منذ بدء الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في السودان، وتسعي بعض الدول لوقف إطلاق النار حقنا للدماء التي تسفك من الجيش والمدنيين، ومحاولة لحماية الشعب السودانى من المهالك التي تسفر عن تلك الحروب و الاشتباكات.

أمريكا والسعودية يتدخلان لحل أزمة السودان

وكانت من أبرز الدول التي تحاول التدخل في الأمر لحل الأزمة، المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك أعلنت الولايات المتحدة والسعودية في بيان مشترك، أمس السبت، أن ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقا على وقف لإطلاق النار مدته أسبوع، علي أن تبدأ يوم غد الاثنين.

وذكر البيان أن وقف النار "يمكن تمديده بموافقة الطرفين"، بالإضافة إلي أن طرفي النزاع اتفقا أيضا على "إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية، وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية".

وعلقت واشنطن والرياض أن كلا الطرفين أعربا عن "التزامهما عدم السعي وراء أي مكاسب عسكرية خلال فترة الإخطار البالغة 48 ساعة بعد توقيع الاتفاقية وقبل بدء وقف إطلاق النار".

التفاصيل الكاملة لإتفاقية الهدنة

واتفق الطرفان، على أن هدف هذه الاتفاقية تحقق وقف إطلاق نار قصير الأمد، وذلك لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة واستعادة الخدمات الأساسية.

وذلك بالإضافة إلي "إعلان جدة بحماية المدنيين في السودان" وتأكيد جميع الالتزامات الواردة فيه.

ومن المقرر أن تدخل هذه الاتفاقية حيز التنفيذ بمجرد توقيع الأطراف عليها، فيما يبدأ وقف إطلاق النار قصير الأمد غدا الإثنين، ويجوز تجديدها لمدة يتفق عليها، وهي تنتهي في حالة عدم تجديدها.

وخلال مدة وقف إطلاق النار يضمن الطرفان حرية حركة المدنيين في جميع أنحاء البلاد وحمايتهم ، بالإضافة إلي الامتناع عن أي انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

ويمكن لكلا الطرفين أن يقوما بتسهيل أنشطة إصلاح وترميم الخدمات الأساسية والبنية التحتية مثل مرافق الكهرباء والمياه والاتصالات، وعمليات الإخلاء الطبي، وتنقل الأفراد العزل الذين يحتاجون لرعاية طبية.

تعليق مصر علي الهدنة

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية اليوم الأحد، بيانًا رسميًا بشأن الهدنة في السودان.

وجاء في نص البيان: "ترحب مصر بتوقيع الأطراف السودانية المشاركة في محادثات جدة على اتفاق للهدنة لمدة أسبوع.. أعمال الإغاثة وتضميد جراح الأبدان والنفوس تحتاج إلى بيئة آمنة.. ولو لأسبوع.. نأمل أن يتم تمديد الهدنة بعد انقضائها، وصولاً لاتفاق شامل ومستدام لإطلاق النار".

السعودية تبعث الأمل للسودانيين

وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، حرص قيادة السعودية على حقن الدماء السودانية، وذلك بمناسبة الإعلان عن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار ليل السبت-الأحد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إثر محادثات في مدينة جدة.

وشدد وزير الخارجية السعودية على حرص قيادة السعودية على "أمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق". وأعرب عن تقديره لتعاون الأطراف السودانية المشاركة في محادثات جدة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

ورأى في هذا الاتفاق بصيص أمل للسودانيين، وخاصةً سكان العاصمة الخرطوم، معربًا عن أمله في تمديد الاتفاق في وقت لاحق.

كيف علقت أمريكا علي الأمر؟

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأحد، بيانا عاجلاً أعلنت فيه أن الولايات المتحدة والسعودية والجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقعوا اتفاقًا لوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية.

وسيخضع لآلية مراقبة سعودية أمريكية مدعومة دوليًا، ولفت البيان إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في السودان يشمل: لجنة مراقبة الهدنة تضم ٣ ممثلين عن السعودية و٣ عن الولايات المتحدة و٣ من كل طرف من طرفي النزاع.

وأسفرت المعارك عن مقتل 705 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 5287 شخصا، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.