الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جون ستيوارت ميل .. الفيلسوف البريطاني مبتكر الأفكار الجديدة

صدى البلد

يصادف اليوم 20 مايو ذكرى ميلاد جون ستيوارت ميل الفيلسوف البريطاني، والباحث الاقتصادي والسياسي.
 

كان والده جيمس ميل مؤرخًا واقتصاديًا وفيلسوفًا بريطانيًا يعيش في بينتونفيل بلندن، وهناك ولِد ابنه البكر جون ستيوارت فأخذ جيمسالصارم الحازم على عاتقه تعليم ابنه بنفسه.

حين بلغ جون الثامنة من عمره كان قد قرأ تاريخ هيرودوت بأكمله إضافةً إلى قراءته حكايات إيسوب الخرافية وعمل كسينوفون الأشهر«الأناباسيس»، قرأ كل ذلك باللغة اليونانية وهي اللغة الأصلية لهذه المؤلفات. 

ولم تقتصر معرفة جون على هذه المؤلفات فقط، إذ اطلع على أعمال كاتب الهجاء لوقيان السميساطي وأعمال المؤرخ والفيلسوف ديوجين وأعمال الكاتب والمنظِّر التعليمي الأثيني إيسقراط إضافةً إلىست محاورات كتبها أفلاطون، وقد قرأ جون -أيضًا- الكثير عن التاريخ باللغة الإنجليزية.

تأثر جون بوالده اذ قضى وقته في مكتب ابيه، وكان عادة ما يرافقه في نزهاته فتأثر بالعديد من آرائه التخمينية وبطريقته في الدفاع عنها.
 

احتفل ميل بعيد ميلاده السابع عشر ودخل مكتب المدققين في بيت الهند. وبعد فترة اختبار قصيرة ترفع إلى منصب مدقق مساعد سنة 1828 م، ثم توفي والده عام 1836 وهي السنة التي أصبح فيها ميل مسؤولًا عن علاقات شركة الهند الشرقية البريطانية مع الولايات الهندية وظل في هذا العمل عشرين سنةً، فلما حل عام 1856 ترفع إلى منصب رئيس مكتب المدققين.

بدأ جون بالمساهمة بمطبوعات دورية مثل "المسافر" و"أحداث الصباح". في 1822 و1823، أسس الجمعية النفعية مع أصدقائه.

في 1823، عدل جيمس ميل عن قراره في عمل ابنه جون معه، حيث حصل جون على منصب في مكتب الفاحص التابع للبيت الهندي. وإلىجانب عمله في البيت الهندي، جون ميل تابع اهتماماته العلمية.

في عام 1824، عندما تأسست Westminster Review""، شارك جون في تأسيسها. ومن عام 1825، بدأ بتحرير مخطوطات جيريمي بينثام"الأساس المنطقي للأدلة القضائية".

في عام 1826، بدأ يقلق حول الهدف من حياته. لقد عانى من الاكتئاب، دخل في صراع مع ذاته، حتى أنه فكر في قتل نفسه . لحسن الحظ تغلب عليه التفكير العقلاني وبدأ بإعادة صياغة النظريات التي اعتنقها حتى ذلك الوقت.

يقال إن قصائد وليام وردزورت ساعدته بالخروج من حيرته. لقد توصل من خلالها إلى رؤية كاثوليكية عن السعادة الإنسانية و كراهيةالطائفية.

في عام 1930، زار جون ميل باريس، حيث قابل عدداً من الليبراليين الشباب، وعند عودته، بدأ في كتابة الرسائل، التي نشرت في الممتحنون. بعد ذلك في 1833، كتب عدد من المقالات حول "روح العصر" لنفس المجلة.

بين عامي 1832 و1833، نشر مقالات في عدة مجلات مثل "مجلة تيت" و" الفقيه" و" السجل الشهري". ونشرت عام 1833 "أفكار حول الشعر وأشكاله"، اعتبرت عمل مهم في تلك الفترة.

في عام 1835، أسس السير وليام مولسورث مجلة لندن وعين جون ميل محرراً لها. ولاحقاً في عام 1836، تم دمج المجلة مع وستمنستر،أصبح اسمها فيما بعد مجلة لندن وستمنستر، واصل عمله كمحرر حتى عام 1840.

في عام 1836، توفي والده جون، فأخذ جون  مكان والده في البيت الهندي وأصبح مسؤولاً عن مراسلات شركة الهند الشرقية البريطانية مع الولايات الهندية الأميرية.

الأهم من ذلك، بدأ يتمتع بحرية فكرية كبيرة وبدأ يبتكر فلسفة راديكالية جديدة. لقد استعان بعدد من المفكرين الآخرين منهم كوليردج وتوماس كارليل. في الوقت نفسه حافظ عل بعض جوانب فلسفة بينثام.

في عام 1838، ظهر كمفكر و كاتب، وكانت أهم أعماله في تلك الفترة "كتابات ألفريد ديفيني" و "بينثام" في عام 1838، و"كولريدج" و"دي توكفيل في الديمقراطية في أمريكا" عام 1840.

ومع كل ذلك، بدأت أعماله بالظهور في عام 1843، عندما نشر "نظام المنطق، الاستدلالي والاستقرائي"، في هذا الكتاب وضع ميل خمسةمبادئ للتفكير الاستقرائي، اليوم هذه المبادئ الخمسة معروفة باسم أساليب ميل.

بعد ذلك، واصل النشر بانتظام. "تاريخ فرنسا ميشيليت" في عام 1844، و"مبادئ  الاقتصاد السياسي" في 1848، وهي بعض من أهم أعماله.و واصل عمله في شركة الهند الشرقية كما من قبل.

في 1856، تمت ترقيته إلى منصب مفتش في المراسلات الهندية. في عام 1858، سيطر التاج البريطاني بشكل كامل على الهند، كتب ميل عدة برقيات التي تدافع عن حكم شركة الهند الشرقية، وأهمها"مذكرة بشأن التحسينات في إدارة الهند خلال الثلاثين عام الماضية".

في عام 1859، نشر أربع أعمال؛"أطروحات ومناقشات"، "بضع كلمات حول عدم التدخل"، "حول الحرية" و"أفكار حول الإصلاح البرلماني". فيما بعد كتب " اعتبارات بشأن الحكومة التمثيلية" في عام 1861، و"النفعية" (كمقال في 1861 و ككتاب في 1863).

من عام 1865، بدأ التركيز على الفلسفة وكتب "فحص لفلسفة السير وليام هاملتون" و "أوغست كومت والفلسفة الوضعية" . وكان هذا أيضاً العام الذي انتخب فيه لعضوية البرلمان في وستمنستر.

بصفته نائباً، قدم مشروعاً يدعو لحق المرأة بالاقتراع، ولكنه فشل في الحصول عليه. كما دعا إلى الاقتراع العام للبالغين وإدخال التمثيل النسبي.

في عام 1865، تم انتخابه رئيساً لجامعة سانت أندرو، شغل المنصب حتى عام 1868. على الرغم من جدوله المزدحم لم يتوقف عن الكتابة. 

نشرت سيرته الذاتية بعد وفاته عام 1873 واثنان آخران من مؤلفاته، فائدة الطبيعة والدين والإيمان  و  ثلاث مقالات عن الدين، في العام التالي، كما نشر ميل عام 1859، أهم أعماله، "On Liberty".