خبراء التعليم:
الجامعات تلعب دورا هاما في تعليم الشباب ريادة الأعمال
الجامعات الخاصة شريك في إتاحة فرص أكبر للدراسة والبحث العلمي
دور الجامعات الخاصة في منظومة التعليم العالي
نقاط هامة للتحسين المستمر للتعليم الجامعي الخاص
مشكلات التعليم الجامعي الخاص في مصر
انطلقت جلسات الحوار الوطني حيث كانت افتتاحية الجلسات يوم الأربعاء الماضي، حيث كان قد كلَف الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، المؤتمر الوطني للشباب، والذي يتم تنظيمه تحت مظلة الأكاديمية الوطنية للتدريب، بالتنسيق مع كافة تيارات وفئات المجتمع لإدارة حوار وطني حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة.
[[system-code:ad:autoads]]
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمة مسجلة له قبل بدء جلسة الحوار الوطني إنه يتطلع أن يجنى الحوار رؤى واضحة لصالح الوطن، وانه لديه يقين راسخ بأن أمتنا المصرية، تمتلك من القدرات والإمكانيات، التي تتيح لها البدائل المتعددة، لإيجاد مسارات للتقدم في كافة المجالات، سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا وأن مصرنا الغالية، تمتلك من كفاءات العقول، وصدق النوايا، وإرادة العمل، ما يجعلها في مقدمة الأمم والدول.
ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي جميع المشاركين في جلسات الحوار الوطني إلي ضرورة اقتحام المشكلات والقضايا وتحليلها، وإيجاد الحلول والبدائل لها وأن يكون الحوار شاملا وفاعلا وحيويا يحتوى كافة الآراء، ويجمع كل وجهات النظر، ويحقق نتائج ملموسة ومدروسة، تجاه كافة القضايا على جميع المستويات.
مشكلات التعليم الجامعي الخاص
يبدأ الحوار الوطني جلساته المختلفة في توقيت مهم جدا للبحث عن حلول غير تقليدية في ظروف غير طبيعية محليا وعالميا، وتولى جلسات الحوار الوطني اهتماما كبيرا بقطاع التعليم بمختلف مراحلة سواء الأساسية أو الجامعية حيث تم تقسيم المحور الاجتماعي إلى 6 لجان فرعية والتي كان من ضمنها التعليم والبحث العلمي، وتناقش لجنة التعليم والبحث العلمي داخل الحوار الوطني قضية هامة للغاية ألا وهي قضية التعليم الجامعي الخاص.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، وأستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن تدني مجاميع الثانوية يؤثر على فرص الطلاب في الالتحاق بالكليات التي يرغبون في الدراسة بها، وقد يتعرض البعض لصعوبة في الحصول على المجاميع اللازمة للالتحاق بالجامعات الحكومية المرموقة التي تتطلب مجاميع عالية، ونتيجة لذلك يلجأ العديد من الطلاب إلى الجامعات الخاصة كبديل لتحقيق تطلعاتهم الأكاديمية.
وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الجامعات الخاصة غالبًا ما تكون أكثر مرونة في قبول الطلاب وتقديم فرص للالتحاق بها، حيث لا تعتمد فقط على المجاميع الثانوية كمعيار للقبول، موضحًا أن الجامعات الخاصة توفر فرصة للطلاب الذين لم يحققوا المجاميع المطلوبة للالتحاق بالجامعات الحكومية للاستمرار في متابعة تعليمهم العالي.
تطوير البحث العلمي
وأشار أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أنه إذا كنا نريد تطوير التعليم في مصر حقا يجب علينا تطوير المنظومة التعليمية ككل بجميع مراحلها، وليس الاكتفاء بتطوير التعليم الجامعي الخاص فقط.
وأضاف الدكتور محمد فتح الله، أن مشكلات التعليم الجامعي الخاص في مصر تشمل عدة جوانب، ومن بين هذه المشكلات:
- التكاليف المرتفعة: يعاني العديد من الطلاب من صعوبة تحمل تكاليف التعليم الجامعي الخاص، حيث تكون الرسوم الدراسية مرتفعة بالمقارنة مع الجامعات الحكومية، وهذا يمكن أن يحد من فرص الطلاب في الالتحاق بالتعليم الجامعي الخاص.
- نوعية التعليم: قد تواجه بعض الجامعات الخاصة صعوبة في توفير نوعية تعليم عالية المستوى بنفس مستوى الجامعات الحكومية، وقد ينتج ذلك عن قلة الموارد والتجهيزات اللازمة أو نقص في كفاءة أعضاء هيئة التدريس.
- التوظيف وفرص العمل: قد تواجه الجامعات الخاصة تحديات في توفير فرص العمل لخريجيها وتوجيههم لسوق العمل بشكل فعّال، مما يؤثر على فرص التوظيف والتطور المهني للخريجين.
وأشار أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أن التحسين المستمر للتعليم الجامعي الخاص يجب أن يتم عبر عدة إجراءات، من بينها:
- وضع معايير الجودة: تتمثل أهمية وضع معايير جودة للتعليم الجامعي الخاص في ضمان تقديم تعليم عالي المستوى، وتتضمن هذه المعايير متطلبات البنية التحتية، وجودة هيئة التدريس، والمناهج الدراسية، وتقييم الطلاب وغيرها.
- متابعة ومراقبة أداء الجامعات الخاصة: هناك العديد من الصعوبات الإدارية أو القيادية التى تواجه تطبيق نظام الجودة فى التعليم الجامعي الخاص لذلك يجب متابعة ومراقبة أداء الجامعات الخاصة لضمان التزامها بالمعايير المحددة.
ومن جانبه،أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أن غالبية الطلاب في مصر يعانون من صعوبة الالتحاق بالكليات التي يرغبون فيها بالجامعات الحكومية بسبب التنافس الشديد والحدود المحدودة للقبول، وهذا يجبر البعض على اللجوء إلى الجامعات الخاصة والأهلية، حيث يمكن للطلاب الحصول على فرصة للدراسة في التخصصات التي يرغبون بها.
وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس،خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أنه رغم ارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات والمعاهد الخاصة، إلا أن الطلاب وأولياء أمورهم يرغبون في توفير فرصة تعليمية جيدة للطلاب، حتى إن كانت بتكلفة إضافية، موضحًا أن الالتحاق بالتعليم الجامعي الخاص يعتبر خيارًا وسطًا للطلاب الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالجامعات الحكومية ويسعون لمواصلة تعليمهم العالي.
تحسين جودة التعليم وتعزيز التنمية المستدامة
وأشار الخبير التربوي، إلى أن جذب الاستثمار في قطاع التعليم الجامعي الخاص يعد جزءًا مهمًا من استراتيجية تحسين جودة التعليم وتعزيز التنمية المستدامة في البلدان، يمكن لجذب الاستثمار أن يساهم في تحسين بيئة التعليم، وتوفير المزيد من الموارد والتجهيزات الحديثة، وتوسيع فرص التعلم والبحث العلمي.
وشدد الدكتور حسن شحاتة،علي ضرورة توجيه الجهود نحو تحسين جودة التعليم الجامعي الخاص، من خلال تطوير المناهج الدراسية، وتأهيل الأعضاء الأكاديميين والمدربين، وتعزيز البحث العلمي والابتكار، وتوفير فرص التدريب والتطوير المهني.
وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس،أن مشكلات التعليم الجامعي الخاص في مصر تشمل عدة جوانب، ومن بين هذه المشكلات:
- قلة البحث العلمي: رغم وجود بعض المراكز البحثية في الجامعات الخاصة، إلا أنها قد تعاني من نقص الاهتمام بالبحث العلمي وقلة التمويل، مما يؤثر على تطوير المعرفة والابتكار في تلك الجامعات.
- قضايا الاعتراف بالشهادات: تعاني بعض الجامعات الخاصة في مصر من قضايا الاعتراف بشهاداتها، حيث يمكن أن تواجه بعض التحديات في الاعتراف بشهاداتها من قبل هيئات وجهات العمل والجامعات الأخرى.
وأشار الخبير التربوي،إلى أن التحسين المستمر للتعليم الجامعي الخاص يجب أن يتم عبر عدة إجراءات، من بينها:
- تطوير قدرات هيئة التدريس: يتم تعزيز تطوير قدرات هيئة التدريس في الجامعات الخاصة من خلال توفير فرص التدريب والتطوير المستمر، يساهم ذلك في تحسين جودة التدريس وتوفير تجربة تعليمية متميزة للطلاب.
- تعزيز البحث العلمي والابتكار: يعمل على تعزيز البحث العلمي والابتكار في الجامعات الخاصة من خلال توفير التمويل والدعم اللازمين وتشجيع الأكاديميين والطلاب على القيام بأبحاث متميزة وتطوير حلول إبداعية.
- تعزيز التواصل مع سوق العمل: يعزز التواصل والتعاون بين الجامعات الخاصة وسوق العمل لتحديد احتياجات سوق العمل وتطوير برامج تعليمية تناسب تلك الاحتياجات، بما في ذلك توفير فرص التدريب والتعليم.
ومن جانب اخر،أكد الدكتور سيد القاضي، رئيس جامعة بنها الأسبق، الخبير التربوي، على أهمية دور الجامعات الخاصة فى منظومة التعليم العالى فى مصر وقدرتها على كسب ثقة المجتمع.
نقلة نوعية في مجال التعليم
وأوضح الخبير التربوي، أن الدولة المصرية تسعي جاهدة خلال الفترة السابقة أحداث نقلة نوعية في مجال التعليم، للارتقاء بمنظومة التعليم العالي، مشيرًا إلى أن نسبة التعليم الجامعي الخاص في مصر تشكل حوالي 10% من إجمالي الطلاب المسجلين في التعليم العالي، ورغم توفر الجامعات الخاصة، إلا أن الكثير من خريجي المدارس الخاصة لا يزالون يفضلون الالتحاق بالجامعات الحكومية.
وأضاف رئيس جامعة بنها الأسبق، أن مشكلات التعليم الجامعي الخاص في مصر تشمل عدة جوانب، ومن بين هذه المشكلات:
التكلفة: تعتبر الجامعات الحكومية أقل تكلفة مقارنة بالجامعات الخاصة، مما يعني أنها أكثر توفرًا للطلاب من الأسر ذات الدخل المحدود.
التصنيف: تتمتع الجامعات الحكومية في مصر بسمعة جيدة وتصنيف مرموق، مما يعزز انتقائها من قبل الطلاب الذين يسعون للحصول على تعليم عالي ذو جودة عالية.
الاعتراف والتوظيف: قد يكون لدى الطلاب الاعتقاد بأن الجامعات الحكومية تحظى بالاعتراف الأكبر من قبل أرباب العمل وأنها توفر فرصًا أفضل للتوظيف بعد التخرج.
ولفت رئيس جامعة بنها الأسبق، إلى أن على الرغم من ذلك، فإن اهتمام الأسر المصرية بالتعليم العالي وحرصها على إلحاق أبنائها به يعكس أهمية التعليم ودوره في تحقيق التنمية الشاملة وتطور المجتمع، ومن المهم أن تعمل الجامعات الحكومية والخاصة معًا على توفير بيئة تعليمية متميزة تلبي تطلعات الطلاب وتحقق مستوى عالٍ من التعليم والتعلم.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن التحسين المستمر للتعليم الجامعي الخاص يجب أن يتم عبر عدة إجراءات، من بينها:
ـ ضرورة الإهتمام بالبعثات فى الجامعات الخاصة من خلال العديد من الخطوات منها تكوين كوادر من أعضاء هيئة التدريس.
ـ دعم البحث العلمى فى هذه الجامعات.
ـ ضرورة إنشاء منظومة بحثية متكاملة بالجامعات الخاصة من خلال إنشاء المراكز البحثية داخل هذه الجامعات والمساهمة مع الجامعات الحكومية فى تطوير المنظومة البحثية.
ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال
ومن جانب اخر، أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبير التربوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، على أهمية دور التعليم الجامعي الخاص في نشر ثقافة ريادة الأعمال كأداة لتحقيق التنمية المستدامة، موضحة أنها تعتبر منهجًا يهدف إلى مواجهة التحديات الاجتماعية والبيئية من خلال إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة، لتتركز ريادة الأعمال على تحقيق الأثر الاجتماعي الإيجابي بجانب التحقيق المالي.
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الجامعات الخاصة تلعب دورًا جوهريًا في ترسيخ تعليم وثقافة ريادة الأعمال بين طلابها والشباب في المجتمع.
وأشارت الخبيرة التربوية،إلى أنه لابد من تفعيل مسابقات للبحوث داخل مصر على مستوى العالم مع وجود ربط مع بعض العلماء الذين يقدمون المادة العلمية لكي يقوموا بنشر فيديوهات توعية للجميع لكي ينفع المجتمع بشكل عام والمجتمع العلمي بشكل خاص وكذلك القنوات الفضائية، فلابد من برامج تتناول البحوث العلمية ويقدموا محتوى علمي عن أخر تطورات البحث العلمي عالميا لتثقيف المجتمع العلمي والنهوض به.
وأوضحت الدكتورة سامية خضر، أن نشر ثقافة تطوير البحث العلمي من أحد التوجهات العالمية للتطور الاقتصادي باعتبارها محركا للنمو الاقتصادي في العديد من الدول المتقدمة والنامية على حداً سواء، حيث تزايد الاهتمام العالمي في الفترة الأخيرة بالدور الذي تلعبه ريادة الأعمال في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك لأهميتها في توفير فرص العمل وفتح أسواق جديدة وتعزيز الفكر الريادي لدى طلاب الجامعات.