يضم البحر الأحمر العديد من الحيوانات البحرية النادرة، بما في ذلك السلاحف التي توجد تقريبًا في ثلاثة أنواع مختلفة، و تعتبر السلاحف الخضراء وصقرية المنقار هما الأكثر شهرة، وتختلف حياة هذه السلاحف في نظامها الغذائي وطريقة وضع البيض وتكاثرها.
بالنسبة لدورة حياة السلاحف ونظامها الغذائي، يشير الدكتور وليد رمضان، الباحث البيئي في محميات البحر الأحمر، إلى أن بيض السلاحف يفقس بعد مدة تتراوح بين 6 و 10 أسابيع، كما تستخدم صغار السلاحف نابًا مؤقتًا للفقس يشبه الأسنان ويسمى "الدمامل" لكسر قشرة البيض، ويتساقط بعد فترة وجيزة من الفقس.
ويضيف الباحث البيئي أن صغار السلاحف ينتظرون حتى المساء للخروج من مكان تعشيشهم ووضع البيض في الرمال، وذلك لأن عدد الحيوانات المفترسة يقل ليلاً وتقل حرارة الرمال، كما أن إنعكاس القمر على البحر يوجههم إلى الماء.
وتستغرق السلاحف حوالي 30 عامًا لتصل إلى مرحلة النضج الكامل، حيث تنتقل من البحر المفتوح إلى المناطق الساحلية، ومن ثم تعود السلاحف إلى أعماق المحيط للتكاثر والهجرة، وقد يصل مسافتها إلى 10000 كيلومتر أحيانًا خلال عدة أشهر للعودة إلى الشاطئ الذي ولدت فيه.
وتتغذى صغار السلاحف على الحوم، في حين تعتمد السلاحف الناضجة على الأعشاب والطحالب البحرية وقناديل البحر والإسفنج والروبيان وسرطان البحر والرخويات كمصدر للغذاء. وتتغذى السلاحف البحرية الضخمة الرأس بشكل رئيسي على قناديل البحر، بينما تتغذى السلاحف الصقرية المنقار بشكل رئيسي على الإسفنج. وتختلف بنية أفواه وفكي السلاحف البحرية وفقًا لنظامها الغذائي الخاص بها.
وتتكاثر السلاحف في الفترة من إبريل إلى أكتوبر، وتختلف عملية التكاثر حسب نوع السلحفاة. بعد الزواج في البحر، تعود الإناث إلى شاطئ التعشيش لتبيض البيض في الليل، بينما يقوم الذكور بتلقيح العديد من الإناث. ويمكن أن تختار الأنثى التلقيح من عدة ذكور. وتضع السلحفاة بيضها كل 2-4 سنوات وتدفنها في الرمال قبل العودة إلى البحر. وتتم إنشاء حوالي 2-7 أعشاش في الموسم الواحد، ويستمر كل عش حوالي 15 يومًا.