الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تاريخ عريق ومستقبل مشرق.. ماذا ينتظر العلاقات المصرية المجرية؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتميز العلاقات الثنائية بين مصر والمجر، بالارتباط الوثيق على مدار التاريخ، وتعود إلى العصور القديمة، حيث أنه تم العثور على عدد من الآثار المصرية الفرعونية القديمة بمنطقة معينة في دولة المجر، مما يدل على وجود صلات تاريخية بين المنطقتين. 

ويتوجه سامح شكري وزير الخارجية مساء اليوم الإثنين إلى العاصمة المجرية بودابست في إطار زيارة ثنائية تستهدف تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين.

 العلاقات المصرية المجرية

وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن وزير الخارجية من المقرر أن يلتقي خلال الزيارة مع وزير خارجية المجر، حيث سيجري مباحثات تستهدف تناول مختلف ملفات العلاقات الثنائية بين مصر والمجر وسبل تعزيز التعاون القائم، بالإضافة إلى التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيعقب المباحثات مؤتمر صحفي مشترك.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية، بأن تلك الزيارة تأتي في إطار علاقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وتستهدف البناء على الزيارات الناجحة المتبادلة، والتي كان أبرزها مؤخراً استقبال رئيس الجمهورية لرئيس وزراء المجر بالقاهرة في فبراير ومارس الماضيين، والتي شملت التوقيع على اتفاق الشراكة الاستراتيجية، فضلاً عن التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم.

وفي 28 فبراير الماضي، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي حينها- بقصر الاتحادية ڤيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر الذي يقوم بزيارة لمصر لمدة ثلاثة أيام.

وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد جلسة مباحثات منفردة تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث تم تناول أبرز مجالات التعاون الثنائي المشترك بين مصر والمجر، فضلًا عن مناقشة الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل.

وقد قام الزعيمان بعد انتهاء المباحثات بالتوقيع على الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والذي يمثل إطارًا لترفيع مستوى العلاقات بين الدولتين الصديقتين، بما يعكس مدى وعمق التميز الذي وصلت إليه خلال الفترة الأخيرة، ثم شهدا مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين مصر والمجر في قطاعات التعليم، والتدريب في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والشباب والرياضة، وزيادة عدد المنح الدراسية الجامعية وما بعد الجامعية للأعوام ٢٠٢٣/٢٠٢٦، وبرنامج المنح الدراسية المجرية "ستيبنديوم" للأعوام ٢٠٢٣/٢٠٢٦.

ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد"، أهم وأبرز المعلومات عن العلاقات الثنائية بين الدولة المصرية والمجر خلال السطور التالية.

العلاقات الدبلوماسية الأولى 

أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والمجر لأول مرة في عام 1928، وتعد مصر الدولة العربية الأولى التى افتتحت فيها المجر بعثة دبلوماسية عام 1939، ورغم أن المجر ومنذ انضمامها للاتحاد الأوروبى تتبنى مواقف الاتحاد الأوروبى خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إلا أنها تحرص بشكل عام على اتخاذ مواقف متوازنة وتأييد رؤية مصر إزاء قضايا السلام في الشرق الأوسط وخطورة سياسة الاستيطان الإسرائيلية وضرورة وقفها فورًا وفقًا لاتفاق أنابوليس، كما تدعو لوجود مراقبين دوليين لمراقبة وقف الاستيطان على أرضية الواقع.

وشهدت الفترة الأخيرة تبادلا للزيارات من جانب العديد من الوزراء وكبار المسئولين في البلدين فضلا عن عقد اللجنة المشتركة المصرية المجرية بمصر في نوفمبر 2009، فقد قام الرئيس المجرى في إطار حرص بلاده على تعميق العلاقات مع مصر بزيارة للقاهرة في ديسمبر 2006.

وفى  يوليو 2017، وصل الرئيس السيسى إلى العاصمة المجرية بودابست، والتقى قادة الدول الأعضاء في مجموعة ڤيشجراد فى قمة 2017، وكان في استقباله وزير الدفاع المجري، وفي اليوم التالي، عقد الرئيس السيسي اجتماعاً مع ورئيس الوزراء المجري ڤيكتور أوربان لبحث سبل التعاون بين البلدين، كما استقبل رئيس جمهورية المجر يانوش كادار الرئيس السيسي بقصر الرئاسة المجري، وجاءت زيارة الرئيس السيسي المجر في إطار مشاركته في قمة مجموعة ڤيشجراد 2017.

فى 6 يونيه  2015 زار الرئيس السيسى، المجر، والتقى خلالها مــع رئيس وزراء المجـــر فيكتور أوربان، تبادل الجانبان الرؤى بشأن العلاقات المصرية المجرية والموضوعات الدولية ذات الاهتمام المشترك، منحت الجامعة الوطنية للخدمة العامة بالمجر الدكتوراه الفخرية للرئيس عبد الفتاح السيسى.

تعزيز التعاون الاقتصادى

وزار يانوش أدير رئيس المجر فى 27 نوفمبر 2019 مصر، واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبحث الجانبان سبل دعم العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما تباحث الرئيسان حول آفاق تعظيم التعاون بين البلدين فى مجال تكنولوجيا تحلية المياه وتعظيم الاستفادة من مواردها، وكذلك التعاون فى مجال الزراعة والرى، بالإضافة إلى التعاون فى مجال الطاقة بمختلف أنواعها، وذلك فى ضوء حرص البلدين على تنويع وتأمين مصادرهما من الطاقة، كما شهدت المباحثات استعراض عدد من الملفات الإقليمية، إذ أكد الرئيسان أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى حلول سلمية لمختلف الأزمات بالمنطقة بما يحفظ كيان الدولة الوطنية بالمقام الأول.

ويقول الدكتور أحمد يوسف، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الوزير سامح شكري إلى المجر يأتي في إطار الدبلوماسية المصرية النشطة والحيوية التي تسعى توظيف الشراكات المختلفة شرقا وغربا من أجل تعزيز التنمية في الداخل وما يعود بها من نفع على المواطن المصري.

وأضاف يوسف- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن يمتد تاريخ العلاقات بين البلدين إلى عام 1928، وهذه العلاقات شهدت طفرة في عهد الرئيس السيسي، خاصة في عام 2015، فمنذ ذلك التاريخ أصبحت العلاقات بين البلدين تشهد طفرة حقيقية.

وأشار يوسف، إلى أن العلاقة بين البلدين تشهد الآن نقلة نوعية، من النواحي السياسية والاقتصادية، وعلى مستوى التعاون والشراكة الاستراتيجية، والمجر دولة مهمة في شرق أوروبا.

أما عن العلاقات الدبلوماسية، بدأت رسميا بين مصر والمجر بعد انفصالها عن امبراطورية النمسا والمجر عام 1928، وتعد مصر أول دولة عربية تفتح فيها المجر بعثة دبلوماسية عام 1939، وتم إيفاد سفير مصرى للمجر عام 1948.

العلاقات العسكرية للطرفين 

كما وثقت مصر علاقاتها مع المعسكر الشرقى وتبنت سياسات اشتراكية بعد ثورة 1952، وأدى ذلك إلى تنامى العلاقات المصرية المجرية بشكل كبير، فضلا عن زيادة حجم التبادل التجارى، إذ استوردت مصر من المجر الميكنة الحديثة والميكنة الزراعية، وإبان الحقبة الشيوعية توافد الطلاب المصريون على الجامعات المجرية لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة والطب والزراعة، فقد تخرج من الجامعات المجرية نحو 600 طالب منهم عدد من كبار الأساتذة الجامعيين المصريين الذين تقلدوا مناصب رفيعة فى المجر وكرمتهم الدولة المجرية بأرفع الأوسمة.
وتم إنشاء أول جمعية صداقة برلمانية مصرية مجرية بالبرلمان المجرى فى يوليو 2010 وبدأ تسيير 7 رحلات لمصر للطيران أسبوعيا اعتبارا من أول يوليو 2010، وصل عدد السائحين المجريين إلى مصر اكثر من 65 ألف سائح سنويا.

تؤمن المجر العضو فى الاتحاد الأوروبى، أن استقرار مصر هو أفضل ضمان لاستقرار الشرق الأوسط، منطقة الجوار المباشر لأوروبا، وأعلنت دعمها الكامل لحصول مصر على مقعد فى مجلس الأمن الدولى، كما أيدت القاهرة ترشح المجر لعضوية مجلس حقوق الإنسان بجنيف عامى 2016 - 2017.

يرتبط البلدان مصر والمجر بعلاقات تعاون متميزة على مختلف المستويات مع العلم بأن المجر من أوائل الدول التى أيدت ثورة الثلاثين من يونيو وما طرحه الشعب المصرى من مطالب آنذاك، ففى 13 يونيو 2014 هنأ رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان الرئيس عبد الفتاح السيسى بفوزه فى الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن المجر تعتبر مصر شريكا استراتيجيا فى إطار سياسة المجر الخاصة بالانفتاح نحو الشرق، ووجه أوربان دعوة رسمية إلى الرئيس السيسى لزيارة المجر، قال فيها: "نأمل فى أن تستمر العلاقات الممتازة بين البلدين وأن تتطور بشكل كبير فى المستقبل، ولذا أدعو سيادتكم إلى زيارة رسمية لبودابست".

وكانت المجر من أولى الدول الداعمة لمصر فى الحرب ضد الإرهاب، ونظرت بودابست إلى الحرب التى يخوضها الجيش والشرطة فى مختلف أنحاء مصر على أنها دفاع أيضا عن أمن المجر لأن خطر الإرهاب يهدد الجميع، وتؤمن المجر بأن استقرار مصر هو أفضل ضمان لاستقرار الشرق الأوسط، منطقة الجوار المباشر لأوروبا، واعلنت دعمها الكامل لحصول مصر على مقعد فى مجلس الأمن الدولى، وفى المقابل أيدت القاهرة ترشح المجر لعضوية مجلس حقوق الإنسان بجنيف لعامى 2016- 2017.

حجم التبادل التجاري 

وتعكس المواقف المجرية فى المحافل الإقليمية والدولية تفهما كبيرا لتطورات الأوضاع فى مصر والتحديات التى تواجهها، وقد شهدت العلاقات السياسية بين البلدين طفرة كبيرة خلال السنوات الماضية، وذلك فى ضوء الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات التى تمثلت أبرزها فى زيارتى الرئيس عبد الفتاح السيسى للمجر فى عامى 2015، 2017، وزيارة يانوش أدير رئيس المجر لمصر فى نوفمبر 2019، وزيارة رئيس وزراء المجر لمصر فى 2016، وزيارة وزير الخارجية المصرى للمجر فى 2016، فضلا عن زيارتى وزير الخارجية والتجارة المجرى للقاهرة فى نوفمبر 2015، وأغسطس 2016، وذلك إلى جانب اللقاءات الأخرى التى جمعت بين مسؤولى البلدين فى المحافل المختلفة، والتى أسهمت جميعها فى الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

والجدير بالذكر، أن وصل حجم الصادرات المصرية إلى المجر خلال عام 2018 نحو 141 مليون دولار، ليسجل حجم التبادل التجارى بين مصر والمجر نحو 274 مليون دولار، ليحقق الميزان التجارى فائضا بلغ 20.3 مليون دولار.

وتم فتح قنوات اتصال بين الهيئة العامة للاستثمار ونظيرتها المجرية بهدف تبادل المعلومات والزيارات الفنية مما يساعد على تيسير حركة الاستثمار المتبادلة، وتبحث الشركات المصرية والمجرية عددا من المشروعات مثل إنشاء مركز تجارى مصرى فى المجر لتخزين وتسويق المنتجات المصرية من خلال السوق المجرية.

وسوف نرصد لكم الصادرات والواردات بين الدولة المصرية والمجر التي جاءت كالتالي:

أهم الصادرات المصرية للمجر:

القطن

الخضروات والفاكهة

الأسمنت والأسمدة

السجاد

البذور

السيراميك والبلاستيك  

أهم الواردات المصرية من المجر:

المعدات والأجهزة

المولدات الكهربائية

عربات قطارات السكك الحديدية

الزجاج والألومنيوم

الكيماويات العضوية والمطاط والوقود