الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تشبه قطع الذهب .. خزينة مكرونة تثير الدهشة.. ما قصتها ؟

خزينة مكرونة
خزينة مكرونة

للوهلة الأولى تبدو قطع ذهبية صنعت باحترافية ودقة عالية تشبه في جمالها قطع الذهب المشغولة بدقة وفي نقوشها رقي لا يضاهيه جمال، عند الاقتراب منها يصاب الناظر إليها بالذهول والتعجب في آن واحد من حقيقتها والحالة التي تبدو عليها  ومدى الاهتمام الكبير لدرجة حفظها في خزن تشبه خزن الذهب والألماس بالمتاحف، ما يعكس  تقدير وتقديس قيمها في التراث والثقافة الإيطالية.

إنها الباستا أو المكرونة والمعكرونة - كما تشاع أسماؤها المختلفة في بلدان عدة، ولكن تبقى الباستا عماد المطبخ الإيطالي الذي يعشقه ويفضله كل الزائرين لروما، حيث يستهلك الإيطاليون سنويا ما يعادل ثلاثين كيلو جراما من الباستا لكل شخص ويأتي الأميركيون في المركز الثاني، بعشرة كيلو جرامات سنويا للفرد الواحد.

وبأحد متاحف المدينة العتيقة ميلان في إيطاليا مشهد سيريالي يخطف الناظرين إذ تعرض داخل خزينة مجموعة من أنواع الباستا المختلفة بتصميمات متعددة أذهلت إعجاب الزوار والمترددين على المكان . 

وخلال جولة مبسطة لـ صدى البلد، للتعرف على تاريخ الباستا ومن أين أتت وهل أصلها عربي كانت وهل هي هدية العرب لإيطاليا أم إلى متى تعود أصولها؟ 

ويعود ذكر الباستا الإيطالية إلى القرن الثاني عشر، حيث ورد ذكرها للمرة الأولى في كتاب للطبخ في صقلية يعود تاريخه إلى عام 1154، تأتي الباستا في أكثر من 300 شكل وهي تعرف حول العالم بنحو 1300 اسم مختلف. وحتى داخل إيطاليا تختلف أسماء أنواع الباستا بتنوع المناطق.

وكلمة باستا أصلها إيطالي، وتعتمد الآن في الكثير من اللغات الأخرى وقد دخلت معجم اللغة الإنجليزية في عام 1874، كما يعود تاريخ ذكر الباستا كوجبة غذائية إلى القرن الأول الميلادي .

وتذكر مراجع تاريخية وجبات مماثلة للباستا كانت تعرف بأسماء أخرى ، ومنها ما يعود تاريخه إلى فلسطين في القرن الخامس الميلادي. ويصف قاموس عربي يعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي نوعا من الباستا يشبه السباغيتي اسمه «إيتريا» .

وفي عام 1154 كتب محمد الإدريسي من صقلية أن «إيتريا» تصنع وتصدر من صقلية في عهد الملك النورماندي روجر الثاني. وقال الإدريسي: «في غرب ترميني تقع مستعمرة ترابيا التي تنبع منها الأنهار وتنتشر فيها صوامع الغلال. وتوجد مبان ضخمة في الريف تصنع فيها كميات كبية من إيتريا التي يتم تصديرها بكميات كبيرة إلى الدول الإسلامية والأوروبية بأساطيل من السفن».

فريق أخر  يعتقد أن أصل المعكرونة يعود إلى العصر الروماني، حين كانت الدولة الرومانية تنتج ملايين الأطنان من القمح سنويا، وعند تجفيف العجين وتصنيعها في أشكال مختلفة كانت تسمى "ماكاروني".

شهرة المعكرونة توسعت مع دخول إيطاليا عصر النهضة، لتصبح مركزا تجاريا مهما في البحر المتوسط ولينتقل هذا الطبق من هناك إلى شتى أنحاء العالم.