الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نهى زكريا تكتب: سائق التاكسي والاستثمار الأجنبي

نهى زكريا
نهى زكريا

سألت سائق التاكسى عن العداد فقال (معلش يا أستاذة، العداد عطلان) فضحكت و قلت له (خلى بالك أنا من المنوفية مش من السعودية) فوجئت به يقسم أنْ الخليجى اصبح (يُفاصل) مع السائق بالجنيه، يعنى مش واثق فيك يا مصرى؟

و من هنا بدأت أزمة الاقتصاد في مصر ولكن كيف؟ 

السائح خليجى أو أجنبى هو أقوى وسيلة دعاية للسياحة فى بلدنا، فإذا تعرض السائح لعملية نصب من سائق تاكسى أو صاحب (بَزَار) أو شركة أو مطعما أو حتى شحَّاذ سيعود إلى بلده ليخبر الآخرين من شعبه بأن بمصر من نصبوا عليه، ومن هنا تراجعت حركة السياحة في مصر وبالرغم من أن اسم مصر وحده يكفى لأن ينتظر الملايين فى قائمة لزيارة بلد بها ثلث آثار العالم و العديد من انواع السياحة ولكن المشكلة ليست فى تعريف مصر للعالم لان الذى لا يعرف من هى مصر خطأه هو لانه جاهل ولكن المشكله فى من يسكن مصر ولا يعرف كيف يحافظ على اسمها.

ومصر دولة بها أعمدة اقتصاد ليست فى أى دولة أخرى والجميع يعلم ذلك. 

والحقيقة أن مشكلة الاستثمار ليست فى القوانين او البيروقراطية او حتى الفساد لان كل هذه الأشياء موجودة فى كل الدول، ألمانيا تعانى البيروقراطية ولكنها صاحبة اقتصاد قِوَى، والفساد فى كل دول  العالم ولكن بنسب.

والمشكلة الحقيقية فى عدم وجود نظام أو (سيستم)، و هو شيء يبدو هينًا ولكن لو تعلمون فهو عظيم لان النظام هو الأسلوب الوحيد الذى يكشف الفاسدين. 

والحقيقة أن مصر بها من الخيرات ما يكفى للشرفاء أن يعيشوا حياه كريمة ولكن عدم وجود سيستم أدى إلى ما وصلنا إليه.

و الآن نحن فى مرحلة لا اختيار فيها وهى أن نكون من اوائل الدول الاقتصادية فى العالم او لا نكون أى شيء بعد رحلات من العناء مرت بها بلدى.

ولكى نكون يجب علينا البدء فى التغير الحقيقى الخاص بالاستثمار وخاصةً خدمة ما بعد الاستثمار، فقوانين الدولة تساعد المستثمر في بناء مشروعه ولكن ماذا بعد الاستثمار؟ 

فالقانون مثل الغطاس الذي يعلم احدهم الغطس بأن يعلمه كيف يرتدى بدلة الغطس ويحمله ويقذف به فى البحر دون مساعدته (و هو وحظه)من الممكن مقابله حوتا أو ثعبانا أو دولفين. 

ويجب أن يهتم الاستثمار بالكنز الموجود فى وزارة البحث العلمى وهو الاختراعات التي تستطيع تغير الكثير فى وقتً قليل، فالاهتمام بالعلماء وتنفيذ افكارهم هو حجر الأساس فى تقدم دولة مثل الصين.

الاهتمام بالمشروعات الصغيرة اصبح (فرضًا) بعد أن انتهت الدولة من تحسين البنية التحتية وعمل دولة تستطيع الحفاظ على امنها.

الاهتمام بالاعلام، فهو من اقوى أسباب النجاح لأي دولة خاصة بعد ان اصبح العالم قرية صغيرة يستطيع اى عدو الدخول إلينا بسهولة، فكما أن لنا جيش قِوَى يحمى أراضينا يجب ان يكون هناك أعلام قِوَى يحمى شبابنا.

المواطن المصري هو المسؤول الأول عن الأوضاع الحالية وقال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

مصر دولة تأمُر فَتُطاع حتى إن مَرت بأزمة فلن تموت، فكيف لدولة خلقها الله قبل ان يُخلق التاريخ أن تموت.