لا تتوانى الدولة المصرية عن تقديم كافة أوجه الدعم للمساهمة في تنمية الاقتصاد الفلسطيني، حيث يتوجه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية إلى القاهرة اليوم الإثنين على رأس وفد وزاري في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يجري خلالها مباحثات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفلسطين.
زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني
ويضم الوفد المرافق لإشتية وزراء الخارجية والمغتربين والداخلية والاقتصاد الوطني والصحة والمواصلات والأشغال العامة والإسكان والتعليم العالي والأوقاف وسلطة الطاقة، إضافة للأمين العام لمجلس الوزراء والمتحدث الرسمي باسم الحكومة.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، يتم خلال الزيارة، التي تعتبر الثانية لحكومة اشتية للعاصمة المصرية، توقيع عدد من الاتفاقيات، حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين.
كما يضم الوفد عددا من رجال الأعمال، الذين سيبحثون مع نظرائهم المصريين فرص إقامة تعاون مشترك، بما يعزز التبادل التجاري بين فلسطين ومصر في جميع المجالات.
وقال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد إشتية إلى القاهرة تأتي بمشاركة وفد وزاري فلسطيني ومجموعة من رجال الأعمال بعد دعوة تلقاها من نظيره رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.
وأوضح الحرازين ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ذلك يأتي في سياق العمل المشترك والدور المصري الكبير المساند للقضية الفلسطينية، حيث تمثل هذه الزيارة أهمية كبرى لدى الجانبين خاصة في ظل تطوير العلاقات بين الجانب المصري والفلسطيني وخلق شراكات جديدة على المستويات كافة، السياسية والاقتصادية والاستثمار.
تعزز الشراكة والعلاقات القائمة
وتابع: ولذلك هناك أهمية كبرى للزيارة لما سيشمله برنامجها من لقاءات متعددة سواء ثنائية بين الوزراء أو مفتوحة مع مجلس الوزراء بأكمله، وتوقيع مجموعة من مذكرات التفاهم والاتفاقات التي تعود بالنفع على البلدين، وكذلك اللقاءات التي ستجري مع شيخ الأزهر وقداسة البابا "لشكرهما على دعم صمود شعبنا"، إضافة إلى جمعية رجال الأعمال والصناعات بما يساهم ويعزز من الدور المصري المساند والداعم للقضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن مصر على مدار التاريخ كانت ولا زالت سندا داعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ولم تتخلى يوما عن مسؤولياتها القومية والوطنية تجاه الشعب الفلسطيني بل هي اول المبادرين والداعمين للشعب الفلسطيني ومن هنا تأتي أهمية ومكانة مصر على الصعيد الدولي.
واستطرد: ولذلك يتم تنسيق المواقف دائما وبشكل مستمر بين القيادة المصرية والفلسطينية وخاصة في ظل ما تمر به القضية الفلسطينية من منعطف تاريخي حاد وما يمارس ويرتكب بحق الشعب الفلسطيني من جرائم من قبل حكومة التطرف والارهاب الإسرائيلي بما يتطلب تنسيق المواقف بين مصر وفلسطين للخروج من هذا المنعطف ومحاولة خلق أفق جديد يؤدي إلى انفراجه بالأزمة القائمة التي اوجدتها حكومة نتنياهو وتعمل على زيادة حدتها.
واختتم قائلا: ولذلك هذه الزيارة تحمل مضامين سياسية واقتصادية ومواضيع اخرى تعزز من الشراكة والعلاقات القائمة.
دعم مصر المباشر للفلسطينيين
ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية إلى القاهرة هي زيارة لاستكمال الاتصالات واللقاءات التي تمت بين القيادة السياسية الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس محمود عباس.
وأوضح فهمي ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الزيارة سيكون لها بعد اقتصادي واستثماري وتنفيذ اتفاقيات مشتركة بين السلطة الفلسطينية وبين مصر، ولكن الدلالات السياسية حاضرة في الزيارة للتأكيد أن هناك "دعم مباشر للقضية الفلسطينية".
وتابع: وبالتالي الزيارة لها أبعاد سياسية واستراتيجية، بجانب دعم مصر المباشر للقضية الفلسطينية، ومساندة الاشقاء الفلسطينيين خاصة بعد القمة العربية، وهو الأمر الذي يؤكد تواصل وتقارب العلاقات بين الطرفين في هذا التوقيت.
وقال سفير دولة فلسطين بالقاهرة دياب اللوح، إن رئيس وزراء فلسطين الدكتور محمد إشتية سيصل اليوم الاثنين، على رأس وفد وزاري رفيع المستوى إلى مصر، بناءً على دعوة من الدكتور مصطفى مدبولي، في زيارة رسمية تستمر لمدة ثلاثة أيام.
وأوضح اللوح، أن زيارة الوفد الوزاري تلبية لدعوة الشقيقة الكبرى مصر الحاضنة الأكبر وخير داعم ونصير للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية وحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، وتجسيدًا للعلاقة الاستراتيجية والأخوية بين الرئيس محمود عباس وشقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتكريساً للتنسيق المستمر والدائم في كافة القضايا المركزية والسياسية بين القيادتين، إيماناً بوحدة التاريخ والمصير بين الشعبين الشقيقين.
تفاصيل زيارة محمد إشتية
وأفاد اللوح، أن تلبية أشتية دعوة شقيقه المصري بتشكيل وفد رفيع المستوى، وهو يعد الاجتماع الثاني للجنة الفلسطينية المصرية العليا المشتركة والتي عقدت في وقت سابق بشهر أكتوبر لعام 2019.
وأكد السفير دياب اللوح، أن مشاركة تسعة حقائب وزارية في هذه الزيارة الرسمية تدّلل على حرص دولة فلسطين على مدّ جسور التعاون السياسي والتنفيذي بين البلدين والنهوض بتلك الجسور إلى أعلى مستويات التنسيق، وهو الأمر الذي أكد عليه الرئيس محمود عباس عبر توجيهاته الدائمة بوجوب استمرار العلاقة المتميزة مع جمهورية مصر العربية ودوام التنسيق الثنائي لتحقيق الافادة القصوى وتبادل الخبرات في شتّى المجالات ذات الصلة.
وذكر السفير الفلسطيني، أن الوزراء المشاركين في الزيارة من الحكومة الفلسطينية هم: وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح، وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي، وزير الزراعة رياض عطاري، وزيرة الصحة د. مي الكيلة، وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. محمود أبو مويس، وزير الأشغال العامة والإسكان د. محمد زيارة، وزير النقل والمواصلات عاصم سالم، وزير الأوقاف الفلسطيني حاتم البكري، إلى جانب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، الأمين العام لمجلس الوزراء د. أمجد غانم، رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية ظافر ملحم، وعدد من كبار مستشاري رئيس الوزراء في العديد من التخصصات الحيوية.
وتوجّه السفير دياب اللوح بالشكر إلى جمهورية مصر العربية رئيساً وحكومةً وشعباً، على استضافة هذه الزيارة التاريخية والتي سيترتب عليها نتائج تنفيذية تعكس التشاور والتنسيق المشترك المستمر بين القيادتين.