خبراء التعليم يكشفون:
طرق توفير الجو الملائم للطلاب لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص
طرق التصدي لمحاولات الغش بلجان الامتحانات
طرق مواجهة نشر الامتحانات على صفحات الغش الالكترونية
استراتيجيات شاملة للقضاء على الغش في الامتحانات
أكد الدكتور رضا مسعد، الخبير التربوي، الرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم،أن ظاهرة الغش في الامتحانات أصبحت مشكلة جوهرية في نظام التعليم، وقد تأثرت بالتطور التكنولوجي وتوفر وسائل التواصل والمعلومات السريعة، وعلى الرغم من العقوبات المفروضة والنصوص الدينية والأخلاقية التي تحظر الغش، إلا أنها لم تكفي للقضاء على هذه الظاهرة.
وأوضح الرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أن أحد أسباب انتشار ظاهرة الغش هو الضغط النفسي والتنافس الشديد بين الطلاب، ورغبتهم في تحقيق النجاح بأي طريقة ممكنة مع ضعف رقابة المدارس والمراقبين أثناء الامتحانات، وعدم وجود آليات فعالة للكشف عن الغش.
وأشار الخبير التربوي،إلى أنه للتصدي لهذه المشكلة، ينبغي تبني استراتيجيات شاملة تتضمن تعزيز الوعي بأخلاقيات الامتحان وتبني قيم النزاهة والأمانة في المجتمع المدرسي، بجانب تطوير آليات موثوقة وفعالة لرصد الغش ومعاقبة المخالفين.
بالإضافة إلى ذلك، يجب توفير بيئة تعليمية محفزة وداعمة للتعلم الفعال وتطوير مهارات التفكير النقدي والابتكار، وذلك قد يقلل من احتياج الطلاب للغش.
وشدد الرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم،على ضرورة أن يعمل النظام التعليمي بشكل متكامل مع المعلمين وأولياء الأمور والمجتمع لتعزيز قيم النزاهة والأخلاق في الطلاب، وتوفير الدعم والتوجيه اللازم لهم، وبذلك، يمكن تقليل وبالتدريج القضاء على ظاهرة الغش.
ولفت الدكتور رضا مسعد،إلى ضرورة استخدام تقنيات وأجهزة تكنولوجية للكشف عن عن وجود الهواتف الذكية والأجهزة الالكترونية غير المسموح بها في اللجان الامتحانية المتواجدة مع الطالب، وإذا تم تسريب سماعة او موبايل داخل اللجنة لابد من الكشف مرة أخرى داخل اللجان عن تواجد أجهزة الكترونية مع بقية الطلاب والتصدي بكل حسم.
آليات موثوقة وفعالة لرصد الغش ومعاقبة المخالفين
وأضاف الرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أن تطبيق هذه التقنيات يساعد في تقليل حالات الغش ويضمن مزيدًا من النزاهة والعدالة في العملية الامتحانية، مشددًا على ضرورة أن يتم استخدام هذه التقنيات بشكل متوازن وملائم، مع مراعاة الخصوصية واحترام حقوق الطلاب، كما ينبغي توفير التدريب والتوجيه اللازم للمراقبين والمشرفين على الاستخدام الصحيح لهذه التقنيات.
وأكد الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أن انتشار الغش عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات السوشيال ميديا تحدياً حقيقياً يواجه عملية التعليم، لان يتم تبادل المعلومات والأسئلة بسرعة وسهولة عبر تطبيق التليجرام، مما يسهل على الطلاب الوصول إلى إجابات الامتحان والغش.
تكافؤ الفرص بين الطلاب
وطالب الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، بضرورة اعتماد تقنيات جديدة للكشف عن الغش في الامتحانات، مثل استخدام الأجهزة الإلكترونية المتطورة لرصد أية محاولات غش، وتكثيف التفتيش والمراقبة داخل اللجان الامتحانية وتضيق الخناق على هذه الوسائل التى ينجح بعض الطلاب فى تمريرها والدخول بها داخل اللجنة واستخدامها حرصا على مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب المتقدمين للامتحانات.
وأوضح الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس،أن لمكافحة هذه الظاهرة، ينبغي تبني استراتيجيات شاملة تستهدف القضاء على الغش في الامتحانات ويمكن أن تشمل هذه الاستراتيجيات:
- تطبيق لوائح وقوانين تنظم الأعمال الامتحانية بعناية ودقة.
- تشديد الرقابة لحماية الطلاب ضعاف النفوس من أنفسهم.
-تعزيز ثقة الطلاب في قدراتهم وتوفير بيئة داعمة للتعلم والتطوير الشخصي.
- التوعية بحقوق الطالب وواجباته تجاه نفسه وتجاه مجتمعه.
- مراعاة الجوانب التربوية للعقوبات.
- تدريب طواقم الملاحظين والمراقبين على منع الغش في الأعمال الامتحانية.
- تشكيل لجنة عليا للإشراف على الامتحانات من الأساتذة من ذوي الخبرة بالأعمال الامتحانية.
- تعميم النشرات والاعلانات التي توضح عقوبة الغش أو الشروع فيه.
-إعلان ضوابط دخول اللجان الامتحانية بدون الأدوات المثيرة للشبهات كالهاتف المحمول وسماعات البلوتوث وغيرها.
-دراسة نماذج وتجارب الدول الأخرى في التعامل مع ظاهرة الغش واستخلاص الدروس المستفادة منها.
-تقديم دورات تدريبية وورش عمل للمعلمين والمشرفين التربويين لتعزيز قدراتهم في التعامل مع ظاهرة الغش واستخدام أساليب تقويم الطلاب بشكل عادل وشفاف.
-تطوير آليات رصد ومتابعة للغش في الامتحانات، بما في ذلك استخدام تقنيات التحقق الإلكتروني والتكنولوجيا المتقدمة لكشف الغش.
تطبيق لوائح وقوانين تنظم الأعمال الامتحانية
في واقعة تعد هي الأغرب من نوعها، أدت طالبة امتحانات الفصل الدراسي الثاني بدلا من ابنة خالتها الحامل في قنا، وأثارت الواقعة استهجان العديد من المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي حول التراخي في التشديد على هوية الطلاب، وتحيل الشؤون القانونية بمديرية التربية والتعليم بقنا، الطاقم الإداري المتواجد بالمدرسة، إذ أن الفتاة أدت الامتحانات في 3 مواد بدلا من ابن خالتها.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور ماجد أبو العينين، الخبير التربوي، عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس،أن مصر وغيرها من البلدان تواجهتحدياً في مكافحة ظاهرة الغش في الامتحانات، ورغم التدابير القانونية والإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم للحد من هذه الظاهرة، إلا أنها لا تزال تشكل تحديًا حقيقيًا.
وأوضح الخبير التربوي، أن من المهم أن يكون هناك التزام قوي من قبل الجهات المعنية والمسئولين التربويين في مكافحة الغش ومحاسبة المخالفين، مشيرًا إلى أن يجب على الطلاب أن يدركوا أن الاستفادة الحقيقية من التعليم تكمن في اكتساب المعرفة والمهارات وتنمية القدرات، بدلاً من الاعتماد على الغير ومحاولة الوصول الى المكاسب بأى طرق أينما كانت، حتى ولو كانت طرقا ملتوية وغير شريفة وشرعية، وإدراك أن في النهاية سوف تقع في مشاكل عديدة مثل التحفظ على الطالبة وإحالة الواقعة إلى التحقيق.
تعزيز قيم الأخلاق
وأضاف عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس،أنتعزيز الرادع الأخلاقي وتعديل الثقافة المتعلقة بالغش لدى الطلاب هو قضية هامة يجب التعامل معها، ويتطلب تغيير هذه الثقافة جهودًا مشتركة من المجتمع بأسره، من خلال تعاون مشترك بين المدارس والمعلمين وأولياء الأمور لتشجيع النزاهة الأخلاقية وتعزيز الوعي بأن الغش لا يفيد الطلاب ولا يساهم في نموهم الشخصي والمهني.
بالتالي، يجب على المدارس والأسر والمجتمع بشكل عام توفير الدعم والتوجيه للطلاب لتعزيز الوعي الأخلاقي والرادع الداخلي لديهم، وتعزيز الثقة في قدراتهم الشخصية وتشجيعهم على تحقيق النجاح بطرق شرعية وأخلاقية.
وأشار الدكتور ماجد أبو العينين،إلى أن الغش بشكل عام لا يفيد الطالب في المدى البعيد، فعندما يعتمد الطالب على الغش للحصول على درجات عالية في الامتحانات بأي شكل وأسلوب فسوف يعتادوا على ذلك ويضعون بأنفسهم هم وغيرهم في العديد من المخاطر، بجانب أنه عن طرق الغش لا يكتسب المعرفة والمهارات اللازمة للتطور والنمو الشخصي والمهني، وفي المقابل الطلاب الذين يستثمرون الوقت والجهد في دراساتهم ويتعلمون بجد ونزاهة، يكتسبون المهارات والمعرفة التي تمكنهم من التفوق في الحياة العملية