انخفضت أسعار الذهب خلال الأسبوع المنتهي بعد سلسلة طويلة من الارتفاعات شبه اليومية التي دفعت أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية رآها البعض أنها أسعار مبالغ فيها، وذلك بسبب ارتفاع الطلب المحلي الحاد، ولكن الأسبوع الماضي شهد هدوء في أسواق الذهب صاحبه انخفاض تدريجي في مستويات الأسعار، بحسب جولد بيليون
وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم 2410 جنيه للجرام بعد أن سجل انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 8% تقريباً، بينما سجل سعر الجنيه الذهب 19280 جنيه، وانخفض الذهب بمقدار 390 جنيه تقريباً منذ تسجيله أعلى مستوى في تاريخه عند 2800 جنيه للجرام، واستغرق هذا الهبوط أكثر من أسبوعين، وذلك بعد تغير خريطة الطلب على الذهب خلال الفترة الماضية بعد تراجع الطلب الحاد الذي دفع الأسعار إلى الجنون خلال الفترة الماضية.
[[system-code:ad:autoads]]
وتراجع أسعار الذهب جاء في ظل تدخل السلطات المعنية في الأسواق بعدد من المبادرات للعمل على تهدئة الأسواق، كان أهمهم السماح للقادمين من الخارج بدخول واردات الذهب بدون جمارك أو رسوم باستثناء ضريبة القيمة المضافة 14% على المصنعية، من أجل العمل على زيادة المعروض من الذهب لمواجهة الطلب المرتفع بشكل قياسي خلال هذه الفترة.
أيضاً قامت شعبة الذهب بمبادرة خفض أسعار المصنعية على المشغولات الذهبية للعمل على زيادة الإقبال عليها وتخفيف الطلب على السبائك والعملات الذهبية التي تسببت في ارتفاع أسعار الذهب بشكل تاريخي.
وتزامنا مع هذه المبادرات تراجع الطلب على الذهب بشكل تدريجي خلال الفترة الأخيرة بعد أن استوعبت أسعار الذهب أحجام كبيرة من السيولة النقدية الناتجة عن استحقاق شهادات الـ 18% والتي كانت السبب الرئيسي وراء ارتفاع الطلب على الذهب بشكل حاد بعد عزوف قطاع كبير عن الاستثمار في الشهادات الجديدة بعائد 19% ثابت و22% متناقص بسبب التخوف من خفض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار مجدداً.
وهناك هدوء علي الطلب المحلي ومبادرات زيادة المعروض في السوق ساعد الأسعار على التراجع، ليقترب سوق الذهب المحلي من العودة إلى التسعير وفقاً لسعر الذهب العالمي، وذلك بعد انفصاله عنه لفترة طويلة من الوقت واعتماد التسعير المحلي على العرض والطلب فقط.
ويبقى الذهب في اتجاه صاعد والتراجع التدريجي الأخير في مستويات الأسعار يظل تصحيح سلبي، وذلك منذ كون العوامل الاقتصادية التي دفعت إلى زيادة الطلب على الذهب ثابتة ولم تتغير.
وقامت وكالة موديز للتصنيف الائتماني بوضع تصنيف مصر تحت المراجعة مع احتمال لتخفضه خلال الأسبوع الماضي، وأشارت أن التباطؤ في عمليات بيع الأصول المملوكة للدولة بالإضافة إلى مخاطر خطط التمويل في مصر يعد السبب الرئيسي لإعادة مراجعة التصنيف الائتماني لمصر.
وتضع وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف مصر حالياً عند B3، وقد تسبب اعلان الوكالة عن مراجعة تصنيف مصر الائتماني إلى تراجع سندات الدين المصرية إلى أدنى مستوياتها، لتنخفض السندات استحقاق 2051 بنسبة 0.7% إلى 49.8 سنت وانخفضت السندات المستحقة في 2061 بنسبة 0.5% إلى 47.7 سنت.
في المقابل أشار بنك الاستثمار العالمي سيتي جروب إلى أن البنك المركزي المصري لن يقدم على خفض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار حتى نهاية شهر يونيو القادم على الأقل، أي بعد انتهاء السنة المالية الحالية، كون اتخاذ هذا القرار حالياً سيعرقل تحقيق مستهدف الحكومة في تسجيل عجز ميزانية بنسبة 6.5%.
وأوضح التقرير أن المركزي المصري ينتظر ارتفاع الواردات الدولارية لديه وتغلغل عائدات السياحة التي وصلت إلى 14 مليار دولار وذلك قبل اتخاذ أية قرارات متعلقة بسعر الصرف. وأوصت سيتي جروب ببيع الدولار مقابل الجنيه المصري في سوق العقود الآجلة غير القابلة للتسليم لأجل شهر واحد بناءً على توقعتها بعدم تغير سعر الصرف قبل نهاية السنة المالية الحالية.
وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بيانات التضخم في المدن المصرية عن شهر ابريل 2023، ليشهد مؤشر أسعار المستهلكين السنوي ارتفاع بنسبة 30.6% أقل من قراءة شهر مارس عند 32.7%، وعلى المستوى الشهري تراجع التضخم إلى 1.7% من 2.7% في مارس.
معدل التضخم في ابريل هو أدنى مستوى في المدن المصرية منذ يونيو من عام 2022 لتتوقف سلسلة من الارتفاع المستمر للتضخم استمرت لعشرة أشهر تقريباً في ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات بسبب نقص العملة الصعبة وارتفاع تكلفة الاستيراد.
يذكر أن التوقعات تشير أن التضخم قد يعود إلى الارتفاع مرة أخرى خلال شهر مايو بسبب قرار الحكومة برفع أسعار السولار بمقدار 1 جنيه، الأمر الذي ينتج عنه تغير في مستويات الأسعار بشكل قد يعيد مؤشر التضخم إلى الارتفاع.