EN
يمثل الحوار الوطني فرصة تاريخية وغير مسبوقة للدولة المصرية لأنه هو المنبر الذي يجمع جميع الآراء بمختلف توجهاتها من أجل بناء حياة سياسية واقتصادية واجتماعية مترابطة يستفيد منها أبناء الوطن.
الحوار الوطني والجمهورية الجديدة
وتبدأ فعاليات الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني غداً الأربعاء 3 مايو 2023، وتستمر على مدار 3 أيام، بواقع 4 جلسات يومياً، وذلك بناءً على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لانعقاد جلسات لـ الحوار الوطني.
وتشمل دعوة الرئيس السيسي للحوار الوطني كافة القوى والأحزاب السياسية، من أجل تحديد أولويات العمل الوطني في المرحلة الراهنة، ومن خلالها، يتم تأسيس الجمهورية الجديدة، التي تعتمد على العمل والبناء.
واطلعت إدارة الحوار الوطني ومجلس أمنائه على كافة الملفات والمقترحات، التي تم تقديمها، ووضعت في محاور الحوار الوطني، وتم الإعلان عنها، وهي في المجال السياسي، الاقتصادي، المجتمعي، وتم تقسيم المحاور إلى 19 ملف لكل ملف لجنة نوعية خاصة به.
وسيتم مناقشة أيضا 113 قضية في كافة المحاور الرئيسية، التي أقرها مجلس أمناء الحوار الوطني في الجلسات التمهيدية، وذلك بهدف الوصول إلى مخرجات لصالح المواطن المصري، واستكمال مسيرة البناء نحو الجمهورية الجديدة.
ووضعت لجنة الأحزاب السياسية خطة عمل لإدارة جلسات الحوار الوطني، وتبدأ الجلسة بمناقشة 3 موضوعات، وهم:
- تعزيز دور الأحزاب السياسية وإزالة المعوقات أمامها.
- الحوكمة المالية والإدارية داخل الأحزاب.
- تشكيل واختصاصات لجنة الأحزاب السياسية.
ويشارك في الجلسة الافتتاحية لـ الحوار الوطني كل فئات الشعب المصرين وعدد كبير من مختلف القوى السياسية، النقابية، المجتمع الأهلي، الشخصيات العامة، والخبراء، بالإضافة إلى مشاركة الحركة المدنية الديمقراطية، ونقابة الصحفيين.
ويصل عدد المتحدثين في كل جلسة من جلسات لجان الحوار الوطني إلى 30 متحدث، لإدارة الحوار بصورة متوازنة وفعالة، ويتاح الحضور لكل من يرغب في المشاركة بالجلسات التي سوف تعقد بعد ذلك.
جلسة الحوار الوطني ستكون مفتوحة
وفق منهج مجلس أمناء الحوار الوطني، فإنه سيتم الاستماع لكافة الأحزاب السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار في جلسات الحوار الوطني، والاستماع لآراء الشخصيات العامة والخبراء والمتخصصين.
ويتزامن بدء فعاليات أولى جلسات الحوار الوطني مع الاحتفال بيوم الصحافة العالمي، ويمثل هذا رسالة للجميع في الداخل والخارج، تفيد أن الدولة المصرية بأكملها، تقدر وتحترم حرية الرأي والفكر والتعبير، باعتبار أن الصحافة أحد أهم أدوات ممارسة حرية الرأي والتعبير.
وصرح المنسق العام للحوار الوطني، ضياء رشوان، أنه استمراراً لتأكيد حق الرأي العام في المعرفة والمتابعة الفورية والشفافة لمجريات الحوار الوطني، فممثلو وسائل الصحافة والإعلام المصرية والأجنبية المعتمدة في مصر، مدعوون جميعاً لمتابعة الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني، غدا الأربعاء، الساعة 2 ظهرا، بقاعة نفرتيتي داخل قاعة المؤتمرات بأرض المعارض بمدينة نصر.
وأوضح أن حضور الصحفيين والإعلاميين للتغطية لا يحتاج إلى دعوة مسبقة، وسيكون لممثلي وسائل الصحافة والإعلام المصرية، بموجب بطاقات وخطابات الاعتماد من نقاباتهم وجهاتهم الصحفية والإعلامية، وبالنسبة لممثلي وسائل الصحافة والإعلام الأجنبية المعتمدة في مصر، بدعوات من الهيئة العامة للاستعلامات.
الحوار أحد مرتكزات الدولة المصرية
وفي هذا الصدد، قال جمال رائف، الكاتب الصحفي والباحث السياسي، إن الحوار الوطني أحد مرتكزات الدولة المصرية لمواجهة التحديات المستجدة نتاج المتغيرات الإقليمية والدولية القائمة واستكمال الطريق نحو الجمهورية الجديدة.
وتابع رائف ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، خاصة وأن الوطن في هذه المرحلة يحتاج الي صناعة افكار جديدة تمضي بمصر نحو استكمال ما بدء من بناء وتنمية، كما يعب الحوار الوطني عن جودة الحياة السياسية في الداخل المصري في ظل بناء سياسي يشهد تنامي ملحوظ منذ ثورة 30 يونيو واستطاعت من خلاله الدولة المصرية تحقيق مكتسبات على صعيد الاستقراء الداخلي والتنمية المستدامة وبناء الإنسان.
ولفت: لهذا يعول على الحوار الوطني كأحد مسارات الدولة في صناعة الأفكار التي تتيح لصانع القرار اتخاذ ما يلزم من قرارات تمكن مصر استكمال هذا البناء.
وأكد أن الحوار الوطني يمتلك عدة ضمانات تضمن نجاحه على رأسها توافر الإرادة السياسية وخاصة وان الحوار بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي بما يجعل الحوار يكتسب أهمية خاصة ويؤكد على تسخير كافة إمكانيات الدولة لإنجاحه لهذا يظهر الحوار الوطني بشكل مؤسسي ومنظم يعتمد على المحاور الثلاثة الرئيسية وهي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن هذه المحاور يسعي المتحاورن خلالها لإيجاد نقاشات تساهم في ايجاد حلول لبعض التحديات المستجدة الناتجة عن المتغيرات الدولية وعلى راسها التحديات الاقتصادية التي تستحوذ عي الاهتمام الأكبر من الشارع المصري، ومن ثم يمثل الحوار الوطني فرصة مهمة للأحزاب والمجتمع المدني والشخصيات العامة للمساهمة بشكل فعال في صياغة تسعد الدولة علي اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة التحديات الانية والمضي بثبات نحو تحقيق الخطط والطموحات المستقبلية.
الحوار الوطني بوابة لحل المشكلات
ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الحوار الوطني يفتح جميع الأبواب للوصول إلى حلول للمشكلات إذا كانت اجتماعية او سياسية او اقتصادية.
وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن أهم ما يميز الحوار الوطني، أنه جمع بين مختلف الأحزاب والفئات، ليكون حوارا ديمقراطيا، يهدف إلى تحقيق توافق في الرؤي، والوصول إلى خريطة للنهوض بالدولة المصرية خلال الفترة المقبلة على كل المستويات.
وتابع: الحوار الوطني اتخذ خطوات جادة ومهمة، وتشكيل لجان ضمت عددا كبيرا من الخبرات السياسية، وجمعت بين الشباب والكبار، لتبادل الأفكار والأولويات، مشيرا إلى أنه ميزة كبيرة تجمع بين مختلف الأفكار، وستخدم هدف الحوار، بأن يكون فعالا لتقديم مقترحات وحلول حقيقة للدولة المصرية.
واختتم: جلسات الحوار الوطني غدا، تعتمد على الاستماع والإنصات إلى كل أوراق السياسات، التي تقدم سواء من الأحزاب أو السياسيين أو المعارضة، وبعد ذلك يتم العمل عليها في بلورة رؤية أو صورة واحدة في أجندة أو وثيقة عمل تكون توصياتها قابلة للتنفيذ ويستمر الحوار الي ثلاثة أيام.
الجلسة الاقتصادية في الحوار الوطني
ومن جانبهما، قال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن المحور الاقتصادي في الحوار الوطني غدًا الأربعاء يركز على الاستثمار الآمن في عملية خروج ودخول الأموال واستثمارها بطريقة لا تعوق عمليات التحويل من والي مصر.
وأوضح عامر ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الجلسة الاقتصادية في الحوار الوطني مع رجال الاقتصاد تتحدث عن حرية التقاضي بمعنى أن يكون من خلال التحكيم الدولي وليس من خلال المحاكم الاقتصادية.
وتابع: بجانب الحديث عن حرية التسعير في ظل الاقتصاد الحر بحيث ان يتم عمليات استيراد المواد الخام بحرية دون وجود أي قيود اقتصادية تقوم بها الدولة في عمليات استيراد المواد الخام لإقامة مشروعاتهم.
وفي إطار تكليف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمؤتمر الوطني للشباب والذي يتم تنظيمه تحت مظلة الأكاديمية الوطنية للتدريب خلال إفطار الأسرة المصرية بالتنسيق مع كافة تيارات وفئات المجتمع لإدارة حوار وطني حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة.
