رئيس حزب الجيل والمنسق العام للائتلاف الوطني للأحزاب السياسية المصرية فى حواره لـ"صدى البلد":

التوافق حول تقسيم الحوار الوطنى إلى محاور رئيسية ثلاث سياسية واقتصادية واجتماعية أهم إنجازاته

مشروع قانون الإدارة المحلية لحزب الجيل يتضمن كيفية تشكيل المجالس الشعبية بالانتخاب

طالبنا بإعادة النظر فى قانون الأحزاب السياسية رقم 40 لسنة 1977 وقدمنا عدة تعديلات عليه

أطالب لجنة العفو الرئاسى باستمرار بحثها ملفات المحبوسين احتياطياً للإفراج عن المزيد منهم أثناء جلسات الحوار الوطني

بث جلسات الحوار الوطني مباشرا على كل وسائل الإعلام سيجعله حوار غير مسبوق ومتابعا من الرأى العام

ثقتنا الكبيرة فى الرئيس السيسى هى الضمانة الكبرى بأن يقوم بتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى من توصيات

نجاح الحوار الوطني سيكون مسئولية مشتركة للأحزاب والكيانات السياسية فى المقام الأول

قال ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل والمنسق العام للائتلاف الوطني للأحزاب السياسية المصرية إن إقرار موعد لانطلاق الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني كان ضرورة ومطلبا جماهيريا قبل أن يكون مطلبا حزبيا بعد تأخر أكثر من 12 شهر منذ دعوة الرئيس فى أبريل من العام الماضى ، هى مدة طويلة جداً أصابت الشعب بيأس من عقده ،وأكد الشهابى خلال حواره لـ"صدى البلد" إنحزب الجيل طالب فى المحور السياسى بمناقشة النظام الانتخابي الحاكم للاستحقاقات الانتخابية المختلفة ويرى أن نظام القائمة النسبية غير المشروطة تحت الإشراف الكامل السلطة القضائية هو النظام الانتخابي الأفضل لأنه لا يهدر الأصوات ويجعل المجالس المنتخبة تمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً وعادلا.

وإلى نص الحوار ..................

فى البداية ما تعليقك على اقتراب انطلاق موعد الحوار الوطنى يوم ٣ مايو المقبل بعد مرور عام على دعوة الرئيس السيسى له؟

إن إقرار موعد لانطلاق الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني كان ضرورة ومطلبا جماهيريا قبل أن يكون مطلبا حزبيا بعد تأخر أكثر من 12 شهر منذ دعوة الرئيس فى أبريل من العام الماضى ، و هى مدة طويلة جداً أصابت الشعب بيأس من عقده، كما أننى لدى إرتياح شديد جدا لتحديد مجلس الأمناء يوم الأربعاء الثالث من مايو المقبل موعدا لبدء جلسات الحوار الوطنى.

ما أهم الانجازات التى تحققت فى اجتماعات مجلس أمناء الحوار الوطنى بعد مرور عام على دعوة الرئيس له؟

هناك عدة انجازات تحققت وراء اجتماعات مجلس الأمناء طوال 12 شهر من أهمها التوافق حول تقسيم الحوار الوطنى إلى محاور رئيسية ثلاث سياسية واقتصادية واجتماعية واختيار مقرر ومقرر مساعد لكل محور، ثم تقسيم كل محور من المحاور الثلاثة إلى لجان فرعية فنية اختيار مقرر ومقرر مساعد لكل لجنة.

كما أنمجلس الأمناء كان موفقا جدا فى تحديد لجان كل محور من المحور الثلاثة، فتم تقسيم المحور السياسى إلى 5 لجان والمحور الاقتصادى إلى 8 لجان والمحور الاجتماعى إلى 6 لجان أى أصبحت اللجان الفرعية المنبثقة عن المحاور 19 لجنة فرعية تحت منهم 123 قضية أو موضوع هم تقريبا يشكلوا رؤية متكاملة وواضحة للجمهورية الجديدة التى يدشنها الرئيس ،هذا من ناحية.

ومن ناحية فإن أهم إنجازت دعوة الرئيس للحوار الوطنى هو تشكيل لجنة العفو الرئاسى ثم ضم أعضاء جدد لها ثم إضافة لها صلاحيات جديدة على صلاحياتها التى منحها الدستور للرئيس وهو العفو عن المحكوم عليهم بمدد سالبة للحرية وذلك بمنحها حق بحث حالات سجناء الرأي المحبوسين إحتياطياً والتنسيق مع النيابة العامة ووزارة الداخلية فى الافراح عنهم وهو ما أدى إلى الإفراج عن حوالى 1500 سجين ومحبوس إحتياطى.

كما أن من أهم نتائج الحوار الوطني ولجنة العفو الرئاسى بجانب الإفراج عن المتهمين هو دمج المفرج عنهم من سجناء الرأي فتم اعادة البعض إلى أعمالهم ومنح البعض حق السفر خارج البلاد وعودة الطلاب إلى الجامعات والكليات التى كانوا يدرسون فيها قبل القبض عليهم.

هل يختلف توقيت انطلاق الحوار الوطنى فى وجود صراعات وتوتر فى المنطقة فى ظل احداث العنف فى السودان؟

توقيت انطلاق الحوار الوطنى فى وجود صراعات وتوتر فى المنطقة فى ظل أحداث العنف فى السودان الناتجة عن تمرد ميلشيات الدعم السريع على الشرعية واشتباكها مع الجيش السودانى سيلقى بظلاله على المتحاورين فى المؤتمر ، ولابد أن يخصص المؤتمر لجنة لدراسة احداث السودان وكيفية إيقافها وتحقيق السلام فى بلدنا الثانى السودان العزيز.

كما أن انطلاق الحوار قبل الصراع المسلح في السودان كان سيكون أفضل ، ولكن بصفة عامة فإن احداث العنف فى السودانى لا توقف الحوار الوطنى.

كيف تابعت اجتماع مجلس امناء الحوار الوطنى الأخير وتركيزه على أحداث العنف فى السودان؟

تركيز اجتماع مجلس الأمناء على أحداث العنف في السودان كان أمراً ضرورياً ولابد منه لأن سلامة السودان وسلامة الشعب السودانى مهم جدا لمصر وهو أحد محددات الأمن القومى المصرى ، كما أنه لا يمكن لمجلس الأمناء تجاهل ما يحدث فى السودان ، لذلك فإننى أرى أن مناقشة مجلس الأمناء لأحداث السودان إيجابية جديدة تضاف إلى ايجابياته التنظيمية.

ما أهم الأوراق التى سيتقدم بها حزب الجيل إلى الحوار الوطنى؟

حزب الجيل قدم ملفات إلى المنسق العام للحوار الوطنى والمستشار رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى برؤى الحزب المختلفة فى القضايا التى ستناقشها الـ 19 لجنة فرعية تتناول بالتفصيل رؤية حزب الجيل فى 123 موضوع أدرجهم مجلس الأمناء فى جدول أعمال تلك اللجان الفرعية المنبثقة عن المحاور الثلاثة.

كما طالب حزب الجيل فى المحور السياسى بمناقشة النظام الانتخابي الحاكم للاستحقاقات الانتخابية المختلفة ويرى أن نظام القائمة النسبية غير المشروطة تحت الإشراف الكامل السلطة القضائية هو النظام الانتخابي الأفضل لأنه لا يهدر الأصوات ويجعل المجالس المنتخبة تمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً وعادلا.

كما طالب حزب الجيل بضرورة احترام الشرط الدستوري الذي قضت به المادة 103 وألزمت أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بالتفرغ التام لمهام العضوية ، كما أن دستور يناير 2014 انفرد به عن غيره من الدساتير التي سبقته والتى منحت المجلس حق استثناء بعض النواب من شرط التفرغ الكامل ، هذا بالإضافة إلى أن عدم تفرغ الكامل للنواب لأداء مهام العضوية يصيب كل أعمال المجلس بالبطلان الدستوري.

كما قدم حزب الجيل مشروع قانون الادارة المحلية وكيفية تشكيل المجالس الشعبية بالانتخاب ، حيث أنه يعتبر مطلب للدستور الذي جعل المحليات الفرع الثالث للسلطة التنفيذية بعد رئيس الجمهورية والحكومة، كما أن إجراء انتخابات المجالس المحلية كانت واجبة في دور الانعقاد السنوى الأول من الفصل التشريعي الاول أي في عام 2015 ، وتأتى أهمية ذلك لحل ما يقرب من 80% من مشاكل المواطنين؛ مما يحقق الرضاء الشعبى على القيادة السياسية التى نراها ضرورية فى ظل المخططات التي تحاك ضد الدولة المصرية والتى لن ينجينا منها إلا تكاتف الشعب خلف قيادته السياسية؛ وهو ما يجعلنا نؤكد أن إجراء انتخابات المجالس المحلية تصل إلى أن تكون قضية أمن قومي.

كما طالب حزب الجيل بإعادة النظر فى قانون الأحزاب السياسية رقم 40 لسنة 1977 وقدم عدة تعديلات عليه القانون ، وسيطالب فى الحوار الوطنى بتعديل أحكام الحبس الاحتياطي بما يمثل حلا لتقييد الحرية وقواعد التعويض والتحفظ على أموالهم والمنع من السفر، واستئناف الجنايات، وحماية الشهود والمبلغين، وضمان حرية التعبير والرأي وضمان حرية وسائل الإعلام والصحافة واستقلالها وحيادها وتعددها وتقليل مدة العقوبة السالبة للحرية في قضايا النشر والعلانية والإفراج عن كل سجناء الرأي

وبالنسبة للمحور الاقتصادى دعا حزب الجيل إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وترشيد الاستيراد ووقف التعامل مع صندوق النقد الدولي ورد الاعتبار إلى العملة الوطنية ، كما طالب بتوطين الصناعة والاعتماد على المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى إنتاج مستلزمات الإنتاج ، خاصة وأن التسعير الحالى للجنيه بالنسبة للدولار والعملات الاجنبيه الأخرى غير عادل وأقل بكثير من قيمته الحقيقية.

كما قدم حزب الجيل ورقة للحوار الوطنى بكيفية الحد من التضخم وغلاء الأسعار وضرورة مكافحة الاحتكار وجشع التجار وقدم رؤية بالإجراءات السريعة التي يراها الجيل لمعالجة ظاهرة التضخم وغلاء الأسعار والحلول المستدامة لها بحيث تحمى المواطن "المستهلك" من تلك الممارسات الاحتكارية الضارة به.

وطالب حزب الجيل كذلك في رؤيته التي قدمها في المحور الاقتصادي بضرورة خفض الإنفاق غير الضروري والمظهري، والحفاظ على الاستثمارات العامة الدافعة للنمو وتحسين كفاءتها وتحسين جودة الخدمات العامة كالصحة والتعليم وتنفيذ النص الدستوري الخاص بميزانية التعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي والبحث العلمي والصحة، حيث تأتى أهمية زيادة الاستثمار العام لتحسين البنية الأساسية المادية لتسهيل الاستثمار الجاد والمنتج، الذى يؤدى إلى ارتفاع نسبة العائد على رأس المال.

كما طالب حزب الجيل لجان المحور الاقتصادى بدراسة كيفية تطوير شركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام والاحتفاظ بها وعدم بيعها وخاصة الشركات الاستراتيجية منهم ،حيث أن اهتمام حزب الجيل يركز على توطين الصناعة في مصر ويرى أن تكون المشروعات الصغيرة والمتوسطة هي القاعدة الصلبة لعملية التوطين وجعل مصر مصنع العالم بما يمكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي فى مستلزمات الإنتاج التي نستوردها من الخارج، وهو ما ينعكس على توفير العملة الأجنبية التي نستوردها بها

ومن الموضوعات ذات الأولوية فى المحور الاجتماعى لدى حزب الجيل التى قدم أوراق فيها هى: قضية مكافحة الأمية و تطوير التعليم قبل الجامعى بتطوير عناصر العملية التعليمية من معلم ومنهج وأبنية وإدارة مدرسية وايضا تمكين الطلاب من ممارسة الأنشطة المختلفة ووضع التعليم فى مكانه اللائق به كقضية أمن قومى وتوفير الميزانية المناسبة له طبقا للنص الدستورى ، كما أن الحزب مهتم كذلك بتطوير التعليم الفنى ليتناسب مع سوق العمل وذلك بتطوير المدارس الفنية الثانوية لتخريج العمارة المهرة التى يحتاجها سوق العمل المصرى والعربى وإلزام المصانع الخاصة الكبيرة بإنشاء مدارس فنية نظام الخمس سنوات بمصانعهم لتخريج العامل الفنى الذى يحتاجونه.

كما قدم حزب الجيل أيضا ورقة شاملة عن كيفية تطوير المستشفيات العامة وتطويرمنظومة التأمين الصحي الشامل وتطوير صناعة الدواء وتحقيق الاكتفاء الذاتى منه ، وهناك إهتمام من جانب حزب الجيل بالأسرة والتماسك المجتمعى وأنه قدم ورقة عن ظاهرة الطلاق وكيفية مواجهتها، كماقدم ورقة عن مواجهة العنف الاسرى وتأثير المخاطر الالكترونية على تماسك المجتمع

ومن أهم قضايا المحور الاجتماعى الذى قدم فيها حزب الجيل أوراق تحمل وجهة نظره كانت عن تطوير قصور الثقافة ومراكز الشباب وأخرى عن دور الثقافة والفن فى إستعادة تأثير قوى مصر الناعمة فى محيطها العربي ، حيث أنه قدم اوراق عن الهوية الوطنية.

تعليقك على أن الحوار الوطنى سيكون معلنا وسيبث مباشرة لكل وسائل الإعلام؟

بث جلسات الحوار الوطني مباشرا على كل وسائل الإعلام سيجعله حوار غير مسبوق ومتابعا من الرأى العام.

كيف ترى خطوة الإفراج عن المحبوسين احتياطيا..وهل ترى ضرورة الافراج عن المزيد من المحبوسين قبل بدء الحوار الوطنى؟

الإفراج عن سجناء الرأي من المحبوسين احتياطيا أهم نقطة إيجابية للحوار الوطنى ، وأطالب لجنة العفو الرئاسى بإستمرار بحثها ملفات المحبوسين احتياطياً واستمرارها التنسيق مع النيابة العامة ووزارة الداخلية للإفراج عن المزيد منهم أثناء جلسات الحوار الوطني.

ما رأيك فى تحديد أولوية للمحور السياسى للمناقشة على أجندة الحوار الوطنى؟

أوافق بالطبع على أن تكون الأولوية للمحور السياسى ، حيث أن مناقشات لجانه الخمسة والوصول إلى توافق حولها ستكون هاديا وحاكما ومحددا للخطوط العام والتفصيلية للمحورين الاقتصادى والاجتماعى.

ما المطلوب لضمان تفعيل توصيات الحوار الوطنى؟

ثقتنا الكبيرة فى الرئيس السيسى فى تنفيذه لوعده وهو يدعو للحوار الوطنى هى الضمانة الكبرى بأن يقوم بتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى من توصيات ، وذلك إما فى شكل قرارات تنفيذية أو فى شكل تعديل تشريعى يقدمه الرئيس أو الحكومة إلى البرلمان.

فى النهاية ما المطلوب لنجاح الحوار الوطنى؟

نجاح الحوار الوطني سيكون مسئولية مشتركة للأحزاب والكيانات السياسية فى المقام الأول ، وأدعوهم إلى الارتفاع إلى مستوى الاحلام والأمانى التى يعلقها الشعب على نتائج هذا الحوار بأن يتركوا خلافاتهم المذهبية وأحلامهم الشخصية الضيقة جانباً وان يسعوا للتوافق رؤى تحمل الخير لمصر.