قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لماذا فشلت محاولات وقف إطلاق النار في السودان .. مفاجأة صادمة

×

حالة من القلق والتوترات طرأت على المشهد السياسي في السودان بعد عمليات الاقتتال التي اندلعت بين الجيش الوطني السوداني ومليشيا الدعم السريع منتصف شهر أبريل الماضي، ومستمرة حتى اليوم.

ويخشى عدد كبير من المراقبين لما يحدث في السودان من عمليات تناحر سياسي من التأثير السلبي لهذه الأحداث على الإقليم، وتكون مقدمة لتهديد الأمن القومي العربي - بحسب تصريحات لأمين عام جامعة الدول العربية.

أحمد أبو الغيط

تهديد الأمن القومي

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن ما يحدث في السودان يمثل تهديدًا للأمن القومي العربي، مشيرًا إلى أنه سيتوجه إلى الخرطوم على الفور إذا سمحت الظروف هناك.

ووجه أبو الغيط، في حوار أجراه مع الإعلامي أحمد موسى، في برنامج على مسئوليتي المذاع على قناة "صدى البلد"، رسالة إلى الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع قال فيها: "أوقفوا إطلاق النار وحاولوا التوصل إلى ما يحقق استقرار المجتمع السوداني في إطار تفاهم بين السلطة السودانية وقوات التدخل السريع".

وأضاف أنه تلقى رسالة من رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان بواسطة مبعوثه الخاص السفير دفع الله الحاج على، حول آخر تطورات الأزمة السودانية.

وحول موقف الجامعة العربية عند بدء القتال في السودان، أشار أبو الغيط - إلى أن الجامعة العربية بدأت في التحرك السريع في اليوم الثاني للصدام في السودان، حيث تم عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين بناء على دعوة من مصر والسعودية وعقد الاجتماع برئاسة مصر (الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية)، وأصدر بيانا طالب فيه بوقف إطلاق النار والتحرك السريع وبمنتهى القوة مع السلطة السودانية وقيادة قوة الدعم السريع.

وقال أبو الغيط، إن كل محاولات وقف إطلاق النار في السودان حتى الآن لم تنجح، مضيفًا أنه تواصل مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في اليوم الثاني لاندلاع القتال، واقترح عليه القيام بدعوة ثلاثية لوقف إطلاق النار بواسطة الأمين العام للجامعة العربية والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي ويذهبون إلى الخرطوم بطائرته الخاصة، ولكنه رفض بسبب استمرار القتال وضرب المطارات.

وأكد أن المجتمع الغربي يهتم بالمآسي الإنسانية في الأوضاع الإقليمية والدولية، ومطلوب منه الاستمرار في الضغط لوقف إطلاق النار بالسودان، مشيرًا إلى مقترح أمريكي بعقد لقاءات بين طرفي الأزمة سواء في جوبا أو السعودية لوقف إطلاق النار.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها قدرة على التأثير وفرض عقوبات كبيرة على مجتمعات كثيرة حول العالم؛ لأنها قوة تأثير كبيرة على العالم، لافتا إلى أن جميع المبادرات التي أطلقت لوقف إطلاق النار في السودان لم تصل إلى شيء ولا ضمان للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وأكد أبو الغيط، أن الفريق عبدالفتاح البرهان هو رأس الدولة السودانية، بينما محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع، وهناك اتفاق إطاري بين الطرفين يقضي بأن تكون مهمة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع حماية حدود الدولة وليس حكمها ويجري تسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة، موضحًا أن القوى الغربية لا ترغب في إعطاء شرعية إلا لسلطة مدنية منتخبة أو معينة.

وقال أبو الغيط، إن المواجهات المسلحة في السودان قد تنتهي خلال أسبوعين، منبها إلى أن قوات الدعم السريع قد تتحول إلى قنابل موقوتة في أقاليم سودانية أخرى، وأعرب عن أمله في أن يتوقف القتال بين أطراف الأزمة في أسرع وقت ممكن والتوصل إلى صيغة تفاهم تنهي الأزمة.

الرئيس عبدالفتاح السيسي

مساع وتحركات مصر

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبوزيد، خلال تصريحات إعلامية، إن مصر تجري اتصالات إقليمية ودولية لتثبيت وقف إطلاق النار في السودان.

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية، سامح شكري، خلال لقائه مع السفير دفع الله الحاج على مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان على موقف مصر الثابت والمُعلن منذ اليوم الأول للأزمة السودانية، والداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها، لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وتضميد الجراح وبدء حوار جاد يستهدف حل الخلافات القائمة.

كما قال السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، إن مصر حريصة على التعامل مع الأزمة الحالية في السودان باعتبارها شأنًا داخليًا، ومن هنا تأسس موقفها خلال الاجتماعات التي تناولت الوضع في السودان في جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن، على ضرورة احترام جميع الأطراف الدولية والإقليمية لسيادة السودان وعدم التدخل في الأزمة بشكل يؤدي إلى تأجيج الصراع وإراقة المزيد من الدماء.

وأوضح أن وزير الخارجية نقل إلى المبعوث السوداني قلق مصر البالغ من استمرار الوضع الحالي في السودان، وأنها لن تألو جهداً في سبيل مساعدة الأشقاء في السودان على تجاوز تلك المحنة انطلاقاً من إيمانها الراسخ بوحدة المصير والتاريخ المشترك بين شعبي وادي النيل.

وتلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، أول أمس الثلاثاء اتصالاً هاتفياً من الرئيس الكيني ويليام روتو.

وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيسين تباحثا حول آخر تطورات الأزمة في السودان، حيث توافقت الرؤى في هذا الصدد على مواصلة بذل الجهود للتوصل لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار، مع دعم مساعي الحوار السلمي واستئناف المرحلة الانتقالية، بما يؤدي إلى حقن دماء الشعب السوداني الشقيق وتجنيبه المخاطر الهائلة للنزاع إنسانياً واقتصادياً، وصولاً إلى تحقيق تطلعاته في المستقبل الآمن المستقر، وتعزيز مسار التنمية والبناء.

وأوضح "فهمي" أنه تم أيضاً خلال الاتصال مناقشة سبل دفع العلاقات الثنائية بين مصر وكينيا في مختلف المجالات، خاصة على صعيد التبادل التجاري، وكذلك الاستثمارات المصرية في القطاعات الحيوية في كينيا لدعم جهودها التنموية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيسين اتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق خلال الفترة المقبلة حول الموضوعات والقضايا محل الاهتمام المشترك لاسيما تدعيم العمل الأفريقي المشترك، في ضوء الدور الحيوي لمصر وكينيا في هذا الصدد.

جو بايدن

الجهود الدولية بالسودان

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم، "أنضم إلى دعوات الشعب السوداني لوقف إطلاق النار بشكل دائم".

كما أصدر الرئيس الأمريكي أمرا تنفيذيا يسمح بمعاقبة من يزعزع استقرار السودان. حسبما ذكرت وسائل إعلام عربية.

ووصف بايدن ما يجري في السودان من أحداث عنف بأنه مأساة وخيانة لمطالب الشعب.

وأكد الرئيس الأمريكي، أن واشنطن ملتزمة بدعم تطلعات الشعب السوداني في مستقبل يسوده السلام.

وتعهد بايدن بمعاقبة كل من يستهدف المدنيين في السودان ويعرقل الانتقال السلمي للسلطة، وكل الأفراد المسؤولين عن تهديد السلام والاستقرار في السودان.

وأشار إلي أن الشعب السوداني متمسك بالديمقراطية ويرفض الصراع على السلطة، مؤكدا، أن بلاده على استعداد لتلبية المطالب الإنسانية في السودان عندما تسمح الظروف، وشدد بايدن علي ضرورة وقف وإنهاء النزاع في السودان فورا.

وكثف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الخميس الماضي 21 ابريل 2023 ، اتصالاته الدبلوماسية المتعلقة بالوضع في السودان وتحدث خصوصًا مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوادني وقائد قوات الدعم السريع بهدف التوصل إلى وقف قصير لإطلاق النار، حسبما أعلن المتحدث باسمه.

واتصل بلينكن في شكل منفصل بالفريق أول عبد الفتاح البرهان وبمحمد حمدان دقلو لحضهما على "وقفٍ لإطلاق النار وفرضه في كل أنحاء البلاد حتى نهاية عيد الفطر" أي يوم الأحد، حسبما قال المتحدث فيدانت باتيل في بيان.

وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن هذه الهدنة يجب أن "تخفف معاناة الشعب السوداني وتمهد الطريق لوقف إطلاق النار على المدى الطويل".

وتأتي هذه المناشدة بعد ساعات على دعوة مماثلة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي يكثف أيضًا المشاورات الدبلوماسية توصلًا إلى وقف للمعارك التي تشهدها البلاد منذ ستة أيام.

وأضاف باتيل "المجتمع الإقليمي والدولي يتحدث بصوت واحد للمطالبة بإنهاء العنف ويطالب بأن يسمع الزعيمان العسكريان ذلك الصوت".

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الخميس الماضي، أن الولايات المتحدة بصدد إرسال عسكريين إلى المنطقة تحسبًا لاحتمال إجلاء طاقم سفارتها في الخرطوم.

من جانبها حذرت المفوضية الأوروبية، في بيان صادر عنها من خطورة انتشار الأزمة السودانية إلى الدول المجاورة في المنطقة.

وذكر المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، جانيز ليناركيتش، إن خطر انتشار الأزمة السودانية إلى الدول المجاورة في المنطقة غير مستبعد.

وأوضح جانيز ليناركيتش أن "خطر انتشار الأزمة إلى الدول المجاورة في المنطقة خطرا حقيقيا".

وأضاف المفوض الأوروبي، أن هناك دولا "هشة للغاية" من بين الدول المجاورة للسودان، وبالتالي فإن عواقب تصعيد الصراع ستكون "كارثية".

كما شدد المفوض الأوروبي على أن المصالحة بين الطرفين المتعارضين في السودان يجب أن تكون على رأس الأولويات.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، متحدثا في اجتماع لمجلس الأمن، الأطراف في السودان إلى وقف الأعمال العدائية على الفور.

جامعة الدول العربية

قرار الجامعة العربية

أصدرت جامعة الدول العربية القرار رقم 8913، الصادر عن اجتماع مجلسها في جلسته المستأنفة، التي انعقدت في 1 مايو 2023، برئاسة مصر، بشأن تطورات الوضع فى جمهورية السودان، حيث دعت إلى الوقف الفوري لكافة الأعمال القتالية، دون قيد أو شرط، وتعزيز الالتزام بالهدنة، سعياً نحو عدم تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوداني، والحفاظ على مكتسباته وسلامة الدولة السودانية ومؤسساتها ومنشآتها.

كما أدان المجلس بأشد العبارات استهداف المدنيين والمنشآت المدنية وبخاصة الطبية منها، وقتل المدنيين أيًا كانت جنسياتهم، والتحذير من مغبة وتداعيات تلك الأعمال التي تؤدي إلى زيادة حدة الصراع، وتعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني، كما طالبت بالحفاظ على حرمة البعثات الدبلوماسية وسلامة وأمن الأطقم العاملة بها، اتساقا مع اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية لسنة 1961 والتحذير من أي مساس بها بما يعد انتهاكا لقواعد القانون الدولي، يتحمل مسؤوليته كل من يتورط في تلك الأفعال الشائنة.

وأعرب المجلس عن بالغ الحزن والأسى، وعن خالص التعازي لجمهورية مصر العربية، حكومة وشعباً، في استشهاد المرحوم محمد الغراوي، مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم.

وتقدمت الجامعة العربية بالشكر للسلطات السودانية لتنسيقها وتأمينها وتوفيرها الظروف المواتية لإجلاء أفراد البعثات الدبلوماسية والرعايا العرب والأجانب بسلام وحرفية في ظل ظروف أمنية معقدة، والإشادة بالجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والمملكة المغربية في إجلاء رعاياها ورعايا عدد من الدول العربية وعدد من المدنيين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين، وتأكيد ضرورة الحفاظ على المصالح المشتركة بين جمهورية السودان والدول العربية.

ودعت إلى اخلاء المستشفيات والمرافق المدنية من أي قوات أو مظاهر عسكرية، وفتح المجال أمام الأعمال الإغاثية، والمساعدات الإنسانية لجميع المدنيين السودانيين والمقيمين بالسودان.

كما أكد القرار على استعداد الدول الأعضاء لتوفير جميع أشكال الدعم الإنساني الطارئ والمساعدات الطبية والغذائية من خلال المجالس الوزارية المتخصصة وبالتنسيق مع الجهات السودانية الوطنية والمنظمات الدولية والإقليمية.

ونوه القرار إلى مبادرة الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون بصفته رئيس القمة العربية الحالية، والداعية إلى التفكير، وبشكل عاجل، في مسعى مشترك ومتكامل تضطلع فيه الجامعة العربية بدور رئيسي مع الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة، والأخذ علما بخطاباته إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الإفريقي في هذا الشأن.

وأشاد بجهود الدول الأعضاء في الجامعة العربية ومبادراتها الخاصة بالهدنة، وبالنداء الإنساني الصادر بتاريخ 19 أبريل عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بوقف إطلاق النار في السودان لتجنيب أهل السودان الوضع المأساوي الذي وجدوا أنفسهم فيه ولم يكونوا مسؤولين عنه ويتحملون أوزاره، كما رحبوا بدعو أبو الغيط لعقد دورة طارئة عبر تقنية التواصل السمعي البصري عن بُعد، لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، برئاسة دولة قطر، ودورة طارئة لمجلس وزراء الصحة العرب، برئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، في التوقيت نفسه الذي يلتئم فيه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، للتعاطي العربي الشامل مع الأزمة الراهنة وتداعياتها الإنسانية والصحية على الشعب السوداني.

ودعا المجتمع الدولي إلى توفير كافة المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسد احتياجات الشعب السوداني والحيلولة دون تفاقم الأحوال الإنسانية، وحث جميع الدول والمنظمات والوكالات الدولية المختصة على تقديم الدعم لدول جوار السودان التي تستقبل المواطنين السودانيين الباحثين عن ملاذ آمن في تلك الدول لمساعدتها على تحمل الأعباء المتزايدة.

وشدد على ضرورة حل الأزمة الراهنة بما يضمن أمن السودان وسيادته ووحدته الترابية وصيانة مؤسساته، ويحقق طمأنينة المواطنين السودانيين ويفضي إلى تلبية تطلعاتهم في السلام والتنمية ورفض التدخل الخارجي في شؤون السودان الداخلية تجنباً لتأجيج الصراع وإطالة أمد الأزمة.

مقر الاتحاد الأوروبي