الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحوار الوطني يفتح ملف الأنشطة الطلابية .. خبراء تعليم يكشفون أسباب عزوف الدارسين عنها .. ويطرحون توصيات لتحسين الوضع

الانشطة الطلابية
الانشطة الطلابية - صورة ارشيفية

خبراء التعليم:

الدولة ووزارة التعليم اتخذت العديد من الطرق لنجاح الأنشطة الطلابية

تطوير أداء ومهارات الطلاب بالمنظومة التعليمية

فرصة التأقلم مع البيئة التعليمية وبرنامجها الدراسي

أهمية الأنشطة الطلابية ودورها في تعزيز الروح التنافسية

طرق تنمية مهارات الطلاب الشخصية والاجتماعية والفنية

الأنشطة الطلابية خلال الفترة الحالية ساهمت في إثراء الحياة الثقافية

انطلقت جلسات الحوار الوطني حيث كانت افتتاحية الجلسات يوم الأربعاء الماضي، حيث كان قد كلَف الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، المؤتمر الوطني للشباب، والذي يتم تنظيمه تحت مظلة الأكاديمية الوطنية للتدريب، بالتنسيق مع كافة تيارات وفئات المجتمع لإدارة حوار وطني حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة.

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمة مسجلة له قبل بدء جلسة الحوار الوطني إنه يتطلع أن يجنى الحوار رؤى واضحة لصالح الوطن، وانه لديه يقين راسخ بأن أمتنا المصرية، تمتلك من القدرات والإمكانيات، التي تتيح لها البدائل المتعددة، لإيجاد مسارات للتقدم في كافة المجالات، سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا وأن مصرنا الغالية، تمتلك من كفاءات العقول، وصدق النوايا، وإرادة العمل، ما يجعلها في مقدمة الأمم والدول.

ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي جميع المشاركين في جلسات الحوار الوطني إلي ضرورة اقتحام المشكلات والقضايا وتحليلها، وإيجاد الحلول والبدائل لها وأن يكون الحوار شاملا وفاعلا وحيويا يحتوى كافة الآراء، ويجمع كل وجهات النظر، ويحقق نتائج ملموسة ومدروسة، تجاه كافة القضايا على جميع المستويات.

يبدأ الحوار الوطني جلساته المختلفة في توقيت مهم جدا للبحث عن حلول غير تقليدية في ظروف غير طبيعية محليا وعالميا، وتولى جلسات الحوار الوطني اهتماما كبيرا بقطاع التعليم بمختلف مراحلة سواء الأساسية أو الجامعية حيث تم تقسيم المحور الاجتماعي إلى 6 لجان فرعية والتي كان من ضمنها التعليم والبحث العلمي، وتناقش لجنة التعليم والبحث العلمي داخل الحوار الوطني قضية هامة للغاية ألا وهي قضية الأنشطة الطلابية.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أن الطلاب يشكلون أحد العناصر الأساسية في المنظومة التعليمية، وتأهيلهم ودعمهم في الأنشطة الطلابية يعتبر ضرورة حتمية في التطوير الشامل للتعليم، لان الشباب تعد القوة الدافعة في المجتمع ويمثلون المستقبل، ولذلك يجب الوقوف علي بعض المشكلات التي تواجه الطلاب من المشاركة في الأنشطة الطلابية وأبرز الطرق لتوفير الفرص والموارد اللازمة لتمكينهم من القيام بأدوار فاعلة في التطوير والتنمية والتحديث.

وقال أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إن إعداد الطلاب وتأهيلهم للمشاركة في خدمة المجتمع وتطوره هي واحدة من أهم أهداف التعليم، لأن التعليم يهدف بمفهومه التربوي إلى تعزيز نمو الطلاب بشكل متكامل، حيث يتم تطوير قدراتهم العقلية والنفسية والاجتماعية، من خلال توفير بيئة تعليمية مناسبة، ليتمكن الطلاب من اكتساب المعارف والمهارات الأساسية التي تساعدهم على التفكير النقدي وحل المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة.

مشكلات الانشطة الطلابية

وصرح الخبير التربوي، بإن من أبرز مشكلات الانشطة الطلابية داخل المدارس المصرية هو عدم الادراك والإيمان بالانشطة الطلابية وعدم اتضاح أهدافها عند بعض مديري المدارس والمعلمين، موضحًا أنها تعتبر قضية هامة تحتاج إلى اهتمام وتحسين، فعندما يكون هناك فهم ووعي قوي لأهمية الأنشطة الطلابية، يمكن أن تسهم بشكل كبير في تنمية الشخصية الكاملة للطلاب وتحسين مهاراتهم الاجتماعية والقيادية.

وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أن بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين هذا الوضع:

-توعية المديرين والمعلمين

يجب تعزيز الوعي والفهم لدى المديرين والمعلمين حول أهمية الأنشطة الطلابية وفوائدها في تنمية مهارات الطلاب وتحقيق تعلم شامل، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل وتدريبات للمعلمين لتعزيز معرفتهم ومهاراتهم في إدارة الأنشطة الطلابية والتفاعل مع الطلاب بشكل إيجابي.

-وضوح الأهداف

يجب توضيح الأهداف والرؤية للأنشطة الطلابية للمديرين والمعلمين والطلاب أنفسهم، ويجب أن يفهم الجميع كيف يمكن أن تساهم الأنشطة الطلابية في تنمية مهارات التعاون والابتكار والقيادة لدى الطلاب، وكذلك تعزيز الانتماء المدرسي والروح الجماعية.

-توفير الموارد

يجب توفير الموارد اللازمة لتنفيذ الأنشطة الطلابية، سواء كانت موارد مادية أو موارد بشرية، بجانب تخصيص ميزانية خاصة للأنشطة الطلابية وتوفير الدعم والتوجيه للمعلمين والمسؤولين عن تنظيم هذه الأنشطة.

بيئة تعليمية داعمة ومحفزة لتعلم الطلاب

ومن جانب اخر، أكد الدكتور ماجد أبو العينين، الخبير التربوي، عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس، أن الأنشطة الطلابية تلعب دورًا هامًا في تعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي للطلاب، حيث يتعلمون كيفية التعامل مع الآخرين والتفاعل بشكل إيجابي في المجتمع، بالإضافة إلى تعزيز القيم مثل الأخلاق والمسؤولية الاجتماعية والتعاون، مما يساهم في تنمية شخصية الطلاب وبناء شخصيات قادرة على تحقيق النجاح في حياتهم المهنية والشخصية، موضحًا أن بهذه الطريقة يمكن للتعليم أن يسهم في تطوير جيل من الشباب الملتزم بقيم المواطنة والعمل الجماعي والتنمية المستدامة.

وأوضح عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن ما يثير شغف الطلاب نحو المشاركة في الأنشطة الطلابية انها تتنوع بحسب اهتمامات الطلاب ومواهبهم، وهذا يتيح للطلاب فرصة التعلم خارج الاطار التقليدي وتعزز تفاعلهم وتعاونهم مع زملائهم والمعلمين، وتوفير بيئة تشجع على الاستكشاف والابتكار وتعزز التواصل وبناء الثقة، يساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية وتعزيز الروح الجماعية بين أفراد المجتمع المدرسي أو الجامعي.

ما ينقص الأنشطة الطلابية

وأشار الخبير التربوي، إلى أن أبرز مشكلات الانشطة الطلابية هو عزوف كثير من الطلاب عن النشاط الطلابي وعدم مشاركتهم فيه مشاركة فاعلة واهتمامهم بالتحصيل الدراسي حيث إنهم يرونه مضيعة للوقت والجهد، والسبب هو عدم معرفة كثير من الطلاب لأهداف النشاط المدرسي وبالتالي اقتناعهم بعدم جدواه وأنه زيادة عبء عليهم .

ولفت الدكتور ماجد أبو العينين، إلى أن من المهم أن ندرك أن الطلاب يواجهون تحديات متعددة ومشاغل دراسية أثناء مشاركتهم في الأنشطة الطلابية، وقد يكون من الصعب على الطلاب إدارة وقتهم بين الدراسة والمذاكرة والمشاركة في الأنشطة، لذلك من الضروري أن يكون هناك توازن مناسب بين الدراسة والأنشطة الطلابية، ويجب أن يتم تنظيم الجدول الزمني للطلاب بشكل يسمح لهم بممارسة الأنشطة الطلابية دون أن تتأثر دراستهم بشكل عكسي.

وشدد عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس، علي ضرورة أن يتم مراعاه خلال تطوير الأنشطة الطلابية توجيه الاهتمام إلى تأهيل الشباب لممارسة العمل السياسي والتنموي، بما في ذلك تطوير مهاراتهم القيادية والتوعية بالقضايا الاجتماعية والسياسية، ويجب أن يتم تمكين الشباب من المشاركة الفعالة في صنع القرار والمساهمة في تشكيل المستقبل.

منع البطالة والتهديدات الاقتصادية

وطالب الخبير التربوي، بضرورة أن يتم توفير فرص تدريب جيدة للشباب لحل مشكلاتهم وتحقيق تطلعاتهم، لان توفير التدريب اللائق وحسب ميول الطلاب إلى التخصص الذي يريده أمرًا حيويًا لتمكين الشباب ومنع البطالة والتهديدات الاقتصادية الناجمة عنها.

ولذلك، ينبغي على المدارس والجامعات والمجتمعات الطلابية العمل على تشجيع ودعم الأنشطة الطلابية وتوفير الإمكانيات والموارد اللازمة لتحقيق ذلك، كما يجب أن يتم تحفيز الطلاب على المشاركة الفعالة في هذه الانشطة وتوفير المنصات المناسبة لعرض إنجازاتهم وإبراز مواهبهم.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، وأستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إن الأنشطة الطلابية لها أثر إيجابي على الطلاب والمجتمع بشكل عام، حيث تعزز العلاقات وتطور المهارات وتساهم في بناء جو من التعاون والتفاعل الإيجابي بين أفراد المجتمع التعليمي.

اثر الأنشطة الطلابية علي الاداء التحصيلي للطلاب

وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن المعوقات التي تقف أمام الأنشطة الطلابية كثيرة ومتنوعة، مؤكدًا أن معنى وجود هذه المشكلات ليس تقصير بل لتحقيق المزيد من تحسين جودة التعليم وتحقيق النتائج المرجوة، وتحقيق التوازن بين الدراسة والمشاركة الطلابية.

وأشار الخبير التربوي، إلى أن من أبرز مشكلات الأنشطة الطلابية بالمدارس هي فرض بعض الأنشطة على الطلاب دون مراعاة مقدراتهم واهتماماتهم، لذلك يجب أن تكون هناك مرونة في اختيار الأنشطة وتوفير خيارات متعددة للطلاب، بحيث يتمكنوا من اختيار الأنشطة التي تناسبهم وتعكس مواهبهم واهتماماتهم، ويجب أن يتم تشجيع الطلاب على المشاركة التطوعية في الأنشطة التي يشعرون بالاهتمام بها، وعدم فرض أي نشاط عليهم.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك دعم وتوجيه من المعلمين والإدارة المدرسية لمساعدة الطلاب على اختيار الأنشطة المناسبة وتحقيق التوازن بين الدراسة والمشاركة الطلابية.

أهمية تشجيع الطلاب الضعفاء تحصيلًا

وشدد أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، على ضرورة أن يتم العمل على تشجيع الطلاب الضعفاء تحصيلًا على المشاركة في الأنشطة وتوفير الدعم والتوجيه لهم لتطوير مهاراتهم وتحسين أدائهم.

ولفت الخبير التربوي، إلى أهمية التعاون بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمع في تعزيز دور النشاط الطلابي في تحقيق أهدافه، فعلى سبيل المثال، يمكن للأسرة أن تساعد في تشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة الطلابية ودعمهم في تطوير مهاراتهم ومواهبهم، ويمكن للمدرسة أن تلعب دورًا فاعلاً في تحفيز الطلاب وتوفير الإمكانيات والموارد اللازمة لتحقيق ذلك، كما يمكنها تنظيم برامج وفعاليات مختلفة لتعزيز النشاط الطلابي وتحفيز الطلاب على المشاركة.

ومن جانب اخر، أكد الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، علي الأهمية الكبرى للأنشطة الطلابية لانها تساهم في تكوين شخصية الطلاب التي لا تكتمل إلا من خلال تنمية قدراتهم ومواهبهم الفنية، والرياضية، والاجتماعية، والمشاركات الوطنية المختلفة، إلى جانب دراستهم الجامعية، موضحًا أنها تعتبر فرصة للمشاركة في تحقيق التغيير وخدمة المجتمع.

تعزيز القدرات الفنية والرياضية والاجتماعية

وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن للأنشطة الطلابية دورًا حيويًا في تعزيز القدرات الفنية والرياضية والاجتماعية للطلاب، بالإضافة إلى تعزيز الانتماء الوطني والمشاركة في الأنشطة الوطنية، مشيرًا إلى أن تقديم العروض المشرفة والمتميزة من قبل الطلاب في مختلف المدارس والجامعات كما شاهدنا خلال الفترة السابقة يعكس التزامهم واهتمامهم بالتطوير الشخصي والمساهمة في المجتمع.

وصرح الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، بأن المشكلات التي تواجه الأنشطة الطلابية، من بينها:

-قيود الوقت

قد يكون لدى الطلاب جدول مدرسي مكتظ ومواعيد امتحانات متزاحمة، مما يجعلهم غير قادرين على المشاركة الكاملة في الأنشطة الطلابية أو تركيزهم على الدراسة.

-نقص المعلمين المشرفين

قد يكون هناك نقص في عدد المعلمين المخصصين للإشراف على الأنشطة الطلابية، مما يؤثر على إمكانية تنظيم الأنشطة بشكل فعال وتوفير الإرشاد والدعم للطلاب.

-قلة الاهتمام والمشاركة

قد يعاني بعض الطلاب من قلة الاهتمام بالمشاركة في الأنشطة الطلابية، سواء بسبب عدم وجود اهتمام شخصي أو ضغوطات دراسية أو اعتقاد بأن الأنشطة غير ضرورية.

-قلة التنوع والتوافر

هناك نقص في توفر مجموعة متنوعة من الأنشطة الطلابية التي تلبي اهتمامات ومتطلبات الطلاب المختلفة، مما يقلل من جاذبية المشاركة ويقيد الخيارات المتاحة للطلاب.

وأوضح الخبير التربوي، أن للتغلب على المشكلات التي تواجه الأنشطة الطلابية، يمكن اتخاذ عدة إجراءات:

-تنظيم جداول زمنية مرنة

يجب أن يكون هناك تنسيق جيد بين الأنشطة الطلابية والبرامج الدراسية، ويمكن تخصيص فترات زمنية محددة للأنشطة خارج أوقات الدروس الرسمية.

-توفير المشرفين

يجب تعيين عدد كافٍ من المعلمين المهرة للإشراف على الأنشطة الطلابية وتقديم الإرشاد والدعم اللازم للطلاب، وتوفير التدريب المناسب للمعلمين لتنمية مهاراتهم في إدارة الأنشطة وتحفيز الطلاب.

-تعزيز الاهتمام والمشاركة

يجب تعزيز الوعي بأهمية الأنشطة الطلابية وفوائدها في تنمية المهارات والقدرات الشخصية للطلاب. يمكن تنظيم حملات توعوية وفعاليات تشجيعية لدعم المشاركة الطلابية.

-تنويع الأنشطة وتلبية اهتمامات الطلاب

يجب توفير مجموعة متنوعة من الأنشطة الطلابية التي تلبي اهتمامات ومواهب الطلاب المختلفة، والاستفادة من مشاركة الطلاب في اتخاذ القرار بشأن الأنشطة التي يريدون المشاركة فيها.

وأختتم الدكتور محمد عبد العزيز، تصريحاته بأن يجب أن تكون الأنشطة الطلابية مفتوحة لجميع الطلاب وتشجيعهم على المشاركة بناءً على رغباتهم وقدراتهم، من خلال تنظيم ورش عمل أو برامج مختلفة لتلبية اهتمامات الطلاب المختلفة وتعزيز تنوع الأنشطة المدرسية.