمع إلى ضحكات أحبائك؟ إنها اللحظات الصغيرة التي يمكن أن تجعل الحياة ممتعة ومليئة بالسعادة، إذا أعطينا لها الاهتمام الذي تستحقه.
"لا تنتظر حتى يحدث شيء معين في المستقبل لتبدأ في الاستمتاع بالحياة، لا تؤجل السعادة والتقدير حتى تحقق أهدافك أو تنجز مهامك اليومية، ابدأ الآن، هنا .. والآن".
عندما ننغمس في ضجيج الحياة ومتطلباتها، قد نجد أنفسنا فقدنا السيطرة على مرور الوقت وننسى أنها لحظات ثمينة تمثل جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، ولعل السبب في ذلك هو الاعتياد ، فمن السهل أن نتعلق بروتيننا اليومي ومهامنا الحياتية، ونترك الأيام تمضي بسرعة دون أن نلاحظ ذلك.
فنحن نعيش في عصر يعج بالمشاغل والمسؤوليات، ومن الصعب التوقف للحظات والتفكير في الوقت الذي يمر بنا.
لا أتذكر أنني خلال سنوات عمري سألت نفسي وماذا بعد ؟
فالأيام تمر وتمر معها سنوات حياتنا ، ولذلك ، يتعين علينا أن نتذكر أن الأيام لا تعود، وأن كل لحظة تمر هي جزء لا يتجزأ من عمرنا.
فعندما ننسى أن الأيام تمثل عمرنا، نفقد فرصة قيّمة للنمو والتطور الشخصي، وكثيرًا ما تكون الأيام هي منحنيات في طريقنا الحياتي، تقدم لنا فرصًا جديدة لتحقيق أحلامنا وتحقيق أهدافنا، وقد تمر بجوارنا فرص كبيرة دون أن نلاحظها!
ببساطة .. لأننا "غارقون في الروتين والتفاصيل اليومية".
فإذا كنا نتذكر أنها عمرنا وأن الوقت قد لا يعود، فسنكون أكثر استعدادًا لالتقاط تلك الفرص والاستفادة منها.
ولذلك، فالاستمتاع بالحاضر هو جزء آخر مهم من فهمنا لأهمية مرور الأيام، وقد نعيش في مستقبل مستمر، حيث نفكر في ما سيحدث ونخطط للغد، لكن في هذه العملية، نغفل عن اللحظة الحالية والفرص التي تقدمها لنا.
وإدراك أن الأيام هي جزء لا يتجزأ من عمرنا يمكن أن يحفزنا على اتخاذ قرارات أفضل وأكثر توازنًا في حياتنا، فيمكن أن يساعدنا على تحديد أولوياتنا وتوجيه جهودنا نحو الأمور التي تعطي حياتنا قيمة ومعنى، وقد نجد أنفسنا نختار الاستثمار في العلاقات القوية والصحة الجيدة وتحقيق الأهداف الشخصية بدلاً من الانشغال الدائم بالأمور السطحية التي تسحب عمرنا دون أن نحقق نجاحات لأنفسنا.
إن النظر في النتيجة المعلقة على الجدار، وقطع أوراق الأيام منها يوماً بعد يوم ، يذكرنا بأن الحياة قصيرة وقيمة، قد يكون هناك أيام صعبة وتحديات كثيرة في طريقنا، ولكن يجب علينا أن نتذكر أن كل يوم يمثل فرصة جديدة للتعلم والنمو وتحقيق السعادة.
لذا، دعونا نعيش حياتنا بكل وعي وتوازن، ونستمتع بكل لحظة تمر علينا، ونقدر قيمة كل يوم في مسيرتنا القصيرة هنا على هذه الأرض.
ولتجنب نسيان أهمية مرور الأيام والاستمتاع بالحياة بشكل عام، حاول أن تكون حاضرًا في اللحظة الحالية ويكون تركيز اهتمامك على ما يحدث في الوقت الحاضر.
ومن المهم جدا أن تمنح نفسك وقتًا للاستجمام والاسترخاء بعيدًا عن التزاماتك اليومية، وبعد ذلك قم بتحديد الأولويات في حياتك وتحديد الأهداف الشخصية والمهنية التي ترغب في تحقيقها، بترتيب الأولويات، يمكنك توجيه جهودك ووقتك نحو الأمور التي تعتبرها الأكثر أهمية وتعطي حياتك قيمة.
"إذا كانت الحياة لوحة فنية، فالأيام هي الألوان التي تضفي على تلك اللوحة جمالها ورونقها، لكل يوم لونه وقصته الفريدة، فتمتع بكل لون وكل قصة".
ولا تنتظر لحظة مثالية، بل قم بخلقها بنفسك واغمر الحياة بإشراقة فنية لا تُنسى، أنت الفنان والأيام هي قصاصات قماشك، فلنجعلها شهادة فنية للحظات تتوه فيها الأعوام.