كانت وفاة الفنان مصطفى درويش الحدث الأبرز أمس الذى اهتم به الجمهور المصري، ولكن كانت هناك لقطة إضافية فى جنازته أثارت جدلا واسعا.
تداولت صورة بشكل واسع على السوشيال ميديا ونشرها عدد كبير من الفنانين والإعلاميين لفتاتين تمسكان الهواتف المحمولة في يديهما وعلى وجههما ابتسامة عريضة أثناء تصوير جنازة مصطفى درويش، والقيام بعملهن فى تغطية الحدث مما تسبب فى الغضب منهما وتوجيه الكلمات القاسية لهما على السوشيال ميديا.
[[system-code:ad:autoads]]
وتبين أن أحدهما تعمل فى صحيفة معروفة واستدعيت للتحقيق في النقابة ، ولكنها فجرت مفاجأة أمس وهى أنهما لم يضحكا سخرية على مشاعر أحد الحاضرين الجنازة أو عدم تقدير لوفاة مصطفى درويش كما روج البعض، ولكنه موقف عابر حدث بينهما والابتسامة كانت تلقائية وغير متعمدة .
ونشر أحد أصدقاء الصحفيتين تفاصيل الواقعة على لسانها، وهى أن الفتاة الأولى أثناء انشغالها بالتصوير بأكثر من هاتف تراجعت الأكمام للخلف فطلبت من زميلتها مساعدتها فى ضبط ملابسها وتغطية ذراعها ففاجأتها زميلتها بردها “ ده وقته يعني"، فردت عليها “ يعني جسمي يبان عادي” فتبادلا الابتسامة ثوان قليلة وعادتا في التفاعل مع الحدث.
ورغم كل هذه التفاصيل والأسباب إلى أن الجدال ما زال مستمرا حول موقف هاتين الفتاتين ومدى صحة هذا التصرف حتى أن خبراء علم النفس والاجتماع كان لهما أيضا آراء مختلفة حول واقعة ضحك صحفيتي جنازة مصطفى درويش.
التحليل الأول
وقال دكتور سعيد صادق ، أستاذ علم الاجتماع،أن حضور الجنائز بشكل عام مجرد ظاهرة اجتماعية من أجل التضامن مع أهل المتوفى ومساندتهم ولا تتطلب الحزن الشديد على من رحل عالمنا خاصة أنهم فى كثير من الأحيان لم يتعاملوا معه بشكل مباشر فمن الطبيعي أن تكن المشاعر بسيطة .
وأضاف “ سعيد ” فى تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد" أن الطبيعي أن يكن تفاعل الصحفى مع الحدث الذي يرصده محدود، لأنه ببساطة ليس جزءا منه ولكن لديه مهمة محددة يجب أن يقوم بها وغير ملزم بالبكاء والحزن على المتوفى “ البنتين ناس عادية جاية تعمل شغلها مش أكتر”، بل بعض الأشخاص فى مهن أخرى يذهبون للعزاء من أجل إقامة علاقات تفيدهم فى “ البيزنس”.
وأشار سعيد إلى أن ترند ضحك الصحفيتين فى جنازة مصطفى درويش تم التعامل معه من بعض الأشخاص بشكل مبالغ فيهحتى وإن كان فعلهما غير مناسب للموقف فليس سببا للمطالبة بفصلهما من العمل .
وأوضح سعيد أن أكبر خطأ نقع فيه هو الحكم على الآخرين من منظورنا ومعتقداتنا دون معرفة الأسباب أو الاقتناع بأى مبررات وهو ماجعل البعض يوجه عبارات قاسية للفتاتين وللأسف في بعض الأحيان يقع الإعلاميين فى نفس الخطأ ويحكمون على الفنانين وأبطال الأحداث بشكل مختلف عن الحقيقة بسبب أفكارهم ومعتقداتهم.
التحليل الثاني
قالت الدكتورة هناء أبو شهدة، أستاذ علم النفس جامعة الأزهر، أن هذه الواقعة مخالفة للأعراف والتقاليد السائدة فى المجتمع المصرى التى يطلق عليها “ الأصول” فيجب الشعور بالأخرين ومراعاتهم فى المواقف الصعبة خاصة الجنائز .
ورأت الدكتورة هناء أن واقعة ضحك الصحفيين فى جنازة الراحل مصطفى الدرويش تنم عن عدم تقدير الفتاتين لحجم الحدث بالشكل الصحيح حتى وإن كانت غير مقصود منهن ونتيجة موقف عابر فلابد من تعلم مهارات ضبط النفس والثبات الانفعالي في مثل هذه الوقائع .
ونوهت أن هناك اضطرابا يعرف بمرض الضحك الهستيري وتوجد منه درجات مختلفة تجعل الإنسان ينفعل بشكل زائد مع المواقف والأحداث المختلفة التى لا تستدعي الضحك ولكنى لا أعتقد أن الصحيفتين مصابتان به فالأمر يرجع للسلوك وسمات الشخصية وليس مرض.