قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

12 عاما من العزلة.. سر زيارة مسؤول مصري أعادت سوريا لمقعدها عربيا

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية
×

عادت سوريا لمقعدها الشاغر داخل جامعة الدول العربية بعد 12 عاما من العزلة عن محيطها العربي، جراء التقلبات السياسية التي عاشتها منذ فبراير 2011، وكانت سببا في تركها فريسة للتجاذبات السياسية من قبل قوى دولية وإقليمية متعددة.

عودة سوريا للجامعة العربية

عودة سوريا لموقعها داخل بيت العرب "جامعة الدول" لم تكن وليد الصدفة، ولكن جاءت بعد سنوات مع العمل والجهد، الذي بذل من الأشقاء العرب كافة باستثناء دولة أو دولتين، وبعد تحركات قامت بها أطراف متعددة وزيارات متتالية مهدت الطريق وأزالت كل المعوقات.

لكن يرى الجميع أن در القاهرة كان بارز وواضحا منذ بداية الأزمة السورية، حيث رفضت محاولات إسقاط الدولة الشقيقة، وساندت ورحبت بكل سوري جاء ليتخذ من ترابها وطنا وملاذا.

ويؤكد كثير من المحللين، أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق يوم 27 فبراير الماضي عقب الزلازل المدمر الذي ضرب جنوبي سوربا، كانت بمثابة الضوء الأخضر لعودة البلد العربي الشقيق لموقعه عربيا، وإنهاء 12 عاما من العزلة.

لتأتي بعدها زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى القاهرة مارس الماضي، بعد سنوات طوال؛ لتقطع الشك وتؤكد إن القاهرة وبالتعاون مع الأشقاء يعدون العدة لعودة سوريا لمكانتها بين الأشقاء وعدم تركها للقوى الإقليمية تتخطفها وتستبيح أرضها.

وحدثت الانفراجة التي طالما حلمت بها سوريا وهي عودتها إلى الحضن العربي، وموقعها بالجامعة العربية الذي ظل فارغا لسنوات طوال، عقب الأزمة السورية التي استمرت قرابة 12 عاما.

وبذلت مصر دور كبير كـ شقيقة كبرى لسوريا خاصة في عمق العلاقات وطبيعتها المميزة عبر التاريخ القديم والحديث وأهمية البلدين لبعضهما وارتباط الأمن القومي لكل منهما بالآخر، والسياسة المتوازنة والعقلانية لمصر في عهد الرئيس السيسي والجهود التي تقوم بها القاهرة لتنقية العلاقات العربية وكل دول المنطقة، وترسيخ مفاهيم التعاون والأمن.

دور مصر في مساعدة سوريا

وافقت الدول العربية على إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية خلال اجتماع لوزراء الخارجية عُقد اليوم الأحد في العاصمة المصرية القاهرة.

وقال المتحدث باسم جامعة الدول العربية، جمال رشدي، إن وزراء الخارجية العرب قرروا في اجتماعهم اليوم بالقاهرة رفع التجميد المفروض على عضوية سوريا بالجامعة العربية منذ عام 2011.

وتم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة، وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، بدءا بمواصلة الخطوات التي تتيح إيصال المساعدات الإنسانية لكل محتاجيها في سوريا، وبما في ذلك وفق الآليات المعتمدة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وتشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من "الأردن، السعودية، العراق، لبنان، مصر والأمين العام ،"لمتابعة تنفيذ بيان عمان، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للازمة السورية يعالج جميع تبعاتها، وفق منهجية الخطوة مقابل خطوة، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتقدم اللجنة تقارير دورية لمجلس الجامعة على المستوى الوازري.

وعُلقت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، البالغ عدد أعضائها 22 دولة، في عام 2011 بعد حملة قمع على الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية والتي ملأت الشوارع ضد نظام الأسد، وأدت إلى حرب أهلية مدمرة في سوريا، ما دفع العديد من الدول العربية إلى سحب مبعوثيهم من دمشق.

من جانبه، قال المحلل السياسي السوري سليمان شبيب، بالتأكيد لعبت مصر وقيادتها دورا محوريا في الوصول إلى هذه النتيجة الإيجابية التي كان ينتظرها السوريون، وساهمت الاتصالات واللقاءات الفعالة التي قامت بها الدبلوماسية المصرية بالتنسيق مع عدد من الدول العربية كالأردن والسعودية والإمارات والعراق بتذليل الكثير من الصعوبات التي كانت تعرقل جهود إعادة سوريا الى الجامعة العربية.

مسار جديد للمقاربة العربية

وأكد أن هذا القرار الذي صدر اليوم يشكل خطوة أساسية في مسار جديد للمقاربة العربية للأزمة السورية وهو يعني أن العرب سيكون لهم دور مستقبلي فاعل ورئيسي في الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة السورية ويعالج نتائجها وتداعياتها بما يحفظ سيادة سوريا ووحدة أراضيها ويحقق طموحات شعبها.

وأضاف شبيب- في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن كلمة وزير خارجية مصر أمام مجلس الحامعة اليوم كانت بمثابة خريطة طريق لذلك، والشعب السوري يقدر عالياً كل ماقامت به مصر وبذلته من جهد وعمل ساهم بالوصول إلى هذا القرار المصيري بالنسبة لسوريا وللعمل العربي المشترك والذي يؤكد من جديد عمق العلاقة الاخوية وترابط المصالح والمصير بين سوريا ومصر وبين الشعبين الشقيقين .

وتابع: كل التحية والتقدير لمصر قيادة وشعباً فهي اثبتت اليوم انها لن تتخلى عن دورها التاريخي كأخ اكبر لسوريا ولبقية الدول العربية، لافتاً أن الموقف المصري الكبير بالوقوف مع سوريا ومساعدتها لمواجهة التداعيات المدمرة لكارثة الزلزال وخاصة الموقف القومي والإنساني للرئيس عبدالفتاح السيسي عندما تمنى من رئيس الإمارات المتحدة زيادة الدعم المقد إلى سوريا.