موت الفجأة يخاطب الذين على قيد الحياة، ويقول لهم انتبهوا فمن الممكن أي إنسان فى لحظة النفس الداخل لا يخرج أو الخارج لا يدخل، فهو ينبه الغافلين، فنجد أناس لا يريدون أن تذكر الموت أمامهم ويقولون لك "متجبش السيرة دي" مع إن الموت حقيقة يراها كل يوم ولكن لا يريد أن يتعظ وكفى بالموت واعظا، ويختلط على الكثير موت الفجأة من موت الغفلة.
الفرق بين موت الفجأة وموت الغفلة
فرق الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بين موت الغفلة وموت الفجأة، قائلًا أن موت الفجأة إن كان صاحبه في حالة من الغفلة فهو موت غفلة، وإنما إن كان مستحضرًا الموت وقلبه حاضر مع الله سبحانه وتعالى فحين يموت فجأة لا يكون موته غفلة.
وأوضح ممدوح في لقائه مع برنامج "من القلب للقلب" المذاع على قناة إم بي سي مصر 2، أن هناك فارقا بين الانغماس في الملذات والمعاصي كأن الإنسان لا يموت أبدًا فيأتيه الموت وهو في هذه الحالة من الغفلة.
وأكد أن هذه ليست كالغفلة البشرية الطبيعية بالانشغال في المباحات، وأضاف ممدوح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذ من فجاءة النقمة، والنقمة هي أثر غضب الله المفاجيء الذي من أمثلته موت الغفلة.
وأشار الى أن موت الفجأة حين يأتي على صاحبه غفلة يكون نقمة، لكن أحيانا يموت المرء وهو يصلي، فهي موتة فجأة "بس أحلى موتة دي" حسب تعبيره، أو يموت آخر وهو يسعى للرزق وطلب الحلال، مؤكداً أن موت الفجأة لا يكون مذمومًا إذا جاء للمؤمن التقي.
دعاء التحصين من موت الفجأة فى ساعة الغفلة
((اللهم إني أخاف الموت علي غفلة واخاف الموت علي معصية واخاف ظُلمة القبر، اللهم أهدِ قلبي وأغفر لي وأحسن خاتمتي واقبضني في ساعة رضا ، اللهم اهدني ثم اهدني ثم اهدني ثم خذني اليك))
عنْ عبد اللّه بن عُمر - رضي الله عنهما-قال : «كان منْ دُعاء رسُول اللّه- صلّى اللّهُ عليْه وسلّم-: «اللّهُمّ إنّي أعُوذُ بك منْ زوال نعْمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقْمتك، وجميع سخطك»، رواه مسلم.
هل موت الفجأة من علامات سوء الخاتمة
ورد سؤال للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق يقول صاحبه: “هل موت الفجأة من علامات سوء الخاتمة؟”.
وقال الدكتور علي جمعة، ردا على سؤال “هل موت الفجأة من علامات سوء الخاتمة”: إن موت الفجأة ليس من علامات سوء الخاتمة بل مهمته تنبيه من هم على قيد الحياة، فكأنه يقول لهم “على فكرة ياللى عايش وناسي الموت فى ناس بتموت فجأة”.
ونوه علي جمعة، أن موت الفجأة خلقه الله فى الكون لتنبيه الذين على قيد الحياة وليس للانتقام من الميت.
وأشار “جمعة” إلى أنه عند موت شخص فمن على قيد الحياة مكلفين بأن يغسلوه ويكفنوه ويصلوا عليه ويدفنوه، ولو لم يفعلوا ذلك يكون حراما عليهم هم وليس على الميت.
وقال الإمام محمد متولي الشعراوي، إن الله سبحانه وتعالى لم يجعل للموت سببا ولا زمانا ولا مكانا ولا عمرا، بل جهل أمره ليعلم المرء أن الله يريد أن يعيش الإنسان في الموت حتى لا يغفل عنه الإنسان لأن الآفة التي يعيشها الأغلب أنه ينسى الموت.
وأضاف أن يجب أن يتذكر الإنسان حقيقة الموت كل وقت ولا يغفلها حتى يلقى الله على طاعة فيخاف أن يرتكب معصية في وقت فيقبض الله روحه فيه، مشيرا إلى أن الموت بدون أسباب هو السبب فهو مات لأنه يموت فلا تفكير في ذلك.