يشغل تطوير قطاع التعدين وزيادة مساهمته في الدخل القومي المصري حيزا كبيرا لدى الحكومة ممثلة في وزارة البترول والثروة المعدنية، حيث يتم تقديم كل الدعم للعاملين في المجال.
أول مصفاة ذهب معتمدة
ووضعت الحكومة، استراتيجية متكاملة يتم تطبيقها منذ سنوات لتطوير هذا القطاع الهام، ونجحت بالفعل من خلالها وزارة البترول في جذب العديد من شركات التعدين العالمية للعمل في مصر.
ويعد الاستثمار في الذهب أفضل وسيلة يمكن بها المحافظة على قيمة أموال المستثمر، ومحط أنظار المستثمرين حول العالم.
وتواصل وزارة البترول، تنفيذ خطط وبرامج العمل المنبثقة عن استراتيجية تطوير قطاع التعدين التي تم وضعها بهدف تطوير قطاع تعديني جاذب للاستثمارات وقادر على المساهمة بقوة في الناتج القومي، الأمر الذي أسفر عن نتائج جيدة كان آخرها افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمجمع الكوارتز بالعين السخنة.
وقامت وزارة البترول، باتباع منظومة متكاملة من الإجراءات لتحديث أساليب ممارسة العمل التعديني وتعظيم القيمة المضافة من الخامات التعدينية، والاستفادة من التسهيلات الإنتاجية والخبرات المتميزة في هذا المجال، وامتلاك مصر لمناطق تعدينية بالغة الأهمية في منطقة الصحراء الشرقية.
وأصبح هناك ضرورة للعمل على الاستفادة من الثروات التعدينية، وخاصة إنتاج الذهب من خلال التجهيز لإنشاء مصفاة للذهب،حيث تشتهر دول المنطقة باستخلاص الذهب من مناجمها ومن بينها مصر، وإرسال الذهب المستخلص إلى كندا أو سويسرا لدمغه وختمه بالكود الدولي 9999، ثم يتم تصديره أو رجوعه إلي بلد المنشأ بعد ذلك.
وأعلن وزير البترول والثروة المعدنية، يوم الأربعاء 12 يناير 2022، أنه يجري العمل على تنفيذ أول مصفاة ذهب معتمدة في مصر بمنطقة مرسى علم بالصحراء الشرقية.
رؤية تطوير قطاع التعدين
قال طارق الملا، حينها: "يتم العمل على تنفيذ أول مصفاة ذهب معتمدة في مصر بمنطقة مرسى علم بالصحراء الشرقية، تعظيما للقيمة المضافة من موارد الذهب، وبما يؤدي لإكمال سلسلة القيمة لإنتاج الذهب عبر تعظيم المحتوى المحلي".
وأشار الملا إلى "مواصلة تشييد عدد من مجمعات صناعة الأسمدة الفوسفاتية لتعظيم القيمة المضافة والعائد الاقتصادي من خام الفوسفات لصالح الاقتصاد المصري"، موضحا أن "مصر تنفذ برنامجا طموحا لتطوير صناعة التعدين لديها انطلاقا من رؤية مصر 2030، التي يعد الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية أحد أهم أهدافها".
ولفت الملا، إلى أن رؤية تطوير قطاع التعدين تستهدف زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من نحو نصف بالمائة حالياُ إلى 5% خلال العقدين القادمين، وتوفير عدد كبير من فرص العمل وتعظيم الأنشطة التعدينية عبر إصدار أكثر من مائتي رخصة بحث واستكشاف سنوياً.
ويقول الدكتور مدحت يوسف الخبير البترولي، إن امتلاك مصر أول مصفاة للذهب تعد فكرة رائعة بالقطع، حيث أن تواجد مصفاة للذهب بجوار منابع الإنتاج ومعالجته وتنقيته طبقا للاكواد العالمية المتداولة بأسواق الذهب، تخفض كثيرا من ذات التكلفة عند إرسال الخام بالطائرات إلى كندا أو سويسرا مما يتطلب تكلفة مضاعفة إذا ما قورنت بتكلفتها المحلية.
وأضاف يوسف - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن مصانع تشكيل الذهب المصرية سوف تستفيد كثيرا بأسعار الذهب المعالج محليا في مصافي الذهب الجديدة من ناحية انخفاض تكلفته بفارق أسعار المعالجة والدمغة وعيار الذهب عنه إذا ما تم بالخارج.
وأشار يوسف: "توطين الصناعة على خامات محلية يؤدي بالقطع إلى نجاح الصناعة وارتفاع عوائدها خلاف تشغيل العمالة المصرية وتدريبها علي صناعة محدثة".
مؤتمر مصر الدولي للتعدين
وعلى نفس السياق، تتم معالجة الذهب للوصول إلى أنقى صورة له من خلال الصهر والتكرير، حيث تستخدم الحرارة العالية والضغط والمواد الكيميائية لإزالة الشوائب من الذهب، وتستقبل مصفاة الذهب المواد الخام (الصخور، شذرات الذهب، الخردة الذهبية، إلخ).
وتعيد تسييل المعدن في فرن ساخن، ثم تضيف مواد كيميائية مختلفة إلى المادة المنصهرة لفصل الذهب عن المعادن الأخرى، ثم يتم استخدام عينة من الذهب في اختبار لقياس نقاء محتوى الذهب، وعادة ما يكون نقيا بنسبة 99.9٪.
ويمكن عقب ذلك استخدام الذهب في العديد من الصناعات، بما في ذلك في صناعة الإلكترونيات والمجوهرات، حيث ان الذهب الخالص ناعم جدا في الواقع، مما يجعل من الصعب التعامل معه، إلا أن عقب المرور بالمصفاة عادة ما يتم دمج الذهب مع معادن أخرى لتشكيل سبيكة.
على سبيل المثال، يُصنع الذهب الأبيض عند مزج الذهب بالنيكل أو الفضة أو البلاديوم، الذهب الوردي (أو الذهب الوردي) عبارة عن ذهب ممزوج بالنحاس، فكلما زاد محتوى النحاس، كان اللون الأحمر أقوى، كما يمكن في تلك الحالة صب الذهب في سبائك وبيعه مباشرة إلى مصفاة الذهب مقابل النقود.
والجدير بالذكر، أنه من المقرر أن تنظم مصر خلال يومى 18 و19 يوليو 2023، الدورة الثانية لمؤتمر مصر الدولي للتعدين والتي ستعقد بالقاهرة، حيث تضم ممثلين لكافة أطراف صناعة التعدين من قادة ومسئولين ومستثمرين وشركات تعدين وشركات خدمات وإمدادات مما يوفر فرصاً لمزيد من الوعى بهذه الصناعة الحيوية ويضفى دعماً على جهود زيادة مساهمتها في الاقتصاد.