تكبد الدولار الأمريكي أكبر الخسائر مع بداية تعاملات سوق العملات، حيث تراجع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى بنسبة بلغت 2.22%، متضررا من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها بعض أعضاء الفيدرالي الأمريكي.
وفي هذا الصدد، أوضح فيليب جيفرسون، بأن الناتج المحلي الإجمالي تباطأ بشكل كبير هذا العام، مرجحا تأثير أسعار الفائدة التي تزيد عن 5% عما كانت عليه قبل عام على جانب الطلب بما قد يضر النمو الاقتصادي بالبلاد، وحتى لو حققت الولايات المتحدة نموا فقد تكون وتيرة النمو أبطأ من الربع السنوي السابق، بما يثير قلق الأسواق حول تضرر أكبر قوة اقتصادية عالمية، وبالتبعية تراجع الطلب على الدولار.
وتجدر الإشارة، أن الدولار الأمريكي يترقب صدور خطاب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بوقت لاحق من اليوم، بما سيؤثر على تحركات سوق العملات الرئيسية ككل خلال التداولات المقبلة.
الجنيه الاسترليني
في المركز الثاني، سجل الجنيه الاسترليني خسائرا قدرت بنحو 0.86% مقابل العملات الكبرى الأخرى، إذ أفاد محافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي في تصريحاته أمس، بأن الاقتصاد البريطاني يعاني من دوامة الأجور والأسعار، وهو ما ينذر بتباطؤ النشاط الاقتصادي في بريطانيا؛ إذ يغذي ارتفاع الأجور الضغوط التضخمية بما يعرقل تراجع معدلات التضخم المرتفعة، الأمر الذي يستدعي مواصلة بنك إنجلترا رفع الفائدة لفترة أخرى، وهذا بدوره سينعكس سلبا على أداء الاقتصاد البريطاني، وهو ما عزز تراجع الطلب على الاسترليني.
الدولار الكندي
تكبد الدولار الكندي خسائر بنسبة 0.66% خلال تداولات سوق العملات اليوم، متأثرا بما أفاده محافظ بنك كندا تيف ماكليم مساء أمس، والتي توقعت استمرار معدل التضخم في الانخفاض خلال الأشهر المقبلة، وهو ما أثار توقعات الأسواق حيال قيام البنك بتثبيت سعر الفائدة للمرة الرابعة على التوالي، حيث قام بنك كندا بتعليق رفع أسعار الفائدة على مدار ثلاث اجتماعات سابقة، أو القيام بخفض الفائدة بوقت لاحق من العام الجاري، استجابة لتباطؤ التضخم في كندا، بما ألحق أضرارا بالدولار الكندي أمام نظائره من العملات الرئيسية الأخرى.
الين الياباني
تراجعت تحركات الين الياباني مقابل العملات الأخرى بنسبة بلغت 0.59%، مدفوعا بتصريحات محافظ بنك اليابان التي أدلى بها صباح اليوم، حيث أوضح كازو أويدا بأن بنك اليابان سيواصل سياسة التيسير النقدي مع التحكم في منحنى العائد، مضيفا بأنه من المرجح أن يتباطأ التضخم الياباني إلى ما دون 2٪ بمنتصف السنة المالية الحالية علاوة على تأكيده بأن التشديد النقدي سيضر باقتصاد اليابان.
وهو ما أدى لتنامي توقعات الأسواق بأن بنك اليابان لن يعتزم تشديد سياسته النقدية على المدى القريب، وهو ما ألحق أضرارا بتداولات الين الياباني بسوق العملات اليوم.
اليورو
اختتمت العملة الأوروبية الموحدة خسائر سوق العملات حيث تراجع اليورو بحوالي 0.29%، بفعل صدور النشرة الاقتصادية للبنك المركزي الأوروبي والتي تضمنت بعض النقاط السلبية لتحركات اليورو الأوروبي أمام العملات الأخرى؛ حيث أوضح البنك المركزي الأوروبي بأن توقعات التضخم لا تزال مرتفعة للغاية لتستمر فترة طويلة جدا.
وكذلك، أفادت نشرة البنك الاقتصادية بأن جهود البنك الأخيرة بشأن رفع الفائدة تنتقل بقوة إلى شروط التمويل والأوضاع النقدية داخل منطقة اليورو، بما يعني أن الإقراض قد يشهد ضعفا أكثر مع تشديد شروط الائتمان، وهو ما قد يكون له تأثير سلبي للغاية على اقتصاد منطقة اليورو، لذا تضرر اليورو خلال تعاملات سوق العملات.