صلاة الجمعة بالمسجد ، من أهم مظاهر عيد المسلمين الأسبوعي وهو يوم الجمعة، فكما للعيدين صلاة فليوم الجمعة صلاة ، وذلك حيث إن صلاة الجمعة بالمسجد تعد من الصلوات ذات الفضل العظيم والتي أمرنا بها الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم - في كثير من نصوص الكتاب العزيز والسُنة النبوية المطهرة، وهذا إنما يدل على الفضل الكبير لـ صلاة الجمعة بالمسجد ، إلا أن هناك فعل شائع يقع فيه الكثير من المُصلين يجعل الملائكة لا يكتبون أسماءهم في حضور صلاة الجمعة بالمسجد .
صلاة الجمعة بالمسجد
أكد مجمع البحوث الإسلامية، عن صلاة الجمعة بالمسجد ، أن "الله سبحانه وتعالى قد خص أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بيوم الجمعة، والتي ورد فضلها في الكتاب والسُنة"، مشيرًا إلى أن التبكير إلى صلاة الجمعة له فضل عظيم.
واستشهد «البحوث الإسلامية» عبر موقع التواصل الاجتماعي، بما روي عن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ، طَوَوَا الصُّحُفَ، وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ".
وتابع: وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي الْبَدَنَةَ ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْكَبْشَ ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الدَّجَاجَةَ ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْبَيْضَةَ»، موضحًا أن المراد بقوله -صلى الله عليه وسلم- «وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ» ، أي التبكير إلى الصلاة.
يوم الجمعة
يوم الجمعة ورد فيه أن الله قد جعل حساب السنة بالشهور اثنا عشر شهرا وحساب الشهور بالأيام تسعا وعشرين أو ثلاثين تترا وحساب الأيام بتعاقب الليل والنهار آية وعِبرا، وقد خلق الله السماوات سبعًا والأرضين سبعًا وتواترت الأدلة على اعتبار أيام الأسبوع سبعا فخلق الله السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام منها وخلق آدم في يوم الجمعة .
وورد أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع عند الله وهو خير يوم طلعت فيه الشمس فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تيب عليه وفيه ساعة الإجابة وفيه تقوم الساعة قال رسول - الله صلى الله عليه وسلم - :" خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أُدخلَ الجنة وفيه أُخرج منها "، لما قال - صلى الله عليه وسلم - " إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم قائم يُصلي يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه " .
صلاة الجمعة
صلاة الجمعة ورد عنها أن الله تعالى قد خص يوم الجمعة ببعض الأحكام والآداب ففرض فيه صلاة الجمعة، وقد حض النبي - صلى الله عليه وسلم - على صلاة الجمعة ورغب فيها وحذر من تركها والتخلف عنها ، مذكرًا المصلين بآداب يوم الجمعة، ومن آدابها التبكير إليها والغسل والتطيب، والإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقراءة سورة الكهف فقال - صلى الله عليه وسلم - : " لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يُصلي ما كُتب له ثم يُنصت إذا تكلم الإمام إلا غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى " .
سنن الجمعة
وردت أحاديث ونصوص نبوية تحث على أمور يُستحب للمسلم فعلها يوم الجمعة ليغفر الله تعالى ذنوبه ويدخله الجنة، فيوم الجمعة هو من خير الأيام وأفضلها، ولذلك ينبغي الحرص علىسنن يوم الجمعةكما جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ».
ومنسنن الجمعةأولًا: قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان في صلاة الفجر من يوم الجمعة، ولذلك جاء في صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ «الم * تَنْزِيلُ» [السجدة: 1، 2]، و«هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ» [الإنسان: 1]، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ.
سنن يوم الجمعة، ثانيا من سنن يوم الجمعة : الاغتسال والتبكير إلى صلاة الجمعة، فقد جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ»، وثالثًا : الإنصات أثناء الخطبة، ففي صحيح البخاري عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: أَنْصِتْ - وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ - فَقَدْ لَغَوْتَ».
رابعًا من سنن يوم الجمعة : استحباب وضع الروائح الطيية للجمعة، ففي صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى»،
خامسًا منسنن يوم الجمعة: الدعاء لان فيه ساعة إجابة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، زَادَ قُتَيْبَةُ فِي رِوَايَتِهِ: وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.
سادسا : لبس أجمل الثياب صحيح- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ: «مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوِ اشْتَرَى ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، سِوَى ثَوْبِ مِهْنَتِهِ»، فوضح لنا من خلال هذا التوجيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستحبُّ للمسلم أن يُخَصِّص -أو يشتري- ثيابًا ليوم الجمعة، وذلك في حال تيسُّر الأمر عليه،
سابعًا منسنن يوم الجمعة: استخدام السولك، والدليل على ذلك ما رواه مسلم، قال: حدثنا عمرو بن سواد العامري، حدثنا عبدالله بن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج حدثاه، عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سليم عن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه».
ثامنا: التبكير إلى المسجد للصلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفق عليه (صحيح البخاري، صحيح مسلم)، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ المَسْجِدِ المَلاَئِكَةُ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» (صحيح البخاري).
تاسعًا: يُستحبُّ التطوُّعُ يومَ الجُمعةِ قبل الزَّوالِ الظهر، نصَّ عليه المالكيَّة والشافعيَّة والحنابِلَة، أي يصلى المسلم صلاة تطوعًا قبل أذان الجمعة، واستدلوا على ذلك بما روي عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَن اغتسَلَ ثم أَتى الجُمُعةَ، فصلَّى ما قُدِّرَ له، ثم أَنصتَ حتى يَفرغَ من خُطبته، ثم يُصلِّي معه، غُفِرَ له ما بينه وبين الجُمُعةِ الأخرى، وفضلَ ثلاثةِ أيَّام».
عاشرًا : قراءة سورة الكهف استحَبَّ الجمهور: الحَنَفيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، قراءةَ سورةِ الكهفِ يومَ الجُمُعة واختاره ابنُ الحاج من المالِكيَّة، والدَّليلُ مِنَ السُّنَّة ما روي عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: «مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ»، الحادي عشر منسنن يوم الجمعة: الإكثار من الصلاة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة، فالإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وخاصة في يوم الجمعة وليلتها، قد يصل فضله إلى البراءة من النار، والإمام السخاوي ذكر عن أبي عبد الرحمن المُقري، قال حضرت فلانًا -وذكر رجلًا من الصالحين- في ساعة النزع " ساعة الاحتضار"، فوجدنا رقعة تحت رأسه مكتوبا فيها: «براءة لفلان من النار». وعندما سألوا أهله ماذا كان يفعل؟، فأجاب أهله: إذا ما كان يوم الجمعة صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألف مرة، لذا قال الإمام الشافعي: «يستحب الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل يوم، ويزداد الاستحباب أكثر في يوم الجمعة وليلتها».