أصبحت حديقة فريال التاريخية فى محافظة بورسعيد مقصد الزائرين عقب تطويرها، وإحدى المتنزهات الهامة لأبناء المحافظة وهى التى شهدت إهمالا كبيرا على مدار عشرات السنين المتعاقبة رغم أهميتها التاريخية .
وعلى الرغم من معارضة أبناء بورسعيد لأعمال تطوير الحديقة وقت شروع اللواء عادل الغضبان فى تنفيذه الا انهم عادوا ليثنوا على أعمال التطوير والذي حول الحديقة إلى محكى عالمى وتاريخي .
فقد نجح اللواء أركان حرب عادل الغضبان محافظ بورسعيد فى تحويل حديقة فريال التاريخية التى شهدت الحفل الاسطورى لافتتاح قناة السويس إلى محكى عالمى ليحول كل معارضى فكرة التطوير إلى مؤيدين بعدما شاهدوا التحول الكامل للمنطقة بأكملها وليس للحديقة فقط بعد سنوات طويلة من الإهمال.
وقد أعادت أعمال التطوير حديقة فريال التاريخية بمحافظة بورسعيد و التى شهدت حفل افتتاح قناة السويس تلك الممر المائى الأهم فى العالم الحياة اليها مجددا تخليدا لذكرى افتتاح القناة الذى أعلنت معه نشأة بورسعيد باسمها الجديد وحضره ملوك العالم .
هذا ورصدت صدى البلد وقائع التطوير الذي شهدته الحديقة وما تضمنه من لمسات فنية وجمالية وأعمال تطوير أعادت الحياة للحديقة .
جاء قرار تطوير الحديقة ضمن مبادة حدائق بلا أسوار التى اطلقها اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد ولكنها حظيت بالنصيب الأكبر لأهميتها التاريخية التى تجسد أهمية المدينة الباسلة عالميا ولتكون السبيل لعودة المدينة الحرة منارة للسياحة مجددا وسط ربوع محافظات مصر السياحية بما تحتوى من مقومات كثيرة سواء موقع متميز ومعالم أثرية دينية وقومية وعالمية.
وأكد المهندس محمد سلامة المدير العام لشركة أطلس المنفذة لمشروع التطوير كوكيل إحدى الجهات السيادية فى أعمال المقاولات دون المساس بالشكل التاريخى لها، شمل 3 منصات مثل المنصات الرئيسية والتى بُنيت منذ حوالى 151 عاما لافتتاح قناة السويس بالإضافة إلى عرض "صوت وضوء" كإسقاط للحفل الذى تم بالحضور لإحياء التاريخ.
وقال سلامة فى تصريحات خاصة لصدى البلد إن توجيهات محافظ بورسعيد تضمنت زيادة المساحات الخضراء عن سابقها قبل التطوير مشددا على أن الحديقة أصبحت مزارًا تاريخيًا من الطراز الأول على مستوى العالم.
كانت حديقة فريال قد شهدت، الحفل المهيب الذي أقيم في نوفمبر من عام 1869 لافتتاح قناة السويس، وأقيمت داخلها 3 منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية لرجال الدين الإسلامي ومنهم الشيخ مصطفى العروسي والشيخ إبراهيم السقا، وخصصت الثالثة لرجال الدين المسيحي.
وجلس الخديو إسماعيل، ومسيو ديلسبس، والإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا، وفرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا، وملك المجر، وولى عهد بروسيا، والأمير هنرى شقيق ملك هولندا، وسفيرا إنجلترا وروسيا بالآستانة، والأمير محمد توفيق ولي العهد، والأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا، وشريف باشا، ونوبار باشا، والأمير عبد القادر الجزائرى، بالمنصة الكبرى.
هذا وتحولت الحديقة على مدار سنوات طويلة لمكان مهمل لم يحظ بالاهتمام المنشود للحديقة التاريخية بما تحويه من أشجار هامة وزهور نادرة .
وشهدت فريال وقت حكم الجماعة الإرهابية عمليات ترهيب كون العناصر الإرهابية اشتغلتها لقربها من مقر حزبهم ولمساحتها الشاسعة وما اتسمت به من ظلمة فى عمليات إيواء العناصر التكفيرية وعمليات إخفاء الأسلحة التى استخدموها ضد المواطنين العزل و الشرطة وقت اعلان بورسعيد العصيان المدنى ضد طاغوتهم .
ونجح المواطنون فى السيطرة على الحديقة وضبط العناصر التكفيرية بالتعاون مع الأمن فى معركة ضارية أصيب خلالها عشرات المواطنين الأبرياء إلا أن إصرار وبسالة اهالى بورسعيد أبت أن تترك أذناب تلك الجماعة ترهب المواطنين وأعلنوا بورسعيد خالية من الجماعة الإرهابية
وعقب إعادة الحياة للحديقة شهدت العديد من الزيارات الهامة بينها زيارة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والذي اشاد بحجم الإنجاز وتعاقبت الزيارات الوزارية لعدد كبير من الوزراء خلال زيارتهم لبورسعيد وكذا شهدت زيارات لعدد من سفراء الدول المختلفة خلال زيارات رسمية للمحافظة .
هذا وتشهد الحديقة توافد المئات خلال زيارات شبه يومية دورية لكل زوار بورسعيد من محافظات الجوار حيث وضعتها الشركات السياحية على أولويات برامجها للمدينة الباسلة .