يتساءل الكثيرون عن طاعات تعادل ثواب الحج، خاصة لمن عجز عن زيارة مكة المكرمة بسبب الأوضاع الاقتصادية.
أعمال تعدل ثواب الحج
وورد إلى الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية من خلال برنامج دقيقة فقهية سائل يقول: ليس لدي مال حتى أؤدي مناسك الحج ، فهل هناك أذكار أو صلوات أو تسابيح إذا فعلتها قامت مقام الحج وأنا في منزلي ؟
وقال الدكتور مجدي عاشور : الحج عبادة مخصوصة اشترط الشرع الشريف لوجوبها توفر الاستطاعة المالية والبدنية ، حيث قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗا} [آل عمران: 97] ، فمن لم تتوفر لديه هذه الاستطاعة فلا حرج عليه ولا مطالبة .
[[system-code:ad:autoads]]
وتابع: قرر الفقهاء أن الحج كغيره من العبادات المفروضة ليس هناك من الطاعات ما يقوم مقامه من حيث سقوط الفرضية، ومع ذلك فقد جاءت أحاديث صحيحة تدل على بعض الأذكار والكيفيات من العبادات التي تحصل ثواب الحج وأجره فقط، ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ". قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم : " تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ " .
وشدد : أن هذه الطاعات تعادل الحج في الثواب والجزاء لا في الإجزاء، فمن عملها يثاب ثواب الحج، ولكن لا يسقط عنه الحج المفروض؛ لأنه عبادة ليس لها بدل، وتستوي المرأة مع الرجل في هذا الأجر وإن صلت وحدها في بيتها .
ما هي الأشهر الحرم؟
والأشهر الحرم هي التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 36]. وهن: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.
وهذا التحديد وردت به الأخبار عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» رواه البخاري.