قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

منى أحمد تكتب: أردوغان وأوغلو في ميزان الأتراك

منى أحمد
منى أحمد
×

يعود الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع في جولة ثانية لاختيار رئيس جديد للبلاد، للخمس سنوات القادمة ويشهد الشارع التركي ،حالة حراك بين مؤيدين لأردوغان يشعرون بالرضا عن النتيجة التي حققها وبين معارضين محبطين، كانوا يأملون في تحقيق فوز الجولة الأولي.

ميزان المعادلة الانتخابية يتأرجح بين رئيس حالي ورئيس محتمل، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسي محنك ،نجح في اكتساب شعبية وقدرة تأثير كبيرة علي أنصاره وهو ما ظهر جليا في حسم حزبه الأغلبية في انتخابات البرلمان التركي، رغم ما يعاني منه المواطن التركي في ظل أزمة اقتصادية أدت لتراجع قيمة الليرة التركية.

على الجانب الآخر، يعد كمال كليجدار اوغلو مرشح تحالف المعارضة بالمزيد من الديمقراطية والحريات، متخذا من الانتقادات بتراجع الأداء الأقتصادي والتي حملت المعارضة التركية المسؤوولية عنها لأردوغان، إضافة الي المأخذ التي وجهت لحكومته في التعاطي مع كارثة الزلزال الأخيرة وملف حقوق الانسان ،كورقة لحصد نقاط لدي الناخب التركي.

نتائج الجولة الأولي للأنتخابات الرئاسية جاءت مخيبة لآمال الأحزاب اليسارية، التي ألقت باللوم علي أوغلو الذي فشل في إقناع الأصوات الرمادية، التي لا تنتمي لحزب بعينه، وهو ما أدي للإخفاق في الحصول علي مقاعد الأغلبية البرلمانية لصالح حزب اردوغان ،وعدم حسم المقعد الرئاسي، الامر الذي صدر صورة ضعيفة للمعارضة رغم الحشد الكبير.

العديد من المعطيات ستحسم الفائز الرئاسي ،فالرئيس الحالي أستطاع أن يقدم نفسه في صورة الضامن لامن واستقرار تركيا،والمخلص الذي يملك الكثير من الأدوات الناجعة وأوراق الحل في ملفات كثيرة ،أهمها الملف الاقتصادي وهو ما يشغل المواطن التركي.

وعلي المستوي الخارجي يفخرأردوغان بانه أقام علاقات جيدة مع كل من الشرق والغرب,وتنوعت تحالفاته الدولية، بخطوط اتصال مفتوحة مع الجميع،بعدماعززت تركيا مكانتها كوسيط دبلوماسي مهم في الأزمة الروسية الأوكرانية ،وحققت تقدما حقيقيا في صفقة الحبوب الحاسمة،التي أبقت الصادرات الأوكرانية تتدفق عبر البحر الأسود.

السعي التركي لا يتوقف للعب دورا سياسي بارزكجزء من الغرب، رغم وضع الاتحاد الأوروبي عقبات امام عضوية تركيا،بعد ما اعتبرته بروكسل انتهاكات للحريات وحقوق الانسان في سجل الحكومة التركية.
فوز حزب الرئيس التركي يعطي دافع للناخب المحايد بعيدا عن الأجزاب،الي التصويت لاردوغان حفاظا علي التناغم السياسي بين البرلمان الرئاسة ،وخوفا من صراع مؤسسي مستقبلي حال وصول اوغلو الذي لا يتمتع بالأغلبية البرلمانية.

اما كمال كيليجدار أوغلو،الرئيس المحتمل والذي يمثل المعارضة يتبني خطابا قوميا لكسب القوميين الاتراك، ويغازل الداخل والخارج معا،بالحديث عن الديمقراطيات والحريات اللاتي شهدت تراجعا في عهد أردوغان ،وجاء وعد اوغلو باتاحة البيئة التي تسمح بعضوية الاتحاد الاروبي مداعبا لحلم طال امده لدي الاتراك.

وعلي المستوى الدولي ترغب الدول الغربية و الولايات المتحدة في رحيل أردوغان وحزبه عن السلطة،خاصة في ظل علاقات معقدة ومصالح متشابكة،وتقارب تركي روسي يزعج الدول الغربية والادارة الامريكية،وياتي المسارالذي تتخذه تركيا العضو البارز في حلف الناتو وياخد منحا مخالف لسياسات الحلف ليرجح كفة اوغلو لدي امريكا وحلفاؤها الغربيون.

ففوز كليجدار،سيسمح لتركيا بتحالفات مرنة مع الغرب والولايات المتحدة الامريكية،وهو ما تتطمح اليه الولايات المتحدة والغرب.
يقف علي مسافة واحدة كلا من كليجدار واردوغان،اللذان فشلا في،استقطاب كتلة الشباب والأكراد والأستحواذ علي أصواتهم،وياتي ملف المهاجرين وللاجئين السوريين،احد النقاط التي وعد كلا من اردوغان واغلو بحلها في ظل رقم، صعب قدرته المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين باكثر من3 مليون لاجئ علي الأرض التركية.

نتائج انتخابات البرلمان التركي ستكون حاضرة بشكل كبير في الجولة الثانية للسباق الرئاسي،وستعطي دافع لمؤيدي حزب الاغلبية في الاقبال علي صناديق الاقتراع،عكس الاحباط الشديد الذي قد يؤثر علي مشاركة مناصري الاحزاب المعارضة في جولة الاعادة.
لكن رغم التقارب في نتائج التصويت والفارق الضئيل الذي جاء لصالح اردوغان،وتزامنا مع اعلان سنان المرشح الرئاسي الذي أتي في المركز الثالث تاييده للرئيس اردوغان وبالتالي ذهاب اصوات مناصريه الي صناديق الرئيس التركي،الا ان اعلان الاحزاب الكردية دعمهم لكليجدار أوغلو،قلب الموزاين فهل تتحقق المفاجأة.