تمر الأيام والسنين على بعض المشروعات التنموية والخدمية ، ورغم ذلك تظل خالدة أمد الدهر ، لم تجسده من تاريخ عظيم سيظل برونقه وجماله عبر العصور والأزمنة.
وفى هذا الصدد نلقى الضوء عبر منصة " صدى البلد " على أحد أبرز المشروعات الخالدة ، والذى يتمثل فى مشروع السد العالى " هرم مصر الرابع " ، والذى شهد في شهر مايو من عام 1964 ، قيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بإعطاء إشارة تحويل مجرى نهر النيل بهذا الصرح الهندسى الذى يمثل معجزة هندسية غير مسبوقة في القرن العشرين ، وسط حضور ومشاركة من الزعيم الروسي الراحل نيكيتا خروشوف، وصيحات وفرح العاملين من المصريين والروس.
مجرى نهر النيل
وقد أكد قدامى بناة السد العالي على أن حب مصر وانتماءهم الشديد للوطن كان هو الدافع الرئيسي الذي دفعهم إلي بذل الجهد والعرق والتضحية بأرواحهم لتحقيق هذا المشروع القومي العملاق .
وأشار محمد يوسف من قدامى العاملين بالسد العالى ومن بناة السد، إلى أن تحويل مجرى نهر النيل بدأ في الساعة الثانية إلا الثلث ظهرًا في مايو 1964 ، حيث تم إغلاق المجرى نهائياً وتحويل المياه إلى القناة الأمامية للسد العالي بطول 1950 متراً مروراً بستة أنفاق رئيسية بطول 282 متراً ، وقطر 15 متراً للنفق الواحد ليتم بذلك تغيير مجرى نهر النيل ، ولتنتهي المرحلة الأولى من إنشاء السد العالي والتي بدأت في 9 يناير 1960 حتى 15 مايو 1964.
وأوضح محمد يوسف بأنه أثناء مراحل إنشاء السد العالى كان هناك شهداء من زملاؤه ، وكانوا يحملون أراواحهم على أيديهم ، كما أنهم كانوا يحملون جثث الشهداء من زملاءهم ، ويقومون بدفنها في المقابر ، ثم يعودون مرة أخرى لإستكمال منظومة العمل مرة أخرى ، فمشروع السد العالى يمثل قيمة وطنية كبيرة ، ونحن جميعاً كنا نفنى أجسدانا في سبيل خدمة السد العالى ، فهى بحق كانت ملحمة وطنية بمعنى الكلمة من الجد والإجتهاد والإنجاز ، لنحقق هذا الحلم ، ويظل السد العالى صرحاً شامخاً لأمد الدهر .
بناة السد العالي
وأكمل يوسف بأننا نحن الآن سلمنا الراية لأبنائنا وأولادنا من الجيل الحالي ليستكملوا رسالتنا المتمثلة في الحفاظ على مشروع السد العالى ، الصرح العظيم الذى غير وجه الحياة ليس لمحافظة أسوان فقط ، بل لمصرنا الحبيبة كلها ، لما حققه من إضافة نحو 2100 ميجاوات من الكهرباء للشبكة القومية الموحدة ، بجانب أن السد العالى ساهم في الترويج السياحى لأسوان ، لأنه تم وضعه على البرامج السياحية لإستمتاع الأفواج السياحية بهذا الصرح العظيم .
وأردف أحد قدامى العاملين بأن السد العالى قد حمى مصرنا الحبيبة من الجفاف عام 1977 ، كما حمى مصر من الفيضانات النتراكمة عام 1978 ، وتغيير نظام الرى إلى النظام الدائم ، وهو بحق شريان الحياة في مصر.