تستمر الاشتباكات في الأراضي، المحتلة بين الجيش الإسرائيلي، والفلسطينيين، في ظل الاندفاع الإسرائيلي، والتحجج بالاشتباكات، حتى يتسنى لحكومة إسرائيل التهرب من المشكلات الداخلية، بالتزامن مع محاولات للتوسط والتهدئة، ولكن تل أبيب لا تبدي أي سبل للتهدئة، وفقا لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء الماضي، وأنه أعطى تعليمات لوزير الدفاع بالاستعداد الكامل على مختلف الجبهات.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، مع وزير دفاعه يوآف جالانت، لتقييم أمني للعملية العسكرية في غزة، وأن إسرائيل هي من تخلق المعادلات، وتختار الزمان والمكان المناسب لاستهدافهم المقاتلين، مستبعدا أي مساعي لوقف إطلاق النار، قائلا: لا يمكن الحديث عن وقف إطلاق نار حاليًا، فالعملية لم تنته بعد، وما زلنا في منتصف المعركة.
استشهاد 33 فلسطينيا وإطلاق 1000 صاروخ
وكثفت إسرائيل منذ أمس، من غاراتها على قطاع غزة، مستهدفة منازل ومواقع عسكرية ومنصات إطلاق صواريخ تابعة لحركة الجهاد، بينما تقاوم الفصائل الفلسطينية، عبر الاستمرار في استهداف المستوطنات الإسرائيلية بالرشقات الصاروخية، في اليوم الخامس منذ بدأ الغارات الإسرائيلية، والتي راح ضحيتها حتى الآن حوالي 33 فلسطينيا، ونحو 100 جريح منذ بدء العمليات، وهذه الأرقام أكدها إعلان وزارة الصحة الفلسطينية، باستشهاد 33 مواطنا منهم 6 أطفال و 3 سيدات وإصابة 147 آخرين.
أما عن الرد من جانب المقاومة، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، عن أن تل أبيب تم استهدافها بـ 1099 صاروخ، وتم اعتراض منهم 340 فقط، فيما كشفت القناة 13 الإسرائيلية، عن إطلاق عدة صواريخ باتجاه المستوطنات المحيطة بغزة، ولكن الغريب أنه لأول مرة كان من بين هذه الصواريخ واحدا مضاد للدبابات، منذ بداية قصف على الأراضي المحتلة، ما دفع الاحتلال لتوجيه تعليمات مشددة لسكان المستوطنات المحاذية للسياج الحدودي مع غزة بعدم الخروج من المنازل للبقاء في المنازل.
ماذا استهدفت الغارات الإسرائيلية؟
من جانبها، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات على قطاع غزة في الساعات الأولى من اليوم السبت، وقصفت هذه المناطق:
- منزل عائلة أبو العطا بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
- منزلا عائلة ياسين بشارع اليرموك وسط المدينة.
- ارتفع عدد المنازل المدمرة لـ 20 منزلا.
- قصف أرض زراعية قرب مقبرة الفلوجا شرق جباليا.
- قصف أرض شرق غزة.
استهداف قادة وحدة الصواريخ
كما وأعلن الجيش الإسرائيلي، عن استهداف إحدى طائراته، لمقر عمليات عضو بارز في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، والذي يستخدم للتخطيط وقيادة العمليات ضد إسرائيل، وتم استخدام المقر من قبل محمد أبو العطا، العضو البارز في وحدة الصواريخ.
كما هاجمت طائرة، مقر عمليات آخر لعضو بارز في منظمة الجهاد في قطاع غزة، والذي يستخدم لتوجيه النيران عبر أراضي إسرائيل، وتم استخدام المقر من قبل خالد عزام، الناشط البارز في القوة الصاروخية في لواء غزة.
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية، القيادي إياد الحسني، مسؤول العمليات المركزية في سرايا القدس وعضو مجلسها العسكري، وقالت حركة الجهاد الفلسطينية، في بيان لها، إن "المقاومة مستمرة كنهج ثابت لا تحيد عنه ولا تفرط فيه مهما بلغت التضحيات"، مؤكدة أن ردها سيتواصل، بعدما وصل عدد القادة الذين استهدفتهم إسرائيل إلى 6.
مسودة مصرية لوقف إطلاق النار
أما عن جهود التوسط لإنهاء التصعيد، أفادت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية، إن مصر قدمت مسودة جديدة لوقف إطلاق النار، فيما لم تعلن إسرائيل موقفها بعد، ربما انتظار لرد "الجهاد الإسلامي".
تأثير الاشتباكات على الداخل الفلسطيني والإسرائيلي
أثرت الاشتباكات الأخيرة على الوضع في غزة والضفة، حيث قالت وسائل إعلام فلسطينية، إن مخزون الوقود في قطاع غزة، واللازم لتوفير الكهرباء، اقترب من الانتهاء، بسبب الحصار الإسرائيلي، محذرة من توقف محطة التوليد الوحيدة في القطاع خلال الساعات المقبلة، بسبب منع إدخال الوقود اللازم لتشغيلها، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة الثلاثاء الماضي.
وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام بالشركة محمد ثابت، أن نسبة العجز في الطاقة بلغت حوالي 55%، فيما بلغت كمية الكهرباء المتوفرة من المصادر مثل شركة الكهرباء القطرية الإسرائيلية، ومحطة التوليد تقريبًا 166 ميجاوات، كما أن مولدات المحطة تستهلك كمًا كبيرًا من وقود الديزل، بنحو 160 ألف لتر للمولد الواحد، وبالتالي فإن كميات المخزون في المحطة شارفت على الانتهاء، ويجب تعويضها بأسرع وقت ممكن.
وذكر ثابت أن ذروة الطلب على الطاقة بلغت 400 ميجاوات في هذه الأجواء، وبلغ متوسط الطلب 310 ميجاوات.
تأجيل مظاهرات تل أبيب
أما عن الوضع داخل إسرائيل، إلى جانب القصف الصاروخي المستمر، فإن المعارضة الإسرائيلية قررت تأجيل المظاهرة الأسبوعية في تل أبيب بسبب الأوضاع الأمنية، وبحسب قناة كان العبرية فإنه تم تأجيل المظاهرة الأسبوعية في تل أبيب للأسبوع القادم بسبب الوضع الأمني.