قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

نادية صبرة تكتب: البرنامج الصهيوني لتهويد القدس

نادية صبرة
نادية صبرة
×

الأسبوع الماضي أقدمت حكومة ( بنيامين نتنياهو) على خطوة استفزازية غريبة ومثيرة للجدل إذ عقدت اجتماعها الأسبوعي داخل نفق أسفل المسجد الأقصى المبارك بجوار حائط البراق وما زاد من الاستفزاز هو القرارات التي اتخذتها خلال هذا الاجتماع حيث أقرت مشاريع بـ ٩٥ مليون شيكل لبناء آلاف المستوطنات في القدس والضفة الغربية، إضافة إلى ١٧ مليون دولار لميزانية حفر المزيد من الأنفاق أسفل الأقصى.

وبات واضحا أن (نتنياهو) وحكومته يسابقون الزمن لتعزيز تهويد القدس من خلال زيادة عدد المستوطنات وعزل القدس ومحاصرة ما تبقي من المقدسيين والتضييق عليهم حتى يرحلوا منها.. وأيضا يسعى نتنياهو إلى كسب تأييد الشارع الإسرائيلي المنقسم ضده منذ اسابيع ويواصل.

سياسته الانتهازية لفرض وقائع جديدة على الأرض..أن نتنياهو الان أضعف من نتنياهو قبل عشر سنوات وفى الدورات السابقة وحلفاؤه في الحكومة يدركون ذلك جيدا ويبتزون منه مواقف عديدة تجاه القدس. والاقصى ومنها تكوين الميليشيات الخاصة بوزير الأمن القومي ( ايتمار بن جفير) التي تسمي بالحرس الوطني وتخصيص ٢٥٠ مليون شيكل لليهود المتشددين فى ميزانية ٢٠٢٣/ ٢٠٢٤ وتسع مليارات لميزانية الشرطة التي يقتحم بها ( بن جفير) المسجد الأقصى تارة هو وتارة أعضاء من حزبه وتارة أخرى أعضاء من الكنيست.

وقد تفوه ( نتنياهو) عقب الاجتماع بعبارات تؤكد أن تهويد القدس تلك المدينة الفلسطينية العربية الإسلامية المسيحية وتقسيم الأقصى زمانا ومكانا قد بدء فعليا إذ قال نصا ( لقد وحدنا القدس منذ ٥٦ عاما ولن تكون مقسمة ابدا ولكنها ستظل مدينة مفتوحة) هو بالطبع يتحدث من وجهة النظر الصهيونية التي ترى القدس عاصمة أبدية موحدة مع التحلي بشعارات فضفاضة بأنها ستظل مفتوحة وحرية الأديان مكفولة.

وهذا كذب لأن ( بن جفير) كشف الوجه الحقيقي عندما اقتحم الأقصى وانشد النشيد القومي الإسرائيلي داخل باحات الحرم ليؤكد أن خطة تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين تسير وفق جدول زمني محدد وأنهم يريدون أن يقولوا أن ما فوق الأرض لنا وما تحت الأرض لنا ..نحن أمام برنامج خطير متطرف لمحاصرة المقدسيين المرابطين منذ ٥٦ عاما والتضييق عليهم وتعقيد مهمة الصلاة في الاقصي وربما نكون على أعتاب المرحلة الأخيرة من هذا البرنامج التي ستشمل هدم الأقصى لا قدر الله أو هدم اجزاء منه وهذا ليس خيال علمي ولا أمر مستبعد وما يزيد من المعاناة الفلسطينية هو ذلك الواقع المؤلم حيث الانقسام الفلسطيني وضعف الموقف العربي إضافة إلى الإسناد الأمريكي والأوروبي وبالرغم مما قاله ( زءيف هرتسوغ) عالم الآثار الإسرائيلي الذي دحض رواية الهيكل المزعوم وقال إنه بعد ٧٠ عاما من الحفريات المكثفة لم نعثر على شيء وأعمال الآباء هي عبارة عن قصص أسطورية إلا أن البرنامج مستمر للسيطرة على المسجد الأقصى والسيطرة على القدس ..لا يوجد هيكل ولن يجدوا هيكل وقد يلجأون لما هو أخطر من الحفريات إذ ربما يصطنعون تفجيرات فى المسجد الأقصى وهناك أنباء غير مؤكدة عن تجارب تمت على ذلك فى صحراء النقب حتى يبدو أنه عامل طبيعي لا دخل. لهم فيه..أن هذه الحكومة الإسرائيلية إن لم تجد ما يردعها سوف تستمر في ذلك ..لابد أن يستفيق العالم الإسلامي لأن الأقصى وقف اسلامي نحن بحاجة ملحة إلى جهد عربي متواصل وجهد دبلوماسي وإعلامي مكثف ودور اكبر للجامعة العربية فى هذا الملف وكذلك منظمة التعاون الإسلامي التي أنشئت اصلا استنفارا لحريق الأقصى عام ٦٩.. نحن أمام منعطف تاريخي ووصلنا الي نقطة حرجة لا يمكن السكوت عليها ..
وبالرغم من أن الموقف الأمريكي اتسم بالحدة المصطنعة وكان بيان البيت الأبيض واضحا بأنه يجب ابعاد الأماكن المقدسة عن المزايدات السياسية وبالرغم من أن إدارة ( بايدن) تختلف نوعا ما عن إدارة ( ترامب) الذي منح إسرائيل الحق المطلق فى القدس وهضبة الجولان السورية المحتلة إلا أنه لا يمكن التعويل على الدور الأمريكي باي حال من الأحوال وانما نعول فقط على أنفسنا نحن نستطيع كعرب مواجهة الاحتلال بقوة وبضغوط تؤتي ثمارها وليس بتعريف المعرف وتأكيد المؤكد وانما بخطوات عملية..أن ما يؤلم إسرائيل حقا أنه بالرغم من الانتهاكات المستمرة منذ ٦٧ ومحاولتها ايجاد تاريخ يهودي والقضاء على الهوية العربية للقدس وبرغم الميزانيات الضخمة التي تخصصها لتغيير الواقع الديمجرافي إلا أنه على أرض الواقع مازال الفصل واضحا بين القدس الشرقية المحتلة والقدس الغربية ومازال ٣٩ فى المائة من سكان المدينة من المقدسيين
أنه وبعد ٥٦ عاما من احتلال القدس مازال اهالينا فى القدس يناضلون الاحتلال والهيمنة الإسرائيلية وانتصروا فى العديد من المعارك منها معركة البوابات الإلكترونية وباب العمود وغيرها ومصممون على الصلاة فى القدس برغم سحب الهويات والقتل والاعتقال والتنكيل ولكنهم الآن فى أمس الحاجة إلى دعم عربي وإسلامي ودولي قبل فوات الاوان يجب استغلال التصرفات المشينة للحكومة الإسرائيلية الفاشية وفضحها أمام العالم حتي يتم الضغط عليها لتغيير سياستها نحو اهالينا فى القدس والمسجد الأقصى فالهجمة هذه المرة شرسة وسيتم من خلالها بناء الاف الوحدات الاستيطانية فى الضفة الغربية والقدس وتنفيذ كل أوامر الهدم السابقة واقتراح قوانين وقوانين أصدرت بالفعل بأبعاد الأسري المقدسيين حتي النظام التعليمي في القدس إسرائيل تدخلت لتغيير منهج التعليم لذلك لا يكفي بيانات الشجب والاستنكار لاجتماع النفق واقتحامات بن جفير وكل السياسات الإسرائيلية وانما نحتاج إلى خطوات سياسية اقوي وتفعيل لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي جلالة الملك ( محمد السادس)ودعم الوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية وتدخل سعودي لما تتمتع به المملكة من ثقل سياسي مؤثر وفعال على المستوى الإقليمي والدولي وتراسها القمة العربية.. نحتاج دعم كل الأطراف الحريصة على القدس والاقصى..
نحن لم نكن نريدها حربا دينية ولكن نتنياهو وحكومته ارادوها حربا دينية لذلك يجب منع البرنامج الصهيوني لتهويد القدس.