يصادف اليوم ذكرى وفاة رفاعة رافع الطهطاوي، من أهم رموز النهضة المصرية الحديثة وأحد جسور التنوير في مصر.
هو رفاعة رافع الطهطاوي من مواليد طهطا محافظة سوهاج في 15 أكتوبر 1801، تخرج من الأزهر الشريف وسافر سنه 1826 في أول بعثة تعليمية مصرية ذهبت إلى فرنسا كإمام ورجل دين مرافق لطلبة البعثة ..
هو من أشهر رجال عصره و من أهم من ساعدوا في نجاح تجربة محمد علي ، تعلم الفرنسية و تفتحت آفاقه على الثقافة الأوروبية بكل نواحيها العلمية والثقافية والإجتماعية ..
عندما عاد إلى مصر تم تعينه سنة ١٨٤٢م مديراً لقلم الترجمة الذي أنشأه محمد علي ثم أصبح ناظراً لمدرسة الألسن ، كانت المدرسة مشعلاً للعلم، ومنارة للمعرفة، ومكانًا لالتقاء الثقافتين العربية والغربية، إلى أن عصفت بها يد الحاكم الجديد عباس الأول، فقام بإغلاقها لعدم رضاه عن سياسة جده محمد علي وعمه إبراهيم باشا وذلك في سنة 1849 ، كما أمر بإرسال رفاعة إلى السودان بحجة توليه نظارة مدرسة ابتدائية يقوم بإنشائها هناك ..
وبعد وفاة عباس الأول سنة ١٨٥٤م ، عاد الطهطاوي إلى القاهرة، وأسندت إليه في عهد الوالي الجديد "سعيد باشا" عدة مناصب تربوية، فتولى نظارة المدرسة الحربية التي أنشأها سعيد لتخريج ضباط أركان حرب الجيش سنة ١٨٥٦م ، وقد عنى بها الطهطاوي عناية خاصة، وجعل دراسة اللغة العربية بها إجبارية على جميع الطلبة، وأعطى لهم حرية اختيار أجدى اللغتين الشرقيتين : التركية أو الفارسية، وإحدى اللغات الأوربية : الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، ثم أنشأ بها فرقة خاصة لدراسة المحاسبة، وقلمًا للترجمة برئاسة تلميذه وكاتب سيرته صالح مجدي، وأصبحت المدرسة الحربية قريبة الشبه بما كانت عليه مدرسة الألسن .
ترجم العديد من الكتب في مجالات العلوم المختلفة كالجغرافيا و التاريخ وغيرهما ، ولم يكتف بالترجمة بل ألف كتباً عديدة من أهمها :
• تخليص الإبريز في تلخيص باريز
• مباهج الألباب المصرية في مناهج الآداب العصرية ..
ولعب دوراً كبيراً في إصدار جريدة " الوقائع المصرية " و شارك في تحرير مجلة " روضة المدارس " التي تولي إصدارها علي باشا مبارك وزير المعارف ..
أكبر أحفاده هو السفير محمد رفاعة الطهطاوي الذي عمل سفيراً لمصر بليبيا وإيران وشغل منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية منذ أغسطس ٢٠١٢ حتى يوليو ٢٠١٣ ..
توفى رفاعة الطهطاوى فى 27 مايو سنة 1873 عن عمر ناهز الإثنتين وسبعين سنة ..