ذكر تقرير صحفي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن واشنطن تسعى حاليا لكي تنأى بنفسها عن التورط في حرب أوكرانيا بعد اكتشاف استخدام سيارتين من طراز هامفي الأمريكي في هجوم شنته مجموعات مسلحة تقاتل في صفوف القوات الأوكرانية في مدينة بلجورود الروسية والتي تقع على الحدود مع أوكرانيا.

وأشار التقرير، الذي شارك في كتابته كل من فيكتوريا بيسيت وأليكس هورتون وناتاليا أباكوموفا، إلى تصريحات باتريك رايدر المسؤول الإعلامي في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التي يقول فيها أن بلاده لم تسمح بنقل أي معدات حربية لأي كيانات مسلحة خارج الجيش الأوكراني، مؤكدا أن واشنطن لم تتلق أي طلبات من أوكرانيا في هذا الخصوص.

ويشير التقرير إلى تصريحات أحد مسؤولي البنتاجون، والذي رفض ذكر اسمه، أن الهدف الذي تسعى بلاده لتحقيقه هو تمكين أوكرانيا من مواجهة القوات الروسية وليس استهداف مواقع داخل روسيا، موضحا أن الجانب الأمريكي سوف يقوم بالتحقق والتأكد فيما ورد من أنباء ومقاطع فيديو بشأن استخدام السيارتين في هجوم بلجورود.

وعلى الجانب الآخر يسلط التقرير الضوء على تصريحات ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين التي يقول فيها إن حادث بلجورود يؤكد بشكل واضح وصريح مدى تورط الدول الغربية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في حرب أوكرانيا.

ويوضح التقرير أن بعض مقاطع الفيديو أظهرت أمس الأربعاء تدمير سيارتين من طراز هامفي الأمريكي خلال هجوم على نقطة عسكرية حدودية من جانب مجموعات مسلحة تقاتل في صفوف القوات الأوكرانية.

ويضيف التقرير أن وزارة الدفاع الأمريكية سوف تعقد اجتماعا اليوم الخميس لقيادات عسكرية رفيعة المستوى للعديد من الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة لمناقشة توفير الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا ودراسة ما إذا كانت كييف في حاجة إلى المزيد من العتاد العسكري من أجل التصدي للقوات الروسية خلال العملية العسكرية الروسية التي بدأت هناك في فبراير من العام الماضي.

ويضيف التقرير أنه من المتوقع أن يتناول الاجتماع تزويد أوكرانيا بطائرات "أف-16" القتالية وتدريب القوات الأوكرانية على استخدامها وصيانتها، موضحا أن واشنطن أعلنت عن موافقتها أمس الأربعاء على حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 285 مليون دولار تشمل صواريخ أرض الجو متطورة من طراز NASMAS.
ويشير التقرير في هذا السياق إلى الموقف الروسي بشأن المساعدات التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا حيث يسلط الضوء على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسية سيرجي رايابكوف أمس الأربعاء التي يقول فيها أن أي شحنات من طائرات "أف-16" لأوكرانيا سوف تكون أهدافا مشروعة للقوات الروسية.

ويلفت التقرير في الختام إلى أن تصريحات المسؤول الروسي تأتي بعد يوم واحد من إعلان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن العديد من الدول الغربية بدأت في تدريب القوات الأوكرانية على استخدام طائرات "أف-16" فيما يعد إشارة واضحة على اعتزام الدول الغربية توفير ذلك الطراز من الطائرات لأوكرانيا.