قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ضفائر الشعر تثير أزمة دستورية.. أطفال الراستافاريين بمالاوي يعودون إلى مدارسهم بعد عقد من الزمن| قصة نشأة ديانة

أطفال الراستافارية
أطفال الراستافارية
×

على غرار ما يحدث للفتيات المسلمات في بعض بلدان أوروبا، ومنعهم من دخول المدارس، عانى أطفال طائفةالراستافاريين الدينية في مالاوي، من التمييز العنصري، وذلك على مدار عقد من الزمان، حيث كان يمنع دخولهم إلى المدارس، ولا يسمح لهم بذلك إلا إذا قاموا بحلق ضفائر شعرهم، والتي تعد رمزا دينيا لا يمكن لهم أن يخالفوه.

وبعد أن وصل الأمر إلى المحكمة، كان هناك قرارا تاريخيا، سمح بموجبعه لأطفال مالاوي الراستافاريين بالعودة إلى المدرسة بعد رفع الحظر المفروض على الضفائر، وقد صدر أمر إلى المدارس باحترام أمر المحكمة، خصوصا وأن العائلات تسعى للحصول على تعويض وتدريب للتلاميذ الذين فاتهم التعليم بسبب شعرهم.

1200 طفل داخل المدارس بداية من الشهر المقبل

وفقا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، فمن المتوقع أن يعود حوالي 1200 طفل من أبناء الراستافاريين في ملاوي إلى المدارس الحكومية خلال الشهر المقبل بعد حظرهم لمدة عقد بسبب شعرهم، وذلك بعد قرار تاريخي في المحكمة العليا في مارس، وبالفعل تم إرسال رسائل إلى حوالي 7000 مدرسة تخبر مديري المدارس أن استبعاد الأطفال الذين يعانون من ضفائر من الفصول الدراسية قد تم الحكم عليه بأنه غير دستوري.

وأمر قاضي المحكمة العليا ، زيوني نتابا ، الذي ترأس مراجعة قضائية طويلة الأمد لسياسة الحكومة في العاصمة السابقة لملاوي، زومبا، وزارة التعليم بإبلاغ المدارس الحكومية بضرورة قبول أطفال الراستافاريين بحلول 30 يونيو، ومن المعروف أنه في ملاوي، يتم توفير المدرسة الابتدائية مجانًا ولكن التسجيل كان يتطلب في السابق من جميع الأطفال قص شعرهم.

نظام إيماني نابع من الكتاب المقدس بدايته بجامايكا

وتطورت الراستافارية في جامايكا في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهي نظام إيمان أفرو مركزي قائم على مبادئ معينة من الكتاب المقدس وضد الاستعمار الغربي، وبالنسبة للبعض هو دين، والبعض الآخر أسلوب حياة، كما يقول إزايوس ماكانداوير، الأب وزعيم المجتمع الراستافاري في ليلونغوي عاصمة ملاوي، ويقوم ماكنداوير بحملة منذ عدة سنوات نيابة عن أطفاله الثلاثة ماكيدا ، ستة أعوام ، أوهورو ، ثمانية أعوام ، وأورونجي ، 14 عامًا ، الذين تم استبعادهم من المدارس الحكومية بسبب ضفائرهم.

وداخل أقلية الراستافارية الصغيرة في ملاوي ، يتبع ما يقدر بنحو 15000 شخص الراستافارية كدين وقد تبناها آلاف آخرون كطريقة للحياة ، أو ما يسميه ماكنداوير "النشاط" على هذا النحو ، فإن شعرهم له رمزية مقدسة ، كما هو مشار إليه في العديد من المقاطع في العهد القديم ، ويعتبر قصه أو استخدام "شفرة حلاقة" عليه لعنة بالنسبة إلى الراستافاريين.

البحث عن تعويض

ووفقا لتقرير الصحيفة البريطانية، فإن حكم المحكمة دفع الكثيرين في مجتمع الراستافاريين إلى طلب تعويض من الحكومة لاستبعاد أطفالهم من المدرسة ، قائلاً إن حقوقهم قد انتهكت من خلال "السياسة القديمة" التي صنفت المجدل على أنها "غير صحية" وأن أطفالهم عانوا نتيجة، ووقال مكندوير إن حملتهم من أجل الحكومة لمعالجة الأضرار الناجمة عن الحظر ستستمر ، داعين إلى إنشاء خطط مهنية خاصة وقروض لمساعدة الشباب الذين فاتهم التعليم.

ويكملماكنداوير: "نحن لا نقاتل مع الحكومة ، أو نرشق الحجارة ، لكن نحاول التفاهم معهم، وبعض الشباب انزلقوا إلى أنشطة إجرامية بسبب الحظر" .. ومثل العديد من الآباء الراستافاريين ، وجدت بيمفيرو جورج أن الأمر مزعج عندما تم رفض دخول أطفالها وإرسالهم إلى المنزل من المدرسة بسبب ضفائرهم. وقالت: "حق أطفالي في التعليم وحرية تكوين الجمعيات كان موضع تساؤل بسبب الحظر".

هكذا أجبروا على قطع ضوافر أولادهم

وتدير جورج ، 30 عامًا ، كشكًا في ليلونغوي، حيث تبيع القبعات المصنوعة يدويًا ونباتات الزنجبيل والفاكهة، ولم تكن قادرة على تحمل تكاليف إرسال أطفالها الثلاثة إلى مدرسة خاصة ، ولذلك شعرت بأنها مضطرة لقص شعرهم، وقالت: "لم يكن لدي خيار سوى قطع ضفائرهم ، وهو أمر لم يكن سهلاً على الإطلاق". "كان من المؤلم رؤية أطفالي ينحرفون عن تعاليم جاه. قص الشعر يعني عصيان وصايا الله حسب معتقداتنا الدينية ".

وقالت إنها سعيدة بحكم المحكمة، لكنها أضافت أن العديد من الآباء الراستافاريين سيشعرون دائمًا بالحكم عليهم - ويضطرون إلى بذل جهود إضافية لضمان ظهور أطفالهم في المدرسة، فيما قال باتريك جالاواندا، منسق التعليم وزعيم المجتمع الراستافاري الذي كان من بين المجموعة التي رفعت القضية إلى المحكمة العليا ، إن القرار كان قد فات موعده منذ فترة طويلة وأنه مسرور لرؤية "هذه المعركة" تقترب من نهايتها.

تاريخ الراستافارية

ويعود تاريخ الراستافارية إلى عام 1930 عندما تم تتويج إمبراطور إثيوبيا السابق هيلا سيلاسي، ونبوءة أطلقها ناشط حقوق السود في جامايكا، ماركوس غارفي، قبل ذلك بعقد كامل، فقد قال غارفي لأتباعه عام 1920 إن عليهم التطلع لإفريقيا عندما يتوج بها ملك أسود حيث يصير يوم الخلاص في متناول اليد، لذلك عندما توج رجل يدعى راس تافاري (هيلا سيلاسي اسمه في التعميد) في إثيوبيا اعتبر الكثيرون ذلك علامة على صدق النبوءة.

فلقد أصبح راس تافاري هيلا سيلاسي "قوة الثالوث" وعلى بعد 8 آلاف ميل وتحديدا في جامايكا صار الإله مجسدا أو "جاه" (بديل المسيح) وصارت إثيوبيا أرض الميعاد، باختصار كان ذلك إيذانا بمولد حركة الراستافاريين.

فهل آمن هيلا سيلاسي نفسه بها؟

وعندما زار هيلا سيلاسي جامايكا عام 1966 لم يحاول معارضة هذه الحركة بل وقف يحي الآلاف الذين كانوا يتحرقون شوقا لتلقي نظرة من "إلههم"، وكان من بين المؤمنين ريتا مارلي زوجة مغني الريغي الشاب بوب مارلي الذي كان يقوم بجولة في الولايات المتحدة حينئذ، وقالت ريتا لاحقا إنه عندما لوح لها هيلا سيلاسي شاهدت آثار المسامير في كفه، مشيرة إلى أن مشاعرها الدينية تأججت في تلك اللحظة، ولدى عودة زوجها دخلا معا في طائفة الراستافاريين.

وبعد ذلك بثلاث سنوات بدأ الراستافاريون في الانتقال لإثيوبيا حيث منحهم إمبراطورها قطعة أرض، وقد وصل عددهم لاحقا إلى 300 شخص، وبعد وفاة هيلا سيلاسي عام 1975 بعد عام من إطاحة ثورة ماركسية به وجد أتباعه أنفسهم أمام لغز ..ذلك أن الآلهة لا تموت، وقاموا بحل هذا اللغز من خلال تفسير يقول إن الذي مات هو جسد هيلا سيلاسي الأرضي، والغريب أن غارفي صاحب النبوءة التي تسببت في ظهور هذه الطائفة لم يؤمن أبدا بهيلا سيلاسي بل كان منتقدا له.

معتقدات وطقوس

ويعتقد الرستافاريون أن الإمبراطور هيلاسيلاسي هو الإله الحي، وأن الإنسان الأبيض كائن أدنى من الأسود، وأن إثيوبيا هي الجنة وجامايكا هي الجحيم، وأن إمبراطور إثيوبيا الذي لا يقهر يعد لإعادة ذوي الأصول الإفريقية لإثيوبيا، كما يؤمنون أن السود سيحكمون العالم في المستقبل القريب، وليس لدى الراستافاريون بناء ديني محدد للعبادة، ولكنهم يلتقون عادة أسبوعيا في بيت أحدهم أو في مركز اجتماعي في جلسات يطلقون عليها جلسات التفكير، حيث يتبادلون الأحاديث ويصلون ويغنون ويناقشون قضاياهم، وربما يدخنون الماريغوانا لإضفاء أجواء روحانية وتأملية على تلك الجلسات.

ويستخدمون في جلساتهم موسيقى يطلق عليها نيبينغي، وعندما تهيمن الموسيقى على الجلسات يطلقون عليها جلسات النيبينغي، ويعرف الراستافاريون بطريقة تمشيط الشعر الخاصة بهم حيث يطلقونه ثم يقومون بتضفيره، ويعتقدون لأن لذلك مسحة روحانية، ويعنى الراستافاريون بالنظافة الشخصية كثيرا، ويأكلون مواد غذائية طبيعية كالخضروات والفاكهة ويشربون كميات كبيرة من عصير الفواكه، وهم لا يأكلون لحم الخنزير نهائيا، وكان الرستافاريون الأوائل لا يميلون لأكل اللحوم بصفة عامة.

وهم يأكلون الأسماك على ألا يزيد طول السمكة عن 12 بوصة، وهم يأكلون دون ملح، ويستخدمون زيت جوز الهند في الطهي، ولا يشرب الراستافاريون الكحوليات أو الألبان أو القهوة، ولكنهم يشربون أي شيء عشبي نبت بشكل طبيعي مثل الشاي العشبي، وهم يحتفلون بالكريسماس الإثيوبي في 7 يناير، ويوم التأسيس في 21 أبريل، وهو اليوم الذي زار فيه هيلا سيلاسي جامايكا عام 1966، ويوم الدستور الإثيوبي في 16 يوليو، عندما أصدر الإمبراطور هيلاسيلاسي أول دستور عام 1931، ويوم ميلاد الإمبراطور هيلا سيلاسي في 23 يوليو، ويوم ميلاد ماركوس غارفي في 17 أغسطس، ورأس السنة الإثيوبية في 11 سبتمبر، وعيد جلوس هيلا سيلاسي في 2 نوفمبر.