تظل الأمية أحد أسباب المرض والفقر في الدول ، حيث حققت الجامعات المصرية وهيئة تعليم الكبار ومحو الأمية في مصر نقلة نوعية خلال السنوات الماضية، وذلك وفقاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد تدشين مبادرة حياة كريمة من أجل حياة أفضل وتعليم يليق بالمصريين.
جهود جامعة حلوان في مشروع محو الأمية
ونجح طلاب جامعة حلوان في محو أمية 15 ألفا و294 مواطنا ومواطنة خلال السنة الماضية من خلال 10 دورات متتالة بالفصول التى تعافدوا عليها بإدارة الهيئة العامة لتعليم الكبار في عدد من محافظات الجمهورية، فى إطار الدور الريادي لمشاركة جامعة حلوان في المبادرة الرئاسية لإعلان مصر خالية من الأمية، وبروتوكول التعاون المبرم بين الجامعة والهيئة العامة لتعليم الكبار للمساهمة في تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠.
وقد بلغ عدد الدورات الامتحانية التي التحق بها طلاب وطالبات جامعة حلوان في المشروع بموجب بروتوكول التعاون المبرم بين الجامعة والهيئة 10 دورات امتحانية متتالية، بدءاً من دورة أكتوبر 2020 حتى دورة يناير 2023، وتم خلال تلك الدورات الامتحانية إقامة 5169 فصلاً.
وأصدر قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة حلوان مطوية توعوية بحزمة الحوافز التشجيعية الممنوحة من قبل الجامعة للطلاب والطالبات المشاركين في المشروع القومي لمحو الأمية والتي صدر بشأنها قرارا بالموافقة بمجلس جامعة حلوان في إطار المجهودات المتواصلة لدعم مشاركاتهم المتميزة وتقديرا لدورهم الوطني المشرف في المهمة القومية لتحرير أبناء الوطن من الأمية.
وكشفت جامعة حلوان ان هذه الحوافز تقدير لمجهودات مشرفة ومتميزة في هذه المهمة القومية للمساهمة في القضاء على مشكلة الأمية في مصر ، إضافة إلى ما يتم تنميته لديهم من قيم الولاء والانتماء ، إلى جانب تنمية مقومات ثقافة التطوع لدى الطلاب والطالبات من أجل خدمة المجتمع والوطن.
الحوافز التشجيعية للطلاب
وتشمل الحوافز التشجيعية الممنوحة للطلاب والطالبات المشاركين في المشروع بالكليات الاتي :
- التكريم بحفلات التخرج التي تعقد بالكليات المشاركة في المشروع.
- تخفيض نسبة (٥٠%) من الرسوم المقررة للتسكين بالمدينة الجامعية للطلاب المغتربين وفقا للوائح والقوانين.
- أولوية الاشتراك في الرحلات والأنشطة الطلابية الأعلى إقبالا من قبل الطلاب والتي تعقد على مستوى الجامعة مع تخفيض نسبة (٥٠%) من الرسوم المقررة وفقا للوائح والقوانين.
- الحصول على إفادة شكر وتقدير من قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وتأتي هذه الحوافز التشجيعية للطلاب المشاركين بالمشروع القومي لمحو الامية بجامعة حلوان تيسيرا على الطلاب والطالبات وضمانا لتوفير مسارات للتواصل الفعال عن بعد للرد على جميع استفسارات وتساؤلات الطلاب حول الحوافز الممنوحة لهم عقب نجاحهم في تحرير المواطنين من الأمية بفصول محو الأمية التي يتعاقدون عليها وفقا لبروتوكول التعاون المبرم بين جامعة حلوان والهيئة العامة لتعليم الكبار.
إنجازات جامعة عين شمس بمشروع محو الأمية
ومن جانب اخر، أكد الدكتور إسلام السعيد، مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، أن الجامعة أطلقت مشروعا مبدعا وطموحا لمحو أمية الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع، بهدف رفع مستوى المواطنين الذين لم يتمكنوا من الحصول على فرص التعلم في القرى والمحافظات، مشيرا إلى أن قضية محو الأمية تحظى بأهمية كبيرة وتأتي على رأس أولويات العمل الجامعي، وذلك في إطار المسئولية الاجتماعية والوطنية للجامعات.
وأوضح “السعيد”، أن المشروع يعد محورًا أساسيًا في تيسير العقبات وتحقيق الوعي اللازم في رفع جودة الحياة والتعليم في هذه المناطق البعيدة، وذلك من خلال توفير فرص تعليمية متميزة لجميع فئات المجتمع وتحقيق التكافؤ في الفرص التعليمية.
وأشار مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إلى حرص الجامعة الدائم على زرع الفكر الإيجابي وروح التحدي في نفوس طلابها، والذين برهنوا عن ذلك خلال استعراضهم للتحديات التي واجهتهم في مهمة محو الأمية للمواطنين وكيفية تغلبهم عليها بنجاح.
جهود الطلاب في محو أمية المواطنين
وقال إن طلاب جامعة عين شمس نجحوا في تحرير قرابة من 60 ألف مواطن من الأمية، وذلك منذ عام 2019 وحتى الآن، وهذا ما يؤكد الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجامعة في مجال تعليم الكبار ومحو الأمية وخدمة المجتمع.
وأضاف مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، أن الجامعات لها دور كبير فى تحقيق الصفر الافتراضي في محو الأمية، لدورها التوعوي بضرورة مواجهة الأمية ونبذ العنف والتطرف، ودعم برامج محو الأمية الأبجدية والرقمية.
كما طالب بتحفيز الجامعات للقيام بدور عام فى هذا الصدد، من خلال ما تمتلكه الجامعات من وسائل متعددة، تستطيع من خلالها توعية الطلاب وتأثيراتها على المجتمع.
استراتيجية علاج محو الأمية في مصر
وقال الدكتور محمد يحيى ناصف، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، إن مصر قادرة على التغلب على كل القضايا والتحديات الاجتماعية وعلى رأسها محو الأمية.
وأضاف محمد يحيى ناصف، أن الهيئة لديها 27 فرعا منتشرين في أكثر 230 إدارة بـ10 آلاف إداري وهناك 50 ألف معلم للهيئة.
وأكد، أن الهيئة العامة لتعليم الكبار، تسعى لمحو الأمية التكنولوجية الرقمية والثقافية مضيفا أن كل محافظة وضعت خريطة زمنية لتحقيق المطلوب.
وأوضح الدكتور محمد ناصف، أن محو الأمية تعتبر إحدى محاور رؤية مصر 2030، والتي اتخذت فيه الدولة المصرية خطوات كبيرة ، ساهمت في انخفاض مؤشر الأمية، وذلك بالتزامن مع التطوير الشامل لمنظومة التعليم، لافتا أن المبادرة الرئاسية حياة كريمة لم تغفل عن هذه القضية حيث اهتمت هي الأخرى بالقضاء على الأمية، ومحاربة التسرب من التعليم، وذلك بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، أن هناك 5 ملايين متحرر من الأمية.
وأشار إلى أن علاج محو الأمية في مصر يبدأ بعلاج التسرب من التعليم، فوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، تقوم بعمل مجهودات ضخمة بالتعاون مع الهيئة أبرزها إنشاء فصول الفرصة الثانية والمدارس البديلة المتواجدة في بعض قرى على مستوى المحافظات لسد منابع التسرب من التعليم والأمية، فالهيئة والوزارة يسيران معًا لتصبح مصر خالية من الأمية بأقرب وقت ممكن.