قال الشيخ الدكتور ياسر الدوسري، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الصلاةُعمُودَ الدِّين، وصِلةَ العبدِ بربِّ العالمين، وقُربةَ جميعِ الأنبياءِ والمرسلينَ، كما أنها سَلوةُ الـمُخبتين، وخَلوةُ الـمُتقين، وطُمأنينةُ المُؤمنين، وقرَّةُ عُيونِ المُحبِّين.
المقصود بالصلاة
وأوضح " الدوسري " خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنها كذلك لذَّةُ أرواحِ المُوحِّدين، وبُستانُ العَابِدين، ولذَّةُ نفوسِ الخاشِعين، ومَحكُّ أحوالِ الصادقِين، وميزانُ أحوالِ العَامِلين، وهي رحمةُ اللهِ المهداةُ إلى عبادِهِ المؤمنين، فقالَ ربُّ العَالمين: (وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ).
ونبه إلى أن الصلاةُ لها في الإسلامِ منزلةٌ عظيمةٌ، ومَكانةٌ رفيعةٌ، فهي أعظمَ العباداتِ العمليةِ، التي تُغذِّي المطالِبَ الروحيةَ، وتُحقِّقُ الحوائجَ الفطريةَ: هي عبادةُ الصلاةِ لربِّ البريَّة،والمقصود بها تعظيم المعبود، فهي تعظيم لله عز وجل من مبتداها إلى منتهاها.
وأفاد بأن المقْصُودَ بِالصَّلاةِ إِنَّمَا هو تَعْظِيمُ المعْبُودِ، فهي تعظيمٌ لله منْ مُبتداها إلى مُنتهاهَا، وتَعْظِيمُهُ لا يَكُونُ إِلا بِحُضُورِ الْقَلْبِ في الطاعةِ، فتنتفي بذلكَ الوساوسُ والأفكارُ الرديئةُ، وهذا روحُ الصلاةِ ولبُّها، فإذا حصلَ للقلبِ روحُ الأُنسِ زالتْ عنه تلك التكاليفُ والمشاقُّ فصارتِ الصلاةُ قرةَ عينٍ لهُ، وقوةً ولذةً وسعادةً.
كيف تكون الصلاة قرة عيني
وأضاف أنه لذلكَ قالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: “وجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلَاةِ” وقرةُ العينِ: أنْ تؤدِّيَها وقلبُك منشرحٌ مطمئنٌ بها، وعيناك قريرتَان، تفرحُ إذا كنتَ مُتلبساً بها، وتنتظرُها إذا أقبلَ وقتُهَا مشتاقًا لها، ولما كانتِ الصلاةُ راحةً للقلبِ منَ التعبِ والنَّصبِ قالَ : “يَا بِلَالُ، أَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ”.
وأشار إلى أن النجاة كل النجاة أن يصلي المسلم كما صلي النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال صلوا كما رأيتموني أصلي؟، كما أن إقامة صلاة الجماعة ترسيخٌ لمفهوم اجتماع الكلمة وائتلاف صفوف المسلمين كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسَّهر، وما زالت الأمة تتنفس بهذه الروح.
إغاثة الشعب السوداني
ومن ناحية أخرى لفت إلى أن القيادة السعودية قدمت موقفًا تاريخيًّا إنسانيًّا بوقوفها مع الشعب السوداني، منوهًا بأن المملكة لها الكثير من المواقف مع العديد من دول العالم الإسلامي، وقد شهد القاصي والداني الموقف التاريخي الإنساني السباق الذي تقوم به حكومة المملكة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين مع الشعب السوداني، داعيًا إلى المبادرة بالمساهمة في الحملة الشعبية لإغاثة الشعب السوداني من خلال منصة ساهم ومن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة.