تشغل أسعار اللحوم بال كل مواطن وخصوصًا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، فهي من أهم مصادر البروتين الحيواني التي يعتمد عليها المواطن في وجباته، حيث تشهد أسعار اللحوم انخفاضا وارتفاعا ملحوظا.
ويصاب جميع المواطنين، بحالة من الغضب بسبب ارتفاع أسعار اللحوم بشكل مبالغ فيه، حيث تتحرك أسعار الأضاحي واللحوم بشكل شبه يومي.
أسباب زيادة أسعار اللحوم بالأسواق
وتعود الزيادة فى أسعار اللحوم إلى عدة أسباب، على رأسها قلة المعروض فى الأسواق من اللحوم، بعد أن وصل سعر العجل الصغير إلى 70 ألف جنيه وأكثر، بعد أن كان سعره لا يزيد على 30 ألف جنيه.
وتعود زيادة أسعار اللحوم ترجع أيضًا إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وكذلك أسعار الدولار والسولار، وبالتبعية ارتفاع تكلفة نقل اللحوم حيث أن كل هذه الزيادات يتحملها المستهلك فى النهاية.
وأثر الارتفاع الشديد فى أسعار اللحوم بالسلب على حجز لحوم الأضاحى، والمجازر كانت تتلقى طلبات الحجز من الجزارين قبل عيد الأضحى بحوالى شهرين أو أكثر، ولكن بسبب ارتفاع الأسعار لم يقم أي من الجزارين حتى الآن بالحجز على خلفية الترددات التى يشهدها سعر الدولار وعدم ثباته ولا سيما أن بعض الجزارين يلجئون لحجز لحوم العجول المستوردة.
وتختلف أسعار اللحوم الحمراء من مكان لآخر وتتراوح في المتوسط ما بين 280إلى 350 جنيها للكيلو، مع توقعات زيادة الطلب خلال الفترة المقبلة بسبب اقتراب عيد الأضحى.
ستتراجع خلال الأيام القادمة
وفي هذا الصدد، أكدت النقابة العامة للفلاحين الزراعيين، انخفاض أسعار اللحوم خلال أيام بعد موافقة الحكومة على استيراد 170 ألف رأس، منها 45 ألف رأس عجول ذبيح فوري، و20 ألف رأس غنم، و105 آلاف رأس عجول تسمين، وذلك من مناشئ متعددة، بالإضافة للسابق استيرادها وتسمينها داخل البلاد، والتي تقدر بنحو 180 ألف رأس.
وقال النوبي أبو اللوز، الأمين العام لنقابة الفلاحين، إن هذا القرار جاء في وقته تماما مع قرب قدوم عيد الأضحى، وسوف يسهم في ضبط الأسعار وتلبية احتياجات المواطنين خلال العيد، لافتا إلى أن حكومة الدكتور مصطفي مدبولي تسعى للسيطرة على أسعار اللحوم عبر زيادة الكميات المعروضة في السوق في ظل الارتفاع المتوقع في الطلب، حيث قررت وزارة الزراعة استيراد كميات كبيرة من اللحوم وطرحها بالأسواق بسعر مخفض في مختلف المنافذ بالمحافظات.
وعن تراجع أسعار اللحوم خلال الأيام القليلة القادمة، أكد أمين الفلاحين أن سبب التراجع سوف يأتي بسبب ضعف القوة الشرائية وقلة الطلب على شراء اللحوم في الفترة السابقة مع ارتفاعات الكبيرة في الأسواق.
وأوضح أن "هذا ما أصاب قطاع اللحوم بحالة من الركود في السلاسل الغذائية وحتى محلات الجزارة في المناطق الشعبية التي لم يعد المواطن قادرًا على شراء كيلو اللحم، بسبب الظروف المادية والدخل المنخفض للمواطنين وعليه تدهورت الأوضاع بالنسبة للجزارين".
كيفية سد العجز باللحوم الحمراء؟
وأضاف أبو اللوز أن الحكومة تقوم حاليا بزيادة الإفراجات لتوفير الأعلاف، ما كان له الأثر الإيجابي في خفض أسعار الأعلاف اللازمة للثروة الحيوانية والداجنة، وتسعى الحكومة حاليا لتوفير احتياجات المواطنين من اللحوم سواء من خلال تشجيع المنتج المحلي، ودعم المشروع القومي للبتلو، وكذلك تنويع مناشئ الإستيراد وزيادة الإفراجات لإتاحة المرونة والمتطلبات خلال الفترة المقبلة ومتطلباتها، خاصة في عيد الأضحى.
ومن جانبه، يقول الدكتور عبد الباسط العقيلي استشاري خصوبة الأراضي وتغذية النبات: "لدينا فجوة غذائية في اللحوم، كما لدينا شبه اكتفاء من الدواجن والطيور ونقص حوالي 50% من إنتاجنا في اللحوم، ونقوم على استكمال تلك الفجوة باستيراد اللحوم من الخارج".
وأضاف العقيلي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الدولة تقوم باستيراد اللحوم من أكثر من جهة لتقوم بتوفيرها في السوق، لسد العجز الموجود في اللحوم، منوها إلى أن أسباب ارتفاع أسعار اللحوم هي أزمة الدولار وتوقيف الاستيراد.
وأشار العقيلي، إلى أنه عندما يتم حل أزمة الدولار والاستيراد، سيتم توفير اللحوم في الأسواق، أي يتم توفير المعروض، وتتوفر أيضا الأعلاف بأسعار مناسبة، مما يساعد على تقليل الأسعار في الأسواق.
وعن كمية اللحوم في الأسواق، قال الدكتور محمد القرش، المتحدث بأسم وزارة الزراعة: "نحاول من خلال الوزارة زيادة حجم المعروض والقوة الإنتاجية لتأمين إحتياجات المواطن المصري، مؤكدا أن هناك تحديات تواجه الإنتاج الحيواني في مصر".
وأضاف القرش- خلال تصريحات إعلامية له، أن كيلوم اللحوم بالمنافذ من 200 إلى 220 جنيه، مؤكدا انه تم الإفراج عن 170 ألف رأس ماشية، منها 45 الف رأس للذبح الفوري.