الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليمن يشكر مصر في قمة جدة.. ماذا فعلت القاهرة مع ضيوفها؟

رئيس مجلس القيادة
رئيس مجلس القيادة الرئاسية اليمنية

تلعب القاهرة دورًا كبيرًا في ظل الأزمات التي تضرب دول الإقليم، مما استدعى عدد كبير من المواطنين لهجرة بلدانهم واللجوء إلى مصر كملاذ آمن، يحتضن الجميع ويرحب بهم دون أي مقابل، كما تفعل باقي الدول.

محمد رشاد العليمي

حياة كريمة لأبناء اليمن

وقال السفير نادر سعد المتحدث باسم مجلس الوزراء، في شهر أبريل الماضي، إن مصر تستضيف ما بين 7 إلى 9 ملايين لاجئ، مؤكدا أنه يتم التعامل مع الأشقاء من الدول العربية كأنهم مصريون وليسوا لاجئين.

من جانبها قالت كريستين بشار المتحدث الرسمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمصر: "اللاجئون الموجودون في مصر يشعرون بالأمن والأمان لذلك ليسوا في حاجة إلى التسجيل في مفوضية الأمم المتحدة".

كما قال الدكتور مصطفى مدبولي في 2020، إن مصر استضافت أكثر من مليون يمني يلقون نفس معاملة المواطن المصري، خاصة على مستوى التعليم والرعاية الصحية.

ومن اللافت للنظر أن الدولة المصرية تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي لا تضع اللاجئين في مخيمات مثل باقي الدول.

وأعرب رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسية في الجمهورية اليمنية، عن شكره لجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومساعديه، وفريق عمله، في مناصرة قضية الشعب اليمني، وحقه في استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوية المدعومة من النظام الإيراني.

وأضاف العليمي، خلال كلمته في القمة العربية التي استضافتها مدينة جدة السعودية: "هو امتنان موصول لكم على مواقفكم الثابتة من القضية الفلسطينية، وفي المقدمة دول تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية والإمارات التي سطرت على أرضنا واحدة من أعظم الملاحم العربية، في ردع التهديدات المحدقة بالأمة خلال العصر الحديث".

وتابع: "هو شكر أيضا للأشقاء في مصر والأردن الذين فتحوا أبوابهم لاستقبال مئات الآلاف من أبناء شعبنا الباحثين عن ملاذ آمن؛ من بطش الميليشيات وتسيل فرص حصولهم على العلاج والتعليم والعيش الكريم".

وواصل: "تنعقد هذه القمة في وقت لا يزال فيه شعبنا يعاني ويلات الحرب التي اشعلتها الميليشيات الحوثية؛ منذ انقلابها على التوافق الوطني في سبتمبر 2014 بدعم من النظام الإيراني المستميت، من أجل إكمال مشروعه التدميري في المنطقة مع استمرار إنقسام منظومتنا العربية، وعجزها عن الاستجابة للأزمات والنزاعات المسلحة التي تهدد بانهيار الدولة الوطنية، وتجريفها لصالح المشاريع الخارجية التوسعية الدخيلة على مجتمعنا وهويتنا العربية وتراثنا الحضاري والاجتماعي".

واستكمل: "نأمل أن نستلهم من صمود شعوبنا وتضحياتها الجسيمة في مقاومة تلك المشاريع، لإحداث التحول المنشود واستثمار اجتماعاتنا هذه في استعادة المبادرة والتوافق على السياسات المشتركة التي تستجيب لتوافق الأمة، وتعلي مصالحها وتضعها فوق كل اعتبار، لذلك أنا على ثقة بأن تمثل قمة جدة منعطفا مهمًا لإقرار السبل الكفيلة بمقاربة الأزمات القطبية والجماعية وتجاوز تحدياتها بإدارة وإرادة عربية خالصة".

اليمنيون في مصر

ونشر تقرير في عام 2021 تحت عنوان "الكفاح بعيدا عن الوطن"، الصادر عن مبادرة محلية يمنية تحمل مسمى "مجتمع وجود" لمساعدة اللاجئين اليمنيين في مصر، والتي أطلقتها الشابة اليمنية، قبول العبسى، رئيسة مؤسسة فى مدينة تعز اليمنية.

ويشير التقرير إلى أن الصراع في اليمن 2015 أسفر عن أزمة اقتصادية وإنسانية حادة وشرد ملايين اليمنيين، إلى  العديد من الدول مثل مصر، والسودان، وجيبوتي، والأردن، وماليزيا، والصومال؛ بحثًا عن الأمان، حيث يتراوح عدد المقيمين اليمنيين في مصر بين 500 ألف و700 ألف - بحسب السفارة اليمنية في القاهرة.

ويُعد ذلك ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بعددهم قبل اندلاع الحرب إذ كان يبلغ حوالي 70 ألف فقط، ولكن عدد اليمنيين المسجلين كلاجئين أو طالبي لجوء مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هو 9,200 فقط.

وأضاف التقرير أن بعض اللاجئين اليمنيين تمكنوا من إيجاد وخلق فرص عمل، وبدأت بعض النساء العمل من منازلهن، كمصففات شعر أو عاملات في الطبخ وتوصيل الطعام والحلويات، كما تقوم نساء أخريات بامتهان الحرف اليدوية مثل صياغة المجوهرات، وصنع السلال والحقائب الصغيرة، وكذلك تركيب العطور والبخور، وغالبًا ما يجرين عمليات الشراء عبر الإنترنت.

وتمكّن بعض الشباب من العثور على وظائف، غالبًا في المطاعم والمحلات التجارية، حيث يعمل عدد قليل من اليمنيين مع المنظمات الخيرية.

وأشار التقرير: سمحت الحكومة المصرية منذ عام 2013 للأطفال اليمنيين بالدراسة في المدارس المصرية مقابل نفس الرسوم التي يدفعها الطلاب المصريون، حيث تأسست أول مدرسة يمنية في مصر عام 2017، وتستضيف القاهرة حاليًّا ثلاث مدارس يمنية خاصة، تدرس مناهجًا يمنية.

وزارة الخارجية والمغتربين اليمنية، عبرت عن تقديرها وشكرها لجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية الشقيقة على الجهود الكبيرة التي يقوم بها البلدان لإجلاء اليمنيين العالقين في السودان، كما ثمّنت الوزارة مواقف جمهورية مصر العربية الشقيقة فى تسهيل دخول عدد من الرعايا اليمنيين عبر منفذ أرقين البري.

وأشاد مجلس الوزراء اليمني في أبريل 2023 بـ "علاقات التعاون والأخوة المتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين في اليمن ومصر، والمواقف التاريخية القومية والعروبية لجمهورية مصر العربية للشعب اليمني".

وكانت السفارة اليمنية في مصر، قد أعلنت إجراء السلطات المصرية تحديثات بشأن نظام الدخول والإقامة للوافدين من جميع الجنسيات بما فيهم اليمنيين، والمتضمنة شروط الحصول على تأشيرة دخول مسبقة أو موافقة أمنية للقادمين ضمن الفئة العمرية "16- 50 عاماً"، أو حمل تقارير طبية من مستشفى مصري حكومي بالنسبة للوافدين لغرض العلاج، وشملت الإجراءات المصرية منح اليمنيين إقامة مجانية لثلاثة أشهر حال التسجيل خلال أسبوع من الوصول، بدلا عن ستة أشهر.


-