خبراء التعليم:
أهمية تبصير الطلاب بالثوابت الوطنية
طرقالتعامل مع قضايا التوعية الاجتماعية
طرق تعزيز القيم والمبادئ الوطنية
تحسين البيئة التعليمية داخل المدرسة
تعديل السلوكيات العامة لطلاب المدارس
انتشرت في الآونة الأخيرة ألعاب إلكترونية لها طابع عدواني وتأثير سلبي علي مستخدميها، البعض منها يدفع للانتحار والآخر تدفع للقتل فضلا عن الانطوائية التي تسببها وتضييع الوقت والخلافات العائلية المستمرة بسببها، لأنها تتطلب تركيز ووقت كبير دون انقطاع مما يؤدي إلي غضب روادها عند طلب منهم أي شيء.
وهو الأمر الذي دفع “صدى البلد” برصد أراء خبراء التعليم بشأن أهمية التوعية بخطورة الألعاب والتطبيقات الإلكترونية التى انتشرت مؤخرًا، وذلك لتأثيراتها السلبية على التلاميذ.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، على أهمية التعليم في تنمية المجتمع وتطويره، ولذلك تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تطوير النظام التعليمي في مصر باستمرار وتتضمن جهود الوزارة في هذا المجال تطوير المناهج الدراسية، وتوفير المعلمين المؤهلين والتدريب المستمر لهم، وتحديث البنية التحتية للمدارس، بالإضافة إلى توفير التكنولوجيا الحديثة للطلاب والمعلمين، كما تعمل على تشجيع الأسر على إرسال أبنائهم إلى المدارس وتوفير فرص التعليم للجميع، موضحًا أن التحديث الجديد للنظام التعليمي في مصر جزءًا من جهود الدولة الهامة.
وأشار أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إلى أن توجيه الانتباه والتركيز نحو المشروعات القومية يساعد على توسيع آفاق التعلم والتعرف على أهمية الموضوعات الوطنية والمجتمعية وزيادة الوعي المعرفي لدى الطلاب، كما أنها تشجع الطلاب على التعاون والتفاعل مع بعضهم البعض وتنمية مهارات التخطيط والتنظيم والإدارة والتواصل وحل المشكلات والابتكار، وتسهم في تطوير المهارات والخبرات اللازمة للمواجهة وتعزز المواقف والدوافع والالتزامات لاتخاذ قرارات مستنيرة وإجراءات مسؤولة، وهذه المهارات هي أساسية لنجاح الفرد في مجالات حياته المختلفة.
وأشاد الخبير التربوي، بدور الدورات التدريبية المكثفة بالمدارس ودورها في مواجهة مخاطر الألعاب الالكترونية وحروب الجيل الخامس وتنمية قيم الولاء والانتماء لدى الطلاب، موضحًا أن التعاون بين المدرسة والمجتمع المحلي يعد ضروريًا لتحقيق التنمية الشاملة وتحسين جودة التعليم، فالمدرسة تعد جزء من المجتمع المحلي وتؤثر فيه وتتأثر به، وبالتالي تحرص الوزارة علي أن تتواصل مع مديرى المدارس والمدرسين وتشاركهم في مختلف الأنشطة والفعاليات التربوية والثقافية والاجتماعية والرياضية والصحية، وتسعى لتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم.
وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن المدارس تعمل على تحقيق هذا التعاون من خلال إقامة لقاءات وورش عمل بين أولياء الأمور والمعلمين والمشرفين التربويين والمديرين التعليميين، ومشاركتهم في وضع الخطط والبرامج التربوية والتعليمية، وتنظيم الزيارات الميدانية والفعاليات الخارجية التي تهدف إلى توعية الطلاب بأهمية التعليم ودور المدرسة في تحقيق التنمية المجتمعية.
وأوضح الخبير التربوي، أن تعزيز قيم الانتماء والتوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية من أهم المسؤوليات التي يتحملها الأهل والمدرسون في التربية والتعليم، ومن أهم أسباب ذلك:
-تعزيز الوعي الثقافي والتعرف على الأخطار التي قد تواجه الطلاب.
-حماية الطلاب من إدمان الألعاب الإلكترونية والتقليل من التأثير السلبي الذي يمكن أن تتركه على حياتهم.
-تعزيز قيم الانتماء للمجتمع والدولة وذلك بتوجيه الطلاب بأن ينتموا إلى
-دعم السلوكيات إيجابية والتحذير من السلوكياتالسلبية التي تنشر العنف والتطرف.
-بناء جيل قوي وواعي يساهم في بناء مجتمعات إيجابية وصحية على المستوى الاجتماعي والنفسي.
-تعزيز التوعية بأهمية اللعب الجماعي والانخراط في نشاطات اجتماعية أخرى، بدلاً من الانخراط بألعاب العنف والقتال.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، على اهتمام وزارة التربية والتعليم بتفعيل برنامج تدريبي خاص يهدف إلى تعزيز دور المدرسة في تنمية وعي الطلاب بقيم الانتماء الوطني ومساعدتهم على مواجهة التحديات التي يواجهونها، مثل خطر الألعاب الإلكترونية وحروب الجيل الخامس، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع هذه المخاطر.
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي،خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن هذه الدورات التدريبية تهدف إلى تنمية مهارات مديري المدارس في التعامل مع قضايا التوعية الاجتماعية والوطنية لدى الطلاب، بما في ذلك مخاطر الألعاب الإلكترونية وحروب الجيل الخامس، موضجًا أن تلك الدورات التدريبية المكثفة بالمدارس من تعليمات الوزير ويتم تنفيذه على مستوى الجمهورية، ويقوم بتدريب جميع مديري المدارس في الإدارة على هذه المهارات، حتى يتمكنوا من تنفيذ البرنامج داخل مدارسهم.
ووجه الخبير التربوي، بضرورة تفعيل الرحلات المدرسية لجميع المراحل التعليمية، خلال إجازة نهاية العام الدراسي 2023،وذلك لزيارة المشروعات القومية والأماكن السياحية والأثرية بالمحافظات، وهذا من شأنه تعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني لدى الطلاب وتعزيز الثوابت الوطنية، مشيرًا إلى أن من المهم أن تكون هذه الرحلات ضمن إطار تعليمي وتثقيفي محدد، حتى يتمكن الطلاب من استفادة أقصى قدر ممكن من هذه الفرصة وتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة، ومن الممكن أن تتم هذه الرحلات بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة المصرية، مثل وزارة السياحة والآثار ووزارة الشباب والرياضة، وذلك لتحقيق أفضل النتائج التعليمية والتثقيفية.
وطالب أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي،بضرورة وضع خطة لإبراز دور المدرسة في تعزيز السلوك الإيجابى لمواجهة الألعاب الإلكترونية وحروب الجيل الخامس، وتكون أهداف واضحة ومحددة للبرامج التدريبية، بالإضافة إلى تحديد الخطوات والإجراءات اللازمة لتنفيذها، وكذلك تحديد الجهات المسؤولة عن تنفيذها ومراقبتها.
علاوة على ذلك، يجب أيضًا وضع آلية لتقييم النتائج وتحديد ما إذا كانت الأهداف قد تم تحقيقها أم لا، وما إذا كانت البرامج قد كانت فعالة في تعزيز الوعي بقيم الانتماء الوطني ومواجهة الألعاب الإلكترونية وحروب الجيل الخامس، واستخدام آليات التقييم لتحديد الممارسات الإيجابية والسلوكيات التي تحتاج إلى تعزيزها والعمل على تطويرها لمزيد من الفعالية.
ومن جانب اخر، أكدت الدكتورة سامية خضر،الخبير التربوي، أن توفير الدعم اللازم للطلاب والمعلمين لتنمية الوعي الطلابي بقيم الانتماء الوطني، ومواجهة مخاطر الألعاب الإلكترونية وحروب الجيل الخامس، يعتبر من الأمور الحاسمة في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، وتعكسدور التعليم والمنظومة التعليمية أهمية العمل على تعزيز القيم والمعتقدات الإيجابية وتشجيع السلوكيات الصحيحة بين الطلاب، مما يساعدهم على التحلي بالأخلاق والمسؤولية الاجتماعية والوطنية، وتحقيق التكامل والتطور في المجتمع.
وصرحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، بأن تنمية وعي جميع الطلاب والمدرسين والعاملين بالمدرسة بأهمية المشاركة المجتمعية في مواجهة القضايا والمشكلات في المجتمع المحلي، يأتي حصيلة الاهتمام بتطوير العلاقة بين المدرسة وطلابها ومعلميها والمجتمع المدني، كون المدرسة نتاجا للبيئة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية لمجتمعها.
أشار الخبيرة التربوية، إلى ضرورة تفعيل دور الاخصائي النفسي والاجتماعي من أجل التصدي لهذه الممارسات السيئة بين الطلاب ومتابعة سلوكيات الطلاب داخل جميع المدارس على مستوى الجمهورية، موضحًا أنه يلعب دورًا مهمًا في تحسين البيئة التعليمية داخل المدرسة، وخاصة فيما يتعلق بالمشاكل الاجتماعية والنفسية التي يواجهها الطلاب، ويجب أن يتم تدريب هؤلاء الاخصائيين على كيفية التعامل مع الطلاب الذين يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، ومتابعة تقدمهم وتحسين سلوكياتهم داخل المدرسة، حتي لا يكونوا عرضة للانجراف وراء مثل هذة الالعاب.
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس،أن الوزارة تعملعلى تعزيز الوعي الثقافي لدى الطلاب وتنمية الوعي الطلابي بقيم الانتماء الوطني، ومواجهة مخاطر الألعاب الإلكترونية وحروب الجيل الخامس، ومفهوم الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة من خلال وضع أنشطة تفاعلية بيئية في المناهج الدراسية وتشجيع الطلاب على المشاركة في المبادرات البيئية والحفاظ على البيئة المحيطة بهم، موضحة أن هذه الجهود تهدفإلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة في مصر.
وأشارت الدكتورة سامية خضر، إلى ضرورة أن تتضمن منظومة التعليم في المؤسسات التعليمية، سواء في المدارس والجامعات، بعض النصوص والممارسات التي تدعم فكرة الواجب الأخلاقي والالتزام والمسؤولية الاجتماعية ، مشيرا إلى أن التعليم هدفه بالنهاية ليس فقط إكساب مهارات وإعطاء شهادة بل تقديم مواطن صالح ومتكامل لديه الإحساس بالمسؤولية الوطنية ، ويشارك في الحياة العامة ويعمل ويحافظ على استقرار الدولة.