الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم شعبان يكتب: ترشح بايدن لفترة ثانية.. لماذا وإلى أين؟

إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

لم يفاجئني إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ترشحه للانتخابات الرئاسية مطلع 2024 المقبلة. فالرجل لم يقل أبدا إنه غير ناوٍ على ذلك. كما أن الرؤساء الأمريكان يعتبرون الفترتين استحقاق تام لولايتيهما، وأن من العار في المنصب، أن تخرج بعد ولاية واحدة فقط كما حدث مع ترامب.

لكن القضية بالنسبة لنا، ليست في عمر بايدن الذي سيتجاوز السادسة والثمانين بنهاية الولاية الثانية، كما إنه  أكبر رئيس أمريكي يترشح للفترة للثانية، وقد تخطى الثمانين من العمر ولا الحملة القوية من الجمهورين ضده ومن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يتهمه بإحداث كوارث أمريكية منها أسوأ موجة تضخم تضرب الأسر الأمريكية منذ نصف قرن. ولا أن البنوك تتهاوى والدولار، لن يبقى قريبا العملة المعيارية السائدة عالميا، وهذا أكبر فشل للولايات المتحدة منذ 200 عام، وفق انتقادات حادة من جانب ترامب.

ما يقلقنا، ويقلق العالم كله هو السياسة الخارجية الجهنمية للديمقراطي جو بايدن. وهذه السياسة التي لا تزال فيها الولايات المتحدة سيدة العالم وتوجهها يمينا ويسارًا – دعك من الحركة في المكان التي تقوم بها الصين وروسيا اليوم- فليس هناك نتيجة حقيقية بعد لسياساتهما وليس هناك تغيير جذري حقيقي غيّر النظام العالمي الأوحد الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية حتى اللحظة.

وهذه السياسة الأمريكية الغريبة في عهد بايدن تجر العالم كله إلى كوارث. وإذا كانت قد علقت بفترتي الديمقراطي أوباما، "جريمتي الفوضى الخلاقة والربيع العربي الأسود"، الذي تسبب في موجة تدمير شاملة بالأنظمة والدول العربية وأوجد كيانات مرعبة وحالة من البؤس غير مسبوقة في عدة بلدن عربية، على مختلف الأصعدة". فإن الفترة الرئاسية الأولى لبايدن والتي تنتهي بمطلع 2024، شهدت تجاهلا أمريكيًا تاما للقضايا العربية المشتعلة. فلم يتغير الوضع بالعراق، ولم تستطع إدارة بايدن أن تتصدى للهمينة الإيرانية، ولم يتغير الوضع في سوريا، وحتى مع خطوات التقارب العربي مع القيادة السورية، فليس هناك أفق سياسي واضح للقادم في سوريا، مع الحرب المريرة وفوضى الربيع التي دمرت سوريا منذ 2011.

وما زاد الطين بلّة، من جانب إدارة بايدن أن الولايات المتحدة الأمريكية، تتخلي حرفيا عن حلفائها وتتسّلى بظروفهم الصعبة وأزماتهم المرعبة، والمثال باكستان كأحد الحلفاء والباقي معروفين.

أمام بخصوص أوكرانيا، فإن التواجد الأمريكي في الحرب، أكبر من مجرد تواجد مع حلفاء، ولكنه للحفاظ على شكل النظام العالمي الحالي، والغلبة فيه للولايات المتحدة ضد روسيا وحلفائها أمثال الصين حتى اللحظة.

وإذا كان بايدن، قد استبق الإعلان رسميًا عن ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 وذلك في خطاب مفعم التفاول عن حالة الاتحاد في فبراير الماضي والقول، "لن نسمح للصين بترهيبنا وديمقراطيتنا لا تقهر"، وإن الولايات المتحدة ستتصرف عندما يتم تهديد سيادتها. والإعلان أن الاقتصاد الامريكي يستفيد من 12 مليون وظيفة جديدة، والتباهي رسميًا بانخفاض البطالة إلى أدنى مستوى لها منذ 54 عاما في يناير 2023، والتصدي بقوة لكوفيد 19 والذي لم يعد يسيطر على الأمريكيين. فإن هذا التفاؤل الداخلي يقابله بؤس خارجي، وسياسة أثارت انقسامات ومنها ما هو في حرب أوكرانيا والتي دفعت قوتين كبيريتن هما روسيا والصين، للاقتراب الشديد من بعضهما البعض الى حد التحالف، ودفعت الصين وروسيا كلذك للتصرف في ملعب الولايات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، حيث استطاعت الصين إحداث إنجاز ضخم بإعادة تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران وإنهاء سنوات مرّة من اخلافات.

ومع هذا وذاك، فالسؤال لا يزال مطروحا عما هو قادم، اذا نجح بايدن في المرور مرة ثانية إلى عتبات البيت الأبيض بفترة ولاية ثانية؟

أتوقع باختصار، أن تزيد وتيرة الحرب الأوكرانية وسيكون حسمها في الفترة الثانية لبايدن وسيكون لذلك مآلات مرعبة على العالم. وأتوقع صداما أمريكية صينيا قد يكون في تايوان أو داخل منطقة الشرق الأوسط، وأتوقع صداما أمريكيا روسيا في قلب أفريقيا وداخل ليبيا ومع مجموعة فاجنر، وقد بدأت ملامحه تظهر من الآن، كما ستتعرض تحالفات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة لاختبارات كبيرة.

ستكون فترة رئاسية ثانية مشتعلة بكل المقاييس، لأن البطة العرجاء في الولايات المتحدة في الفترة الأولى، أصلحت ساقيها وستكون مجبرة على الطيران بالولاية الثانية، لتحقيق أحلام صاحبها بايدن وكوابيسه إن شاء.