الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

“الأفرو سنتريزم”| السبب الحقيقي وراء حملة “نتفليكس” ضد الحضارة المصرية.. وبالأدلة “كليوباترا” ليست أفريقية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كليوباترا شخصية تاريخية مشهورة؛ عرفت بجمالها وذكائها وسلطتها، وآخر ملوك الأسرة المقدونية التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من قِبَل روما عام 30 قبل الميلاد، ولدت كيلوباترا في العام 69 قبل الميلاد في الإسكندرية، وكانت كليوباترا ابنة بطليموس الثاني عشر.

وتعتبر  كليوباترا واحدة من أشهر الشخصيات التاريخية التي تشغل الخيال، ولقد ظهرت في الأدب والفن المختلف، حيث تم تصويرها في الأفلام والمسلسلات والأوبرا والمسرحيات والكتب. 

وما زالت شخصيتها تثير الجدل حتى اليوم، فهناك من يروج لصورة كليوباترا كامرأة جميلة وعاشقة، وهناك من يروج لتزييف التاريخ وعرض صورة لا تعبر عن الواقع.

غضب مصري بسبب المسلسل 

 

وقبل ما يقرب من 3 أسابيع من العرض الأول لفيلم كليوبترا الذي تنتجه نتفليكس وتعرضه في 10 مايو، قالت مخرجة العمل تينا غرافي إنها "أصبحت هدفا لحملة كراهية ضخمة على الإنترنت خلال التصوير"، ووجت لها اتهامات بـ "محو الهوية المصرية".

وفي مصر، شن عدد من النواب هجوما واسعا، على منصة نتفليكس، بعدما أصدرت الإعلان الترويجي لليفلم، حيث اعتبر عدد من النواب شكل الملكة كليوباترا في الفيلم يتوافق مع ما تروّج له "حركة الأفرو سنتريزم" (Afrocentrism)‏ والمتعصبة للعرق الأسود، إذ تزعم أن الحضارة المصرية أصلها إفريقي.

وفى هذا السياق قال النائب سيد شمس الدين عضو مجلس النواب، إن هذا الفيلم محاولة لتزييف تاريخ مصر القديم وتزوير المعطيات التاريخية الثابتة، واصفا ما قامت به الشبكة بمحاولة سرقة تاريخ مصر وحضارتها ونسبها لحضارات أخرى.

وأضاف شمس الدين في تصريحات له، أن نتفليكس تحاول بطريقة غير مباشرة أن تلعب على التاريخ وتزوره وتدّعى أن كليوباترا الملكة المصرية كانت سمراء البشرة، مطالبا بتدشين حملة لإيقاف عرض هذا الفيلم

بيان وزارة السياحة

 

ونشرت وزارة السياحة والآثار بيانا أمس، ترد فيه على الفيلم الوثائقي الذي ستعرضه منصة "نتفليكس"، والذي يظهر الملكة كليوباترا بملامح إفريقية، وهو ما أشعل غضبا في مصر وأطلق حملة غاضبة ضد الفيلم باعتباره "قام بتزوير الحقائق التاريخية”.

وذكرت الوزارة في بيان على صفحتها الرسمية على فيسبوك أنه بالإشارة إلى فيلم "الملكة كليوباترا" الذي سيعرض على نتفليكس في 10 مايو، فإن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، أكد أن "ظهور البطلة بهذه الهيئة (الإفريقية) يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة، لاسيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عمل درامي”.

وشدد أنه لهذا السبب "يتعين على القائمين على صناعة الفيلم ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية، بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب".

وأضاف: "كان يجب الرجوع إلى متخصصي علم الآثار والأنثروبولوجيا عند صناعة مثل هذه النوعية من الأفلام الوثائقية والتاريخية، التي ستظل شاهدة على حضارات وتاريخ الأمم”.

 

دلائل على شكل كليوباترا

 

وأوضح وزيري أن هناك العديد من الآثار الخاصة بالملكة كليوباترا من تماثيل، وتصوير على العملات المعدنية، التي تؤكد الشكل والملامح الحقيقية لها.

وقال إن جميعها "تظهر الملامح الهلينستية (اليونانية) للملكة كليوباترا، من حيث البشرة فاتحة اللون والأنف المسحوب والشفاه الرقيقة".

كما شدد على أن "حالة الرفض التي شهدها الفيلم قبل عرضه تأتي من منطلق الدفاع عن تاريخ الملكة كليوباترا السابعة، الذي هو جزء مهم وأصيل من تاريخ مصر القديم، وبعيدا عن أي عنصرية عرقية”.

وأكد وزيري على "الاحترام الكامل للحضارات الإفريقية ولأشقائنا في القارة الإفريقية التي تجمعنا جميعا".

من جانبه، قال رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، ناصر مكاوي، إن "ظهور الملكة كليوباترا في هذا الفيلم بهذه الهيئة يتنافى مع أبسط الحقائق التاريخية وكتابات المؤرخين أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس، الذين سجلوا أحداث التاريخ الروماني في مصر في عهد كليوباترا، والذين أكدوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون وأنها ذات أصول مقدونية خالصة".

 

من أين تنحدر كليوباترا؟

 

مكاوي أشار إلى أن الملكة "كليوباترا السابعة" تنحدر من أسرة مقدونية عريقة حكمت مصر ما يقارب من 300 عام، أسسها الملك بطليموس الأول، وهو أحد القادة المقدونيين بجيش الإسكندر الأكبر، والذي آلت إليه ولاية مصر بعد بوفاة الإسكندر، وأسس الأسرة البطلمية.

وتزوج بطليموس الأول من الملكة برنيكي الأولى ذات الأصول المقدونية أيضا، وأنجبا الملك بطليموس الثاني، حيث استمر من بعده أبنائه وأحفاده الملوك في التزاوج من أخواتهم الإناث طبقا لعادات هذا العصر، وصولا لكليوباترا السابعة وأخيها بطليموس 14، محافظين على نقاء عرقهم المقدوني خلال كل هذه الفترة الزمنية.

 

وبدورها، قالت المدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار سابقا، سامية الميرغني، إن "دراسات الأنثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحامض النووي التي أُجريت على المومياوات والعظام البشرية المصرية القديمة أكدت أن المصريين لا يحملون ملامح أفارقة جنوب الصحراء سواء في شكل الجمجمة وعرض الوجنات والأنف واتساعة وتقدم الفك العلوي ولا في الشكل الظاهري للشعر ونسب أعضاء الجسد وطول القامة وتوزيع وكثافة شعر الجسد. وأن مانراه من تنوع كبير بين ملامح المصريين يرجع لقدم إعمار هذه الأرض واستقرار سكانها وإذابتهم لكل غريب داخل بوتقتهم".

وأضافت أن "جميع النقوش والتماثيل التي خلفها لنا قدماء المصريين على المعابد والمقابر صورت المصريين بملامح أقرب ما يكون بالمصريين المعاصرين، من حيث لون العين والشعر والبشرة ودرجة نعومة وكثافة الشعر لدي الرجال والنساء، وحتى لون الجلد ووجود نسبة من العيون الملونة".

ولفتت الميرغني إلى أن هذه الأشكال مصورة في بعض تماثيل الدولة القديمة، وحتى حين تغيرت بعض تقنيات التحنيط في الأسرة 21 وبدأوا في طلاء جلد المومياء ليبدو كما في حياتها الأولى، قاموا بطلاء جلد الرجل باللون الطوبي وطلاء جلد المرأة باللون الأصفر الفاتح، مما يؤكد أن ما تم رسمه وتأكيده على الجدران هو حقيقة سجلها المصري القديم عن نفسه".

رئيسة بعثة الدومينيكان والعاملة بمعبد تابوزيريس ماجنا بغرب بمدينة الإسكندرية، كاثرينا مارتينيز، أكدت كذلك أنه "على الرغم من وجود أراء متضاربة حول عرقها، فإنه من المؤكد أنها ولدت في مصر في عام 69 ق.م من أصل مقدوني".

وتابعت: "بالرجوع إلى التماثيل والعملات التي خلفتها لنا الملكة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على ملامحها الهيلينستية وهو ما يظهر جليا في التمثال النصفي المصنوع من الرخام والمحفوظ في متحف برلين من القرن الأول قبل الميلاد، وتظهر فيه وهي ترتدي إكليلا ملكيا وعينان لوزيتان والأنف مسحوب والشفاه رقيقه".

واستطردت: "بالإضافة إلى تمثال نصفي آخر محفوظ في الفاتيكان يظهرها بملامح ناعمة، ورأس من الرخام تظهر فيها وهي ترتدي غطاء الرأس، فضلا عن عدد من العملات التي تظهرها بنفس الهيئة الهيلنستية”.

 

من هي كليوباترا؟

 

الملكة كليوباترا السابعة والمعروفة باسم كليوباترا هي آخر ملوك الأسرة المقدونية، التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من قبل الرومان عام 30 قبل الميلاد.

ما يقره التاريخ لنا بخصوص كليوباترا كونها إحدى ملكات مصر العظيمات، أيا كانت الخلافات حول علاقتها بسياسات الإمبراطورية الرومانية، فقد كانت على سبيل المثال الوحيدة من بين الأسرة البطلمية التي أخذت على عاتقها تعلم اللغة المصرية حينها.

وكانت كليوباترا ملكة موهوبة، فقد تحدثت عدة لغات، وقادت الجيوش في سن الواحد والعشرين، وتعلمت في منارة العلم في عصرها، الإسكندرية.

وعملت على استرداد أمجاد أسرتها الحاكمة، وتمكنت من بسط الاستقرار والسلام في البلاد أثناء فترة حكمها، ومكافحة الفساد، كما شُهد لها بفتح مخازن الحبوب لشعبها أثناء فترة المجاعات ورفع الضرائب عنهم. فكانت مصر حينها دولة مزدهرة، تحت حكم ملكة لم يرى الشعب في جنسها عيبا، فما شغله إلا حسن إدارتها للبلاد.

 

من هي ممثلة كليوباترا في العمل الجديد؟

وستقوم بدور كليوباترا الممثلة البريطانية من أصول إفريقية، أديل جيمس.

وقال المخرج المصري عمرو سلامة، إنه يعتقد أن معركة الأفروسنترزم هي معركة هول في حجمها بشدة ومنبعها عنصرية عجيبة من قمحيين سمر البشرة ضد الأكثر سمرة.

وأضاف سلامة أن العنصرية تكمن في الاستياء من الأفلام التي تصور الفراعنة بيض البشرة، بينما لا يوجد انتفاضة أو حرب هوية عندما يظهرون أكثر سماراً.

وأشار إلى أن الأغلبية العظمة يروا أن المصريين أسياد افريقيا، ولكن هذا الكلام غاية في العنصرية .

وقال سلامة إنه رغم ذلك يعتقد أن الأفروسنترزم لا تشكل خطراً حقيقياً، وأنها مجرد هلاوس لمجموعة صغيرة من الأشخاص.

 

وكان عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، وزير الدولة لشؤون الآثار الأسبق، قال أن هناك اعتراض علي الفيلم الوثائقي بسبب ظهوره كليوباترا في الفيلم ببشرة سمراء اللون وهذا لا يعني وجود عنصرية أو رفض لأصحاب هذه البشرة، ولكن الأمر متعلق بتزييف الحقائق"، مضيفا أن "المصريين القدماء لم يكونوا من أصحاب البشرة السمراء إطلاقا، بدليل أن الرسومات الموجودة على المعابد، التي تجسد حروب الملوك المصريين القدماء ضد الأعداء من إفريقيا وآسيا، تظهر اختلاف شكل ملوك الحضارة المصرية عن الأفارقة من أصحاب البشرة السمراء".

ولفت حواس إلى أن مصر لم يحكمها ملوك من أصحاب البشرة السمراء، إلا في العصور المتأخرة، وبالتحديد عندما أسس ملوك كوش الأسرة الخامسة والعشرين، وحكموا مصر لعدة سنوات، وهذه الأسرة ليست لها أي صلة بالحضارة الفرعونية إطلاقا، بدليل أن المباني التي بنيت خلال هذه الحقبة كانت عبارة عن تلال وليست الأهرامات المصرية، وهو ما ينفي صلة السود في الولايات المتحدة بالحضارة الفرعونية مثلما يعتقدون.

ورجح حواس سبب تقديم الفيلم للملكة كليوباترا على أنها من أصحاب البشرة السمراء إلى أن بعض السود في الولايات المتحدة يريدون ربط أنفسهم بالحضارة المصرية القديمة؛ لأنها حضارة صاحبة تاريخ، إلا أن هذا لا يدفعهم للادعاء على الملكة بأنها كانت سمراء، مضيفا أن بعض التقارير الإعلامية ذكرت أن زوجة الممثل العالمي ويل سميث هي منتجات هذا الفيلم، وأنها تريد الترويج لهذا الادعاء.

فيما قال الدكتور خالد حسن الأستاذ المساعد بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن الفيلم غرضه تحقيق أرباحا من خلال إرضاء شريحة معينة من أصحاب البشرة السمراء وترويج العمل الفني بينهم لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، مطالبا صناع السينما المصرية بإنتاج أعمال فنية تدحض تزيف الحقائق عن الحضارة المصرية، للتأصيل لتاريخ الحضارة المصرية القديمة.

 

كيف تناول الإعلام الغربي هذا المسلسل

 

وأكدت صحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية، أن الفيلم المقرر عرضه في 10 مايو المقبل، الذي تعرضه منصة "نتيفلكس" الشهيرة، بشأن الفيلم الوثائقي الذي يتناول قصة الملكة إحدى أشهر ملكات مصر القديمة، لا تجسد تاريخ مصر، كما يزعم صانعوه، بل هو "قصة خيالية" من وحي خيال المؤلف، على الرغم من أنه لا يزال مدرجًا كفيلم وثائقي.

وأشارت الصحيفة إلى محامي نشر عريضة عبر الإنترنت وتقدمهم بدعوى قضائية لحظر عمل منصة "نيتفليكس" في مصر، أكدوا فيها أن معظم ما تعرضه منصة نتفليكس لا يتوافق مع القيم والمبادئ الإسلامية والمجتمعية خاصة المصرية منها، ومن أجل الحفاظ على الهوية القومية والثقافية المصرية بين المصريين في جميع أنحاء العالم.

وصفت العريضة الفيلم بأنه محاولة لتشويه وتزييف التاريخ، كونه يدعم أفكار حركة «المركزية الإفريقية» أو «الأفروسنتريك»، عبر اختيار أديل جيمس، الممثلة السمراء لتجسيد شخصية كليوباترا، في إشارة إلى أن أجداد الملكة المصرية لم يكونوا مصريين، وأوضحت الصحيفة أن الغضب العام تجاه الفيلم، لم يقتصر على غضب المصريين فقط ولكن اليونانيين أيضًا، بسبب أن الملكة جزء من حضارتهم، وبسبب اختيارها لممثل أسود لعدم إعطاء أهمية للتراث اليوناني للملكة، مشيرة إلى أن المزاعم التي يروجها الفيلم تعرضت لانتقادات بسبب "الغسيل الأسود" لواحدة من أشهر الشخصيات التاريخية في مصر، كليوباترا.

وأشارت الصحيفة إلي أن أكثر من 85000 شخص وقعوا علي عريضة عبر الإنترنت في يومين فقط للتعبير عن غضبهم، أكدوا فيها أن الملكة ولدت كليوباترا في الإسكندرية في عهد الأسرة البطلمية إلى أصل يوناني، ولم تكن سوداء، وهذا ليس بأي حال من الأحوال ضد السود، وهو ببساطة دعوة للاستيقاظ للحفاظ على تاريخ المصريين واليونانيين.

واستعرضت الصحيفة تغريدات نشرها أحد مستخدمي تويتر وأكد أن كليوباترا السابعة كانت بيضاء- من أصل مقدوني، وكذلك جميع حكام بطليموس الذين عاشوا في مصر، وهاجم آخر منصة نيتفلكس قائلًا إن الفيلم الوثائقي عن الملكة كليوباترا تناولها بشكل خاطئ.

وذكرت شبكة WION الهندية، أن مسلسل كليوباترا الوثائقي الذي ستعرضه منصة "نتيفلكس" الشهيرة، الذي يتناول قصة الملكة أحد أشهر ملكات مصر القديمة، جسد شخصية كليوباترا في صورة امرأة قوية ورمز للجمال والذكاء إلى الاستعانة بممثلة سمراء لأداء دورها، يعد تزييفا لتاريخ مصر الفرعوني؛ لأنه لا يوجد ما يثبت أن الفراعنة كانوا أفارقة.

وأضافت الشبكة، أن المسلسل أثار الكثير من الجدل وخلق حالة من الغصب العام وتعرض لانتقادات كبرى، حيث اتهم الكثيرون صناع المسلسل بالمبالغة في ما تروج له من مزاعم متعلقة بحركة "الأفروسنتريزم" المتعصبة للعرق الأسود، على حساب الوقائع التاريخية والسياق التاريخي لقصة حياة الملكة الشهيرة.

واستعرضت الشبكة بعض من ملامح حياة الملكة كليوباترا، بدءًا من ولادتها بمصرفي عام 69 قبل الميلاد، وحتى وفاتها، لافتة إلى أن كليوباترا كانت آخر ملكة من ملوك البطالمة الذين حكموا مصر في ذلك الوقت، وهي من سلالة يونانية.

وأوضحت أن ملكة مصر كانت أحد أعضاء الأسرة الحاكمة البطلمية الناطقة باليونانية، ووالدها بطليموس الثاني عشر، ووالدتها كليوباترا الثالثة هي أيضًا بيضاء، وهى شقيقة بطليموس الثالث عشر الذي لم يوصف بأنه أسود.

وتابعت الشبكة، أنه بالرغم من أن مصر وبسبب تاريخها العريق وموقعها المتميز تنصهر فيها الثقافات والأعراق، من مختلف أنحاء العالم وسافر إليها الكثيرون للتجارة، ولم يكن كان وقتها من غير المألوف فيه رؤية أشخاص من مختلف ألوان البشرة وملامح الوجه، إلا أن كليوباترا من المؤكد أنها كانت من أصل يوناني بناءً على عرق والديها، لذا وجب اعتبارها بيضاء أيضًا.

وواصلت بالقول: "من المهم أيضًا ملاحظة أن عائلة كليوباترا قد تزاوجت مع ملوك مصريين محليين لعدة قرون، مما يعني أن سلالتها كانت على الأرجح مزيجًا من اليونانية والمصرية، وليس إفريقية كما يزعم وثائق نيتفليكس".

وأشارت إلى أنه في الفن الغربي، كان غالبًا ما يتم تصوير كليوباترا على أنها امرأة بيضاء ذات ملامح أوروبية، مثل البشرة الفاتحة والشعر الفاتح، ولم يتم تصويرها بأي شكل من الأشكال بأنها سمراء.

وأضافت: صور كثيرون، وخاصة في الغرب، كليوباترا بملامح قوقازية، مثل أنف مستقيم ووجه ضيق، وهو أكثر اتساقًا مع أسلافها اليوناني.

وبينت أنه لا يوجد أي دليل قوي يدعم النظرية التي يروج إليها بأن كليوباترا تنحدر من أصول إفريقية من ذوات البشرة السمراء، وعارضها بعض المؤرخين، مؤكدًا أن ما يجسده الفيلم لا يتوافق مع الواقع.

واستنكر معلقون مصريون في الأسابيع القليلة الماضية قيام الممثلة البريطانية أديل جيمس بأداء دور كليوباترا لأن الملكة الفرعونية كانت تتحدر من أصول مقدونية وبالتالي فإن بشرتها ليست سوداء، وهي ليست من أصول إفريقية.

فيما يجادل أصحاب الفيلم بأن هناك أبحاثاً مختلفة حول لون بشرة الملكة وأصولها العرقية من جهة، وبأن جيمس أقرب لكليوباترا من ممثلات أدين دورها في السابق مثل إليزابيث تايلور.

كما اتهم مغردون منصة نيتفليكس "بتغيير تاريخ مصر القديم، وتزوير المعطيات التاريخية الثابتة”.

واعتبر كثيرون أن نتفليكس "تريد محاربة العنصرية ودمج اللون الأسود في الكثير من الأفلام والمسلسلات و القصص الدرامية". على حد قولهم، مضيفين أنه "لا يمكن أخذ هذه الأفلام كحقيقة تاريخية لأنه لا يمكن أن تكون كليوبترا اليونانية الأصل سوداء وهي في الأساس بيضاء، فهو شيء لا يوافق علم التاريخ و الآثار التي تدل على ذلك". على حد تعبيرهم.

 

أديل جيمس بطلة المسلسل

 

وعلقت الممثلة أديل جيمس في وقت سابق على الانتقادات التي طالتها بسبب دورها في فيلم كليوبترا بالقول: "فقط لمعلوماتكم، لن أتسامح مع هذا السلوك وسوف أحظركم بدون تردد".

وتابعت: "إذا لم يعجبكم اختيار الممثلين فلا تشاهدوا العرض، أو شاهدوه وتعرفوا على رأي الخبراء الذي يختلف عن رأيكم. على أي حال أنا سعيدة، وسأظل كذلك".