قال الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز أداء أكثر من صلاة بوضوء واحد، طالما الإنسان محافظًا على وضوئه حتى لو كان أثناء الوضوء يمسح على الجورب.
حكم أداء أكثر من صلاة بوضوء واحد
وأضاف «وسام» خلال إجابته عن سؤال: «هل يجوز صلاة أكثر من فرض بوضوء واحد مع المسح على الجورب؟»، أنه يجوز أداء الصلوات الخمس بوضوء واحد ما دام محافظًا على وضوئه ولم يحدث، وما دام ليس في حاجة إلى دخول دورة المياه.
وعن حكم المسح على الجورب، أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن المسح على الجورب -الشراب- يجوز عند جماهير العلماء إذا كان مجلدًا يمكن تتابع المشي عليه وكان قد لُبِسَ على طهارة، والأصل في جواز المسح حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم مَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ» رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه.
ولفت إلى أن جمهور الفقهاء قيدوا الإطلاقَ الوارد في الحديث الشريف في الجورب بأحاديث المسح على الخُفِّ؛ فاشترطوا في الجورب شروط الخُفِّ، ولكن بعض العلماء -كبعض الحنابلة، وكالقاسمي وأحمد شاكر من المتأخرين- أخذوا بظاهر النص وأجازوا المسح على الجورب مطلقًا: رقيقًا وسميكًا، ساترًا ومخرقًا.
وأفادت: وعليه فالمسح على الجورب الشفاف ممنوعٌ عند الجمهور، جائزٌ عند قليل من العلماء.
حكم أداء أكثر من صلاة بوضوء واحد .. أجمع الفقهاء على انه يجوز أداء أكثر من صلاة بوضوء واحد كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة حيث صلى الخمس بوضوء واحد، وروى مسلم من حديث "بريدة" رضى الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة فلما كان يوم الفتح صلى الصلوات بوضوء واحد، فقال له عمر: إنك فعلت شيئاً لم تكن تفعله؟، فقال: عمداً فعلته يا عمر.
والسنة أن يتوضأ لكل صلاة ولو لم يُحدث؛ لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، عن أنس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة. قيل له فأنتم كيف كنتم تصنعون قال: كنا نصلي الصلوات بوضوء واحد ما لم نحدث" رواه البخاري.