الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحليف الأهم في الشرق الأوسط.. ماذا قال الوفد الأمريكي خلال زيارته لمصر؟

مصر وأمريكا
مصر وأمريكا

شهدت العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تطورًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة على المستوى الاقتصادي والاستثماري، حيث يجمع القاهرة وواشنطن أكثر من قرن من التعاون الدبلوماسي والصداقة.

وكيلة وزارة التجارة الأمريكية: مصر شريك اقتصادى واستراتيجى للولايات المتحدة
ماريسا لاجو

مصر شريك وحليف مهم

وتلتزم الدولتان سوية في العمل لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل المنفعة المتبادلة للشعبين الأمريكي والمصري، بما في ذلك من خلال توسيع التجارة، وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتعاون في الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ.

وارتبطت مصر والولايات المتحدة بعلاقات وثيقة وثابتة لم تتأثر بتغير الإدارات الأمريكية المتعاقبة، تقوم على الشراكة القوية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، حيث إن للولايات المتحدة دورها الريادي في جميع القضايا العالمية والإقليمية، في حين أن مصر لها دورها المحوري في الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم الإسلامي، وبوصفها دولة مستقرة في منطقة محاصرة بالتوترات والصراعات.

وحسب السفارة الأمريكية بالقاهرة، اليوم الأربعاء 17 مايو، بدأت وكيلة وزارة التجارة للتجارة الدولية ماريسا لاجو، زيارة رسمية اليوم إلى القاهرة، وتستمر لمدة يومين على رأس وفد أمريكي، للمشاركة في رئاسة الاجتماع الافتتاحي للجنة الاقتصادية الأمريكية المصرية المشتركة (JEC).

وأعربت المسؤولة الأمريكية، في بيان صحفي بمناسبة زيارتها إلى القاهرة، عن التطلع إلى رئاسة الوفد الأمريكي، الذي يضم العديد من الوكالات الحكومية الأمريكية، لحضور الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية المشتركة الأمريكية المصرية المنشأة حديثًا.

وأضافت أن هذا الحوار بين بلدينا سيسهم في تسهيل التعاون بشأن أهداف التنمية الطموحة لمصر، كما أنه سيعزز علاقاتنا التجارية والاستثمارية الثنائية في قطاعات الأعمال الهامة.

السيرة الذاتية لوزير الخارجية سامح شكرى
سامح شكري 

العلاقات المصرية الأمريكية

وتتناول اللجنة الاقتصادية المشتركة مجموعة من القضايا القطاعية الرئيسية، بما في ذلك مرونة سلسلة التوريد والأمن الغذائي والاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ والتمكين الاقتصادي للمرأة.

ومن المقرر أن تجتمع وكيلة الوزارة الأمريكية مع قادة من القطاع الخاص، وتدير مائدة مستديرة حول كيفية دعم الشركات الأمريكية لتنفيذ مبادرة صحة المرأة المصرية.

وقال وزير الخارجية، سامح شكري، إن العديد من أحاديث المحللين والمتخصصين والدارسين تفيد بتراجع الاهتمام الأمريكي بالمنطقة، مشيرًا إلى أن مسئولي الإدارة الحالية يؤكدون وجود اهتمام وتفاعل.

وأضاف الوزير شكري، خلال لقاء تليفزيوني، الثلاثاء، أنه يقيس الأمر بالنظر إلى العلاقة الثنائية، مؤكدًا أنها لازالت تتسم بأهميتها بالنسبة للطرفين في مختلف مجالات التعاون والتنسيق.

ولفت شكري إلى أن واشنطن انسحبت ماديًا من أفغانستان والتواجد الواسع في العراق، لكنها كدولة عظمى لها مصالح في كل بقعة بالعالم ولا تستطيع أن تهملها؛ لأنه يعود بأضرار عليها، موضحاً أن توجه الاهتمام الأمريكي إلى العلاقة مع الصين، والتركيز على الصراع في أوكرانيا، جعل الساحة الإعلامية والسياسية مليئة بالتركيز على تلك الدائرتين، والقول بوجود تراجع أمريكي.

السيسي يستقبل جو بايدن على هامش انعقاد أعمال القمة العالمية للمناخ COP27 |  المصري اليوم
السيسي وبايدن

الرؤى المصرية  - الأمريكية

وتابع وزير الخارجية قائلاً: "أنا أقيس على العلاقة الثنائية، التي تتسم بقدر من التفاعل والتفاهم بين الجانبين في النواحي السياسية والاقتصادية، هناك تواصل مستمر وتفاعل وكثير من الاهتمام المتبادل، واستشهد بالانخراط الأمريكي الكثيف في مسار العقبة - شرم الشيخ للقضية الفلسطينية، إضافة إلى اهتمامها بما يحدث في السودان، والذي لمسه خلال اتصالاته مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، والتعاون مع السعودية للتوصل إلى المسار الإنساني".

وذكر شكري أن الرؤى المصرية والأمريكية خلال الـ40 عاما الماضية ليست متطابقة، معقبًا أن هناك مواضع كثيرة شهدت تجاذبات واختلافات، فمثلا حرب العراق الثانية شهدت وجهتي نظر على النقيض، لكنه لم يؤدي إلى فقدان العلاقة لأهميتها وعوائدها لدى الطرفين، واشنطن لا تستطيع بحكم أنها دولة عظمى أن تهمل أي منطقة من مناطق العالم وإلا ستتأثر مصالحها.

وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع قيمة الاستثمارات الأمريكية في مصر لتسجل  9.2 مليار دولار خلال العام المالي 2020 /2021 مقابل  7.7 مليار دولار خلال العام المالي  2019 /2020 بنسبة ارتفاع قدرها 19.8%.

وأوضحت بيانات الجهاز، أن قيمة تحويلات المصريين العاملين بالولايات المتحدة الأمريكية سجلت نحو 1.4 مليار  دولار خلال العام المالي 2020 / 2021 مقابل 975.2  مليون دولار خلال العام المالي 2019 / 2020  بنسبة ارتفاع  قدرها 40.9%، بينما بلغت قيمة تحويلات الأمريكيين العاملين في مصر 42.8 مليون دولار خلال العام المالي 2020 / 2021 مقابل 49.9 مليون دولار خلال العام المالي 2019 / 2020 بنسبة انخفاض قدرها 14.1%.

9.1 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة خلال 2021 -  بوابة الشروق - نسخة الموبايل
التجارة المشتركة - تعبيرية

التبادل التجاري بين البلدين 

وأشار جهاز الإحصاء إلى ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين القاهرة وواشنطن لتصل إلى 8.6 مليار دولار خلال عام 2021 مقابل 6.3 مليار  دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها  37.4%.

وارتفعت قيمة الصادرات المصرية للولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى  2.5 مليار دولار خلال عام 2021 مقابل  1.6 مليار دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 56.3%، وبلغت قيمة الواردات المصرية من الولايات المتحدة الأمريكية 6.1 مليار دولار خلال  عام 2021 مقابل  4.7 مليار دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 30.9%.

أما أهم مجموعات سلعية صدرتها مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2021، فكانت ملابس بقيمة 1.2 مليار دولار، وسجاد وأغطية أرضيات بقيمة 206 مليون دولار، ولدائن ومصنوعاتها  بقيمة 167.5 مليون دولار، وزجاج ومصنوعاته بقيمة 90.3 مليون دولار.

بينما كانت أهم مجموعات سلعية استوردتها مصر من الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2021 هي الحبوب ونباتات طبية بقيمة 1.6 مليار دولار، الوقود والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها بقيمة مليار دولار، ومنتجات الصيدلة  بقيمة 447.8 مليون دولار، وطائرات وسفن بقيمة 418 مليون دولار، ومراجل وآلات وأجهزة آلية  بقيمة 352.4 مليون دولار.

وسجل عدد سكان مصر 103.5 مليون نسمة عام 2022، بينما سجل عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية 334.8 مليون نسمة عام 2022، وبلغ عـدد المصـريين المتواجديـن بدولة أمريكا طبقــاً لتقـديـرات البعثة 2.2 مليون مصري حتى نهاية 2020.

9.1 مليار دولار حجم التبادل التجارى بين مصر والولايات المتحدة خلال 2021 |  مبتدا
مصر وأمريكا

مصر حليف جيو-استراتيجي

ولطالما كانت مصر حليفًا جيو-استراتيجي مهمًا للولايات المتحدة؛ لأسباب متنوعة ترجع في أساسها إلى عدد من العوامل ذات الأهمية، ومنها: الموقع الاستراتيجي لمصر، إضافة إلى العنصر البشري، والثقل السياسي والتاريخي، وهي الأمور التي تجتمع لتجعل للقاهرة مكانة خاصة في الحسابات الاستراتيجية الأمريكية من الناحيتين الدبلوماسية والعسكرية.

وترى واشنطن أن مصر ضامن أساسي للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بما تمتلكه من علاقات متوازنة مع الفواعل الأساسية في المنطقة، إضافة إلى كون القاهرة قادرة على زيادة التنسيق مع الدول الرئيسة في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف؛ باستخدام عدد كبير من الأدوات من أهمها عامل الخبرة في المجال.

ويعد التنسيق بين القاهرة وواشنطن ذا أهمية خاصة في الوقت الحالي الذي يتسم بحالة من تصاعد الصراعات وعدم اليقين، منعكسة في: التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وتعقد المشهد السياسي في السودان، وحالة عدم اليقين في ليبيا. 

ويحتل ملف الإرهاب أهمية خاصة في العلاقات الثنائية، لأولويته المتقدمة لدى البلدين، ولوجود توافق عام بينهما حول سبل مواجهة هذه الظاهرة، وتنظر الولايات المتحدة إلى استقرار مصر، على أنه مفتاح الاستقرار الإقليمي، وتحتفظ بشراكة أمنية لتعزيز القوات المسلحة المصرية وقدرتها على مكافحة الإرهاب فضلًا عن التدريبات المشتركة التي تجرى بشكل مستمر.

وتقدر الولايات المتحدة دور مصر في مكافحة الإرهاب وهو ما أكد عليه وفد الكونجرس الأمريكي الذي زار مصر خلال شهر أبريل الماضي، وأشار إلى الدور المصري الناجح والفاعل في تحقيق الاستقرار والأمن في مصر بعد النجاح في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء المفاهيم والقيم لحرية الاعتقاد، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي تتم داخل مصر لتحقيق التنمية الشاملة.