ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، أن الناخبين الأتراك توجهوا، منذ صباح اليوم /الأحد/، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في جولة إعادة على الانتخابات الرئاسية، في وقت عصيب بالنسبة للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يسعى إلى تمديد فترة حكمه لفترة جديدة.
واستهلت الصحيفة تقريرًا لها في هذا الشأن، نشرته عبر موقعها الإلكتروني، بالقول إن أردوغان تحدى التوقعات في الجولة الأولى من المسابقة الرئاسية التي جرت في 14 مايو الماضي، بفوزه على كمال كيليتشدار أوغلو وقريبًا من النسبة المطلوبة لتحقيق نصر كامل، على الرغم من أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة التي أثرت على شعبيته في الفترة الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس البالغ من العمر 69 عامًا حقق، في اثنين من الاستطلاعات التي تم نشرها في الأيام الأخيرة، تقدمًا كبيرًا ضد أوغلو، الذي يمثل ائتلافًا معارضًا مكونًا من ستة أحزاب.
ووصف أردوغان وأوغلو تصويت، اليوم، بأنه استفتاء على مستقبل تركيا، فيما تعهد الأخير بإنعاش الاقتصاد من خلال عكس العديد من سياسات أردوغان، مع إعادة البلاد إلى الديمقراطية البرلمانية من نظام الرئاسة التنفيذية، الذي تم وضعه بعد استفتاء عام 2017.
مع ذلك، تمكن أردوغان من الحفاظ على الدعم من قاعدة الناخبين المحافظين في جميع أنحاء الأناضول أثناء الجولة الأولى من الانتخابات من خلال التأكيد بشدة على القيم العائلية والمعركة ضد الإرهاب ونجاحاته في إعطاء تركيا دورًا أكبر على الساحة العالمية، منذ أن تولى قيادة البلاد في عام 2003.
كذلك، تجاوزت الكتلة النيابية الرئاسية، وهي ائتلاف يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية، التوقعات، متمسكة بالأغلبية خلال جولة الانتخابات التشريعية.
من الناحية الأخرى.. تعهد أوغلو، البالغ من العمر 74 عامًا، بطرد ملايين المهاجرين، في محاولة لنيل رضا العديد من الأتراك الغاضبين من وجود أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري قدموا إلى البلاد في السنوات الأخيرة.
وقال مراقبو الانتخابات الدوليون- في تصريحات نقلتها الصحيفة- إن الجولة الأولى من الانتخابات كانت حرة على نطاق واسع.
وقدمت وسائل الإعلام التابعة للحكومة في البلاد تغطية شاملة لإنجازات أردوغان، بما في ذلك افتتاح منشأة لمعالجة الغاز في البحر الأسود وبناء سفينة حربية.
وقالت (فاينانشيال تايمز): "إذا نجح أردوغان في تحقيق نصر، ومُنح فترة رئاسية أخرى مدتها خمس سنوات، فمن المتوقع أن يتحول التركيز بسرعة على معالجة الأزمات الاقتصادية التي عانت منها تركيا في الفترة الأخيرة.. حيث سجلت الليرة هذا الأسبوع مستوى قياسيًا منخفضًا في مقابل الدولار الأمريكي، وتجاوزت حاجز الـ 20 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، في حين شعر المستثمرون بالقلق من سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية، والتي تضمنت تخفيضات حادة في أسعار الفائدة على الرغم من التضخم الحاد".
يشار إلى أن أردوغان قد حصل في الجولة الأولى على 52ر49 في المائة من أصوات الناخبين، بينما حصل أوغلو على 9ر44 في المائة من الأصوات.. ولم يتمكن أي مرشح من الوصول إلى نسبة الـ 50 في المائة +1 في الجولة الأولى، التي عقدت في 14 من مايو الجاري.