لا يوجد تنمية حقيقية في الدولة المصرية في وجود هذه النسبة من الأمية
نسبة الأمية في مصر لا تزال مرتفعة وتجاوزت 23 %
العادات والتقاليد تسيطر علي بعض الاسر وتحرم الفتيات من التعليم
التسرب من التعليم أبرز معوقات الأمية بمصر
تتوجه أنظار المصريين، إلى الحوار الوطنى، بمختلف المحاور العامة على رأسها التعليم الذي يندرج تحته واحدا من اهم سبل التقدم في مصر وهو محور محو الأمية وتعليم الكبار نحو خطة قومية حقيقية لمحو الامية حيث يتم تناوله وسط ترقب كبير للخروج بنتائج وتوصيات مهمة يكون لها آثار إيجابية فى دعم محو الامية وإعلان مصر خالية من الأمية قبل 2030 لتحقيق رؤية مصر 2030.
قالت الدكتورة سامية خضر الاستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس ، إن رغم المجهودات التى تقوم بها الدولة المصرية في مواجهة الامية مازالت الامية في مصر مرتفعة إلي حد كبير قد تخطت 23 % ، مؤكدة أنه لايوجد تنمية حقيقة في الدولة المصرية في وجود هذه النسبة من الامية .
وأضافت الدكتورة سامية خضر ،خلال تصريحاتها لـ صدى البلد ، أن مشكلة الأمية أحد أخطر المشكلات المزمنة التي تواجه الدولة النامية ، كما أن الآثار السلبية للأمية يمكن أن تهدم المجتمع .
وأوضحت الدكتورة سامية خضر ، أن اكبر التحديات التى تواجه الدولة المصرية في علاج محو الامية وهو التسرب من التعليم لذلك يجب حصر الطلاب المتسربين من التعليم في المراحل الاولي من التعليم وتذليل كافة العقبات التي تواجهم للاطفال وللاسرة حتي يتم رجوع الطالب إلي المدرسة مرة أخرى مع توفير كافة المصروفات الدراسية ومستلزمات الدراسة في حالة أن الطالب يستحق الدعم وذلك بمشاركة وزارة التضامن ووزارة التربية والتعليم والهيئة العامة لتعليم الكبار اما في حالة أن الاسرة لم تستحق الدعم يتم فرض غرامه على الاسرة وسن تشريعات لإلزام ولى الأمر إرسال ابنه إلى المدرسة وفرض الغرامات فى حال تقاعسه ومخالفة القوانين .
وفي هذا الإطار قال الدكتور عبد الناصر رشاد وكيل تربية جامعة عين شمس ، أن مشكلة الأمية من التحديات الكبيرة أمام التنمية المستدامة فى ضوء رؤية مصر ٢٠٣٠، فالأمية رأس المشكلات التى يصاحبها المرض وعمالة الأطفال والزواج المبكر للإناث والزيادات المفرطة فى قطاعات الأعمال التى يقبل عليها الأميون والتى قد تفوق المطلوب خاصة فى قطاع الخدمات والنظافة.
وأوضح الدكتور عبد الناصر رشاد ،اسباب عزوف الاطفال عن المدراس في المراحل الاولى من التعليم هي القدرة المادية لبعض الأسر وغياب دور العائل لأسباب مختلفة وبالتالى يتحمل الطفل المسئولية ويتوقف عن الذهاب إلى المدرسة، مؤكداً أن أن أمية بعض أولياء الأمور سبب رئيسي في عدم إلحاق أبنائهم بالمدرسة، كما أن هناك بعض العادات والتقاليد تمنع بعض الأسر من تعليم الفتيات، إلى جانب غياب التوعية الإعلامية بخطورة الأمية والتسرب من التعليم وتوعية المتسربين بوجود مراكز محو أمية وتحفيزهم على التعليم.
وأشار رشاد إلي ، الأداء الدراسي السيئ أو الهروب من الدراسة أو عدم استكمال التعليم بالاضافة إلي الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تتمثل في فقر بعض الأسر والصعوبات في التعلم مثل عسر القراءة أو المشاكل النفسية .
وقدم الدكتور عبد الناصر رشاد بعض الحلول للتخلص من الامية بشكل سريع وسليم دون الخلل وهي كالاتي :
- الكثير من الموظفين الأميين في العديد من الشركات،لذلك يجب علي صاحب العمل تحمل تكلفة دراسة العامل الامى تعليمهم القراءة والكتابة مما يساهم في تطور هؤلاء الموظفيين ليقدموا افضل ما لديهم وذلك في أطار الدور المجتمعي التي تقوم به رجال الاعمال .
-التعرف المبكر على صعوبات التعلم ومساعدة الأطفال الذين قد يعانون من مشاكل اجتماعية أو نفسية أو صحية
- تخصيص بعض موارد الدولة من أجل تحسين الحصول على التعليم وضمان جودته.
- حل مشكلات التعليم التى تعد أحد الأسباب التي تؤدي إلى الأمية
-كل مؤسسة مسؤلة عن الاميين وملزمة بمحو الامية العامل أو الموظف
-التسرب من التعليم مع تقديم دعم مادي ومعنوي للاسرة الاكثر فقراً
ومن جانبه قال الدكتور مجدي حمزة الخبير التربوي ، أن مشاركة كل مؤسسات الدولة فى هذه القضية واجب وطنى وأيضا دور المجتمع المدنى والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام مهما خلال عمل حملات إعلامية مكثفة لتقديم مشروع تعليمى تثقيفى فالقضية ليست تعليم أبجديات فقط، حتي لا يتمكن احد من عقول الاميين والوصول اليهم بطرق غير شرعية وهذا يحتاج إلى معلم جيد مؤهل للتعامل مع الكبار لأن تعليم الكبار أصعب من تعليم الصغار فهو يحتاج إلى مهارات معينة .
وأكد الدكتور مجدي حمزة ، أن معرفة القراءة والكتابة هي مهارة ضرورية في حد ذاتها وأساس لمهارات الحياة الأخرى. حيث أن محو الأمية باللغة الأم يعزز الهوية الثقافية والتراث كما يمكن القضاء على الأمية من خلال التدريب المهني، وبرامج التعليم الرسمية وغير الرسمية مما يؤدي إلى زيادة الوعي بالحقوق والواجبات.
وأشار الدكتور مجدي حمزة إلي ، حل مشكلة الأداء الدراسي السيء أو الهروب من الدراسة أو عدم استكمال التعليم بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تتمثل في فقر بعض الأسر وتوفير الامكانيات اللازمة .
وشدد الدكتور مجدي حمزة علي نشر الوعي بين الاسر المصرية وخاصة في الاقاليم والصعيد حيث أن الصعيد يحتل المركز الاول في الامية ويتم ذلك عن طريق لافتات في الطرق وقنوات اعلامية تبث ليل نهار أهمية التخلص من الامية التي تهدم المجتمعات .
وجهته قال الدكتور اسلام السعيد الخبير في تعليم الكبار ومدير مركز تعليم الكبار ، أن هيئة تعليم الكبار ترصد مكافآت تحفيزية لكل معلم ومتعلم لاعلان مصر خالية من الامية قبل 2030 .
وأكد الدكتور اسلام السعيد ، على ضرورة توافر أدوات لجذب الدارس لإقباله على التعليم، مضيفا أن نسبة كبيرة جدا من المتقدمين ليس لديهم شغف الحصول على التعليم ويضطر إلى التعلم لحصوله على شهادة محو الأمية للتقدم إلى وظيفة أو لحصوله على رخصة.
وأوضح الدكتور اسلام السعيد أن محو الأمية الأشخاص يساعد في تربية أفضل لأبنائهم، وهذا ما يعزز قوة الأسرة موضحا المعوقات التى قابلت جهود محو الأمية، وهى بعد المسافات بالقرى، عدم توافر أماكن للتدريس، عدم توافر معلومات عن الأميين وأماكن تواجدهم، لذلك يجب فتح فصول ، بالأندية ومراكز الشباب.
وأشار السعيد إلي أن هناك بعض العادات والتقاليد منتشرة فى المجتمع المصرى، والتى ترى أن الفتيات بشكل خاص ليست لديهن حاجة للتعليم ، وهو ما أسهم بشكل كبير فى زيادة معدلات الأمية بين الفتيات خاصة فى المجتمعات الريفية، وقد يؤدى وفاة أحد الوالدين أو كلاهما إلى تحمل الأطفال الأعباء المادية للأسرة ، كما أن مرض الطالب خاصة إذا كان مرضا مستمرا أو معاناته من إعاقة ما سببا فى عدم استكمال مشواره التعليمى ، بل إن رسوب الطالب المستمر قد يؤدى أيضا الى تركه المدرسة والالتحاق بسوق العمل مبكرا .
وأكد السعيد ، أن الزيادة السكانية فى معدلات الإنجاب أحد أهم الأسباب التى أدت إلى عدم قدرة الدولة على توفير المدارس والمرافق التعليمية بما يتوافق مع الزيادة الهائلة للسكان خاصة فيما يتعلق بالمرحلة الابتدائية، لذلك نطالب بتوفير فصول محو أمية بكل قرية ونجع بمصر بالاضافة إلي أن المؤسسات ملزمة بتعليم ومحو أمية موظفيها في إطار الدور المجتمعى التي تقوم به رجال الاعمال .