يغار المصري بطبيعته على تاريخ وحضارة بلده، ويغضب لما ينالها من سرقة وتزييف، فالآثار الفرعونية ليست موروثًا حضاريًا وثقافيًا وتاريخيًا من مصر القديمة فقط، إنما هى بالنسبة للمصريين كنز أيقوني تُبذل الجهود لحمايته واسترجاع ما سُرق منه.
أغطية التوابيت المصرية في إسرائيل
خلال الأيام القليلة الماضية، أثارت صور لأغطية توابيت تعود للحضارة المصرية القديمة، في إحدى المستشفيات بإسرائيل غضب الكثيرين في مصر، حيث عرضت وسائل إعلام إسرائيلية صورًا لعملية فحص غطاءين، بجهاز المسح الضوئي في إحدى المستشفيات الإسرائيلية، كانا معروضين في متحف إسرائيل بمدينة القدس، وتم نقلهما إلى المستشفى؛ لمعرفة كيف تم نحتهما، أو أيا كان السبب.
[[system-code:ad:autoads]]
يعود غطاء التابوت الأول تقريبًا إلى عام 950 قبل الميلاد، وهو لمغنية للمراسم الدينية لـ "آمون رع"، تُدعى "جيت ميت"، أما الغطاء الثاني فهو لتابوت أحد النبلاء المصريين يُدعى "بتاح حتب" ما بين القرنين الرابع والسابع قبل الميلاد.
وأثارت صور أغطية التوابيت في المستشفى الإسرائيلي حالة من الجدل بين المغردين المصريين، الذين عبروا عن استيائهم، وبدأت التساؤلات تنتشر على مواقع التواصل حول تاريخ القطع، وسبب تواجدها في إسرائيل، وفيما إذا كانت السلطات المصرية قد أرسلت القطع لفحصها هناك.
بيان وزارة السياحة والآثار
من جانبها أصدرت وزارة السياحة والآثار المصرية بيانا لتوضيح حقيقة الأمر، والذي أكد فيه قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، على عدم صحة ما تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي بنقل أغطية توابيت فرعونية من الأراضي المصرية لإسرائيل؛ للفحص بأحد المستشفيات، وتابع البيان أن هذا الأمر عار تمامًا عن الصحة.
ووفقًا لموقع متحف إسرائيل؛ فغطاء تابوت "جيت ميت" كان هدية من زوجين أمريكيين هما "لورنس وويل ماتيش"، وهما من أثرياء نيويورك،
الشماع: التابوتين خرجا بوقت سابق
وأكد المؤرخ والمحاضر الدولي، بسام الشماع، خلال مداخلة مع إحدى القنوات الفضائية، أن التابوتين خرجا من مصر في وقت سابق وليس الآن، موضحًا أن هذه الآثار كانت معروضة في متحف إسرائيل في القدس، ولم تخرج من مصر حديثًا.
وأضاف أن، هذه الآثار ضمن مجموعة آثار متكاملة، موضحًا أنه زار متحف إسرائيل في مدينة القدس عام 2013، وصرحت له إحدى المرشدات بالمتحف، أن كل هذه الآثار المصرية هي هدايا من صديقهم الأمريكي.
وتابع “الشماع”، أن عملية استرجاع الآثار تتم وفقًا لإتفاقية اليونسكو لعام 1970، وفقًا للإتفاقيات الثنائية بين مصر ودول أخرى. ولكنه يعتقد أن هناك المزيد يمكن فعله لاسترجاع الآثار المنهوبة. منوهًا إلى أهمية وضع قانون بين الدول المهتمة بالحضارات والثقافات العالمية؛ ليعطي الحق للدول المسروقة والمنهوبة في آثارها وحضارتها في استرداد هذه الآثار، سواء خرجت بقرارات من حُكام في الماضي, أو عن طريق عصابات السرقات الأثرية.
في عام 2016 استعادت مصر غطاءين خشبيين لتابوتين من إسرائيل، كان قد هُربا إليها عام 2012، وحرزتهما السلطات وقتها، ورغم استعادتهما بالتعاون مع وزارة الخارجية الإسرائيلية، إلا أن السفير المصري لدى إسرائيل حازم خيرت قال حينها، إنه ما زالت هناك قطع أثرية أخرى لدى إسرائيل مسروقة من مصر، ونتطلع إلى استعادتها.