الغوص، هو نشاط يتطلب استخدام معدات متنوعة للتنفس تحت الماء والسباحة، وهو أمر يعتبر تحديًا بالنسبة للمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة ومع ذلك، قرر مدرب الغوص أحمد على، المعروف بـ "الكورى"، توصيل هذه الرياضة للمكفوفين وأصحاب الهمم، بسبب شغفه بها والمتعة التي يجدها في عمله.
بدأ الكورى، الذي يبلغ من العمر 39 عامًا، هذه التجربة منذ فترة قصيرة، عندما اتصلت به مجموعات من الجمعيات التي تعنى بالمكفوفين للمشاركة في تجربة الغوص في البحر الأحمر حيث كان يعمل، وكان الهدف من هذه التجربة هو توفير فرصة لهؤلاء الأشخاص لممارسة هذه الرياضة على الرغم من تحدياتها.
اكتسب الكورى، الذي يعمل في مجال الغوص منذ حوالي 20 عامًا، خبرة كبيرة خلال هذه التجربة، مما دفعه لتدشين مبادرة جديدة تحت عنوان "تعليم الغوص للمكفوفين" في مدينته الإسكندرية .
عندما جاءت الفكرة إلى ذهنه، تواصل الكورى، الذي حصل على درجة البكالوريوس في كلية الآداب قسم الإعلام في عام 2002، مع مدربة لكرة الجرس، التي وجدت له مجموعة من المتخصصين لتنفيذ الدورة التدريبية، وأشار إلى أنه شعر بفرحة كبيرة سواء من المتدربين أو من أولياء أمورهم.
بعد نجاح التجربة والتفاعل الإيجابي الذي واجهه الكورى، قرر توسيع نطاق تعليم الغوص ليشمل الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون "ساندروم"، بالإضافة إلى مرضى الإعاقات الحركية والصم والبكم، وأوضح أن الهدف الرئيسي له في هذه المبادرة هو إدخال الفرح والسعادة إلى قلوب هؤلاء الأشخاص من خلال العمل في مجاله. وأضاف قائلاً: "فرحتهم لا تقدر بثمن بالنسبة لي".
تجاربه مع هؤلاء الأشخاص جعلت الكورى يشعر بقوة رابطة معهم، حيث ساعدهم على تجاوز حالة عدم الرؤية والاستمتاع بمتعة الغوص، قام بتوصيل المعلومات الفنية لهم بطرق مختلفة خلال التدريبات باستخدام حاسة اللمس فقط، ولكنه اكتشف أنهم ينفذون التعليمات بشكل ممتاز، بسبب تركيزهم العالي أثناء الاستماع للشرح وملامسة المعدات.
وفى الغردقة بفضل الكورى، أصبح إبراهيم أول شاب كفيف يغوص تحت الماء، وعبّر إبراهيم عن شعوره بالحرية أثناء تجربة الغوص تحت الماء، ووصفها بأنها تجعله يشعر وكأنه في الفضاء. كشف الكورى، مدرب الغوص وصاحب المبادرة التعليمية في الغردقة لأصحاب الهمم، أن الفكرة نشأت بعد اكتسابه الخبرة والمعرفة في التعامل مع هؤلاء الأشخاص وكيفية إيصال الطاقة الإيجابية إليهم.
وأضاف الكورى قائلاً: "إبراهيم هو أول كفيف يغوص تحت الماء كجزء من مبادرة تعليم الغوص للأشخاص ذوي الهمم لا يوجد شيء مستحيل".
ودعا الجميع إلى مساعدة الأشخاص ذوي الهمم من خلال مهنتهم، مشيراً إلى أن ممارسة رياضة الغوص هو حلم للكثيرين، وأنهم نجحوا في تنفيذ المبادرة لإسعاد هؤلاء الأشخاص دون مقابل ولوجه الله.