الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جدعنة المصريين .. سوداني مقيم في القاهرة يحكي موقفا مؤثرا مع مالك العقار الذي يسكنه

صدى البلد

الشدائد والأزمات تظهر معادن الإنسان، يتميز الشعب المصرى، دون غيره من الشعوب الأخرى، بالشهامة والجدعنة والنخوة والاحترام، والكرم ومساعدة الغير،  والمصريون يظهر معدنهم الطيب الأصيل فى وقت الشدة والأزمات، وكم من القصص الكثيرة التى شاهدناها بأعيننا، وتابعنا أحداثها تبرز أثر الغير على أنفسهم بتقديم المساعدة للأخرين للأشقاء في دول العالم ومعهود عنها على المستويين الشعبي والرسمي مد يد العون للأِقاء والأزمات في الأزمات والمحن والكوارث.

 

حكاية اليوم هي مشهد من مشاهد جدعنة الشعب المصري في أبهى صوره تجلت في مساعدة أحد الأشقاء بالسودان في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب السوداني حاليا جراء الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع،  ربما هذا الموقف ليس بجديد من نوعه ولكن مثل هذه المواقف تبرهن دائما على أن الدنيا لازالت بخير . 

المواطن السوداني الذي ظهر في وسائل الإعلام ليحكي عن موقف داعم من أحد المصريين معه خلال الأزمة الجارية كان محل تقدير كبير من رواد السوشيال ميديا مؤكدين أن الخير في مصر والأيادي المدودة بالخير في المحروسة لا ينضب عطاؤها ابدا .. أنهم المصريين وأم الدنيا  الحضن الحاني لكل من مر عليها سواء مغترب أو لاجيء ، مصر صاحبة الفضل الكبير على الجميع .. كما جاء في نصوص تغريداتهم ردا على ما جاء في حديث المواطن السوداني الذي يقطن مصر. 

 

يسرد المواطن السوداني أن مالك الشقة الذي يسكنها في القاهرة اتصل به ليخبره أنه تنازل عن إيجار الشقة التي يسكنها في بيته معبرا عن الحفاوة الفريدة التى غلفت الاتصال الذي تلقاه من مالك العقار الذي يسكنه بالإيجار. 

أردف المواطن السوداني في حديثه، أن مالك العقار رفض أخذ الإيجار وقال له ارسل الأموال لأسرتك وربنا يصلح الأحوال في السودان ، مضيفاً رغم أني من السودان لكنه أصر على التنازل عن الإ إيجار ولو مؤقتا  ،  قائلا: بادرة تظهر المودة والمحبة بين الشعبين .. معبرا عن شكره وتقديره لمصر وفخورا بالدراسة فيها". 

والجدير بالذكر، أن العلاقات بين الشعبين تمتاز بالدفء ورسوخ العلاقات التاريخية وصلات النسب المتبادلة التي قد لا تتوفر بين شعوب أخرى بالطريقة ذاتها.

فنحن أمام علاقات عميقة تعود إلى عصور ما قبل الميلاد، وفي العصر الحديث ظلت مصر والسودان مملكة واحدة حتى استقلال السودان عام 1956، وفي ظل تلك المملكة توثقت روابط النسب بين الشعبين، إذ تزوج مصريون من سودانيات، وتزوج سودانيون من مصريات ونشأت أسر مختلطة على امتداد الوادي، ومثلت هذه الأسر المتداخلة “الإسمنت” الذي يربط أحجار البنيان.