شهدت الفترة الماضية، إدعاءات كثيرة تثيرها وتقف خلفها قوى الشر حول قدرة الدولة المصرية والاقتصاد الوطني على مواجهة الأزمات، والوفاء بالالتزامات الخارجية، وهو ما نفاه الدكتور مصطفى رئيس مجلس الوزراء، مؤكدا أن مصر قادرة على سداد التزامتها، وسددت بالفعل أكثر من 3.2 مليار دولار خلال الفترة الماضية.
تكرار هجوم قوى الشر إعلاميا على جهود الدولة المصرية ووضعها الاقتصادي، ألزم الحكومة التفكير في سلاح جديد على المستوى العالمي، لمواجهة هذه الشائعات التي تثار حول الاقتصاد المصري.
قوة الاقتصاد المصري
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أكد خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، بالعاصمة الإدارية، أنه سيتم خلال أيام تنظيم مؤتمر صحفي عالمي، بحضور وسائل الإعلام المصرية والعالمية، وذلك لشرح محددات الموقف الاقتصادي، والرد على التساؤلات المطروحة على الساحة، بشأن عدد من الملفات المختلفة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد راشد، خبير التنمية الاقتصادية وعضو اتحاد الصناعات المصرية، إن إقامة مؤتمر صحفي دولي للرد على ما يتردد من شائعات، وإظهار محددات الاقتصاد المصري، هي خطوة هامة جدا، بل وتأخرت كثيرا، وتأخرها لم يكن في مصلحة الاقتصاد والدولة، لأنه على صعيد الاستثمار الخارجي، يكون المستثمرين في حاجة إلى معلومات عن الاقتصاد وتطورات الأوضاع داخل الدولة التي سيتم الاستثمار بها، وبالتالي يجب أن يكون هناك معلومات موثوقة يتم شرح فيها الأوضاع الاقتصادية.
وأضاف راشد، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن عدم وجود مثل هذه المؤتمرات خاصة في أوقات الأزمات، وترك المساحة الإعلامية لمروجي الشائعات، يتيح لهم الفرصة، لنشر المعلومات المغلوطة طبقا لأجندتهم أيا كانت، وترويج الأخبار الكاذبة التي تضر بالاستثمار، مشددا على أن الدولة والحكومة من المفترض أنها اللاعب الأساسي على الساحة الإعلامية وأن صاحبة المعلومة الصحيحة، وبالتالي ترك صناعة الحدث لقوى الشر، عبر تصريحاتهم وأخبار الكاذبة والزائفة، خطر.
وسلط عضو اتحاد الصناعات المصرية الضوء على إحدى الشائعات التي روجت أمس، وهي خروج شركة الدار العقارية الإماراتية من مصر، وهي الشركة المالكة لشركة السادس من أكتوبر للاستثمار العقاري، وهي شركة حكومية تتبع الدولة المصري، وهذا الخبر كذب تماما، وقامت شركة الدار بنفي خبر تخارجها من الاستثمار في مصر، وبالتالي يجب على الدولة ألا تترك المساحة الإعلامية دوليا لمروجي الشائعات والأخبار.
واقترح راشد، أن يتم عقد مؤتمر صحفي دولي، بشكل دوري، سواء كل أسبوع، أو شهريا، لعرض محددات الاقتصاد المصري، وما تقدمه الدولة من حوافز ودعم للمستثمرين، والرد على كل ما يشغل الرأي العام، ومواجهة هذه الشائعات بالمعلومات الصحيحة والرد بقوة، ما يجعل الدولة حاضرة وبقوة في المشهد الاقتصادي العالمي.
وكان رئيس مجلس الوزراء، استهل اجتماع الحكومة بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالإشادة بالقرارات الرئيس عبدالفتاح السيسي، في احتفالية عيد العمال، لصالح عمال مصر، والذين يقع على عاتقهم مسئولية بناء الوطن، موجهاً التهنئة بهذه المناسبة لجموع عمال مصر الشرفاء، كما أعرب مدبولى عن التقدير لما يبذله العمال من جهود لرفعة الصناعة المصرية، وتحقيق التنمية الاقتصادية.
نتائج المباحثات الاقتصادية
وأشاد رئيس الوزراء بنتائج المباحثات القمة المصرية اليابانية، التي عقدت بالقاهرة، وجمعت الرئيس السيسي، بـ فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، وشهدت الاتفاق على ترفيع العلاقات بين مصر واليابان إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأشار مدبولي إلى أنه اصطحب نظيره الياباني، للمتحف المصري الكبير، وأجرى جولة في المشروع الذي يعد نموذجاً ناجحاً للشراكة والتعاون بين مصر واليابان، لافتاً إلى أن رئيس وزراء اليابان تطلع لافتتاح هذا الصرح العظيم الذي سيكون أكبر المتاحف في العالم، بما يضمه من كنوز الحضارة المصرية القديمة.
وتناول مدبولي نتائج عقد منتدى الأعمال المصري النمساوي، الذي شهد توقيع عدة اتفاقيات بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك في العديد من المجالات، لاسيما التكنولوجيا الخضراء والبنية التحتية والصحة والابتكار.
كما واستعرض نتائج الجولة الميدانية التي قام بها السبت الماضي إلى عدد من المشروعات الصناعية التى تتبع القطاع الخاص بمدينة العاشر من رمضان، وبعض المشروعات السكنية والخدمية بمدينة العبور الجديدة.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على عدة رسائل مهمة تضمنتها تصريحاته التليفزيونية عقب جولة السبت الماضي، وعلى رأسها التشديد على أن الدولة المصرية لم ولن تخفق في سداد أية التزامات عليها، وأنها لم تتأخر حتى هذه اللحظة في سداد أية التزامات، إلى جانب التأكيد على مواصلة جهود الحكومة لجذب الاستثمارات ودفع مشاركة القطاع الخاص.
وأشار مدبولي إلى الدور الفاعل لوحدة حل مشكلات المستثمرين بمجلس الوزراء فى التعامل الفوري مع ما يواجه المستثمرين من تحديات ومشكلات، وترؤسه آخر اجتماعات الوحدة الثلاثاء الماضي.