الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حضارة مصر ليست إفريقية .. خبير آثار يكشف ادعاءات أفكار الأفروسنتريك

كليوباترا
كليوباترا

قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات د.أحمد عامر إن "الأفروسنتريك" هو إتجاه أو تيار يهدف إلى إحياء القومية لدى أصحاب البشرة السوداء فى العالم ومحاولاتهم بالبحث عن أصل وعرق تتمحور افكارها حول التعصب العرقى للون الأسود ونشأت بالولايات المتحدة.

أوضح عامر لـ"صدى البلد" ، أن ذلك الفكر يروج بالإدعاء أن جميع حضارات شمال أفريقيا هى فى الأصل "زنجية" وألفوا العديد من الكتب لترويج تلك الأفكار غير الحقيقية، وأجمعوا أن منطقة شمال أفريقيا متمثلة في مصر والمغرب والجزائر وتونس كانت أصولهم أصحاب البشرة السمراء ولكن تمت إبادتهم قديما.

لفت الخبير الأثري،  انهم حاولوا أثبات أن المصريين القدماء أصلهم "زنوج"، وادعوا أن اللغة المصرية القديمة ترجع إلى "اللغة الأفريقية"، وأن أصل المصريين القدماء "سامى، حامى، زنجى، أفريقي"، وهى محاولات لسرقة الحضارة المصرية"، ومحاولة لتغيير وتزيف الحقائق.


وأشار "عامر" إلي أنهم هم يرون أن المصريين القدماء أصلهم "سُود البشرة" من السودان، وأن المصريين الحاليين ليس لهم علاقة بالمصريين القدماء، وأن المصري التقليدي مات أو هاجر إلى الجنوب، وكل من في شمال مصر "جنسيات بعيدة عن العرق المصري"، حسب إعتقاداتهم، يقولون إن المصري الأسود أصيل ونقي الدم، والمصري ذو البشرة الفاتحة ليس مصريًا أصيلًا، إنما جاء من دول عربية وأوروبية واحتل مصر، وإن المسلم المصري ينتمي للعرق العربي، إذ إنهم وضعوا شروطًا للمصري الأصيل، إما أن يكون أسودًا أو مسيحيًا.

وأشار "عامر" إلي كذب هذه الحركة بالدلائل العلمية حيث نجد أنه من خلال جميع الدراسات أن لون البشرة للمصريين القدماء هو نفس لون البشرة للشعب المصرى حاليا، كما أن المصرى الحالى مطابق للهيكل والأطراف والجمجمة والعمود الفقرى والمنحنيات للمصريين القدماء، ووفقا إلى الخريطة الجينية للمصريين قديما فقد أثبتت تطابقها بنسبة ٧٠٪ لجينات المصريين حاليا، وأن الموقع الجغرافى لمصر هو سبب تغير طفيف فى التركيب الجينى لبعض المصريين حاليا، والتى أكدتها الدراسات التى توضح شكل وعرق ولون المصرى من آلاف السنين، حيث أن الجين المصرى القديم لم يختلف على مدار آلاف السنين.

واستكمل قائلا : نجد أن الحضارات فى مصر تقسم الدولة القديمة ثم الدولة الوسطى ثم الحديثة ثم العصر المتأخر ودخول الفرس والحضارة الرومانية والحضارة القبطية ثم الإسلامية، وفى عهد المصريين القدماء كان المصرى القديم يعيش داخل مصر وليس خارجها ويعتمد على الجمع والالتقاط ثم نزل إلى الوادى أو نهر النيل وبدأ تعلم حرفة الزراعة وجميعهم مصريون ولا يوجد أى جنسية أخرى آنذاك، ثم بدأ العصر الحجرى القديم والوسيط والحديث، مرورا بعصر ما قبل تأسيس الأسرات ثم عصر التوحيد "الأسرتين الأولى والثانية"، وتسمى عصر تأسيس الإمبراطورية فى مصر، وكانت كل المراحل تمت بوجود المصرى القديم فقط دون تدخل أى جنسية أخرى.

اشار الي أننا نجد أن بناء الأهرامات بدأ منذ عهد المصريين القدماء وكان هناك ما يعرف باسم "محاولات بناء الأهرامات" ومن أشهر وأول الأهرامات التى تم بناؤها هو هرم "ميدوم" بمحافظة بنى سويف حاليا، ثم جاءت فكرة الهرم المدرج "هرم الملك زوسر" وهو أول هرم مكتمل فى التاريخ يحتوى على ست مصاطب ويوجد بمنطقة سقارة، ثم بناء أهرامات الدولة المصرية القديمة المعروفة بأهرامات الجيزة "خوفو وخفرع ومنكورع"، ويرجع اختلاف الأحجام بين الأهرامات الثلاثة إلى الحالة الاقتصادية للدولة وقت بناء كل منها.


وإستطرد الخبير الأثري أن منصة "نتفليكس" قامت بعرض فيلم عن "كليوباترا السابعة" وقاموا بتصويرها أنها ذو بشرة سوداء وهذا خلاف الحقيقة، بل ومحاولة لتزيف الحقائق والتاريخ، ونجد أن "كيلوباترا السابعة" كانت آخر الحكام البطالمة في مصر، وهي لم تكن ملكة مصرية الأصل بل كانت ملكة يونانية وقد اعتلت العرش وحكمت مصر لنحو عشرين عاما في الفترة من عام ٥١ إلى عام ٣٠ ق.م، ونجد أن "كليوباترا" تزوجت من أخيها "بطليموس الثالث عشر"، وحاول "يوليوس قيصر"، الذي دخل الإسكندرية إنهاء الخلاف بين "كليوباترا وشقيقها "بطليموس"، وقد تسللت "كليوباترا" خلف خطوط جيش أخيها، بل وإختبأت داخل بساط كبير حمله أحد أتباعها كهدية إلى "قيصر" وعندما دخل الرجل إلى القصر، ظهرت هي من البساط كأنها عروس بحر فعشقها ونشأت علاقة لقيصر معها، وافقت تطلعات كليوباترا أيضا للإستيلاء على العرش".


وأكمل "عامر" أن  "قيصر" قرر أن تشارك "كليوباترا" أخاها الحكم، بالإضافة إلي توصية والدهما، واعترض "بطليموس" وحارب "قيصر" ولكنه أغرق في النهاية، وقد أنجبت "كليوباترا" طفلا من قيصر سُمي "قيصرون" وسجلت على جدران معبد "أرمنت" بأن "قيصر" عاشرها في هيئة "آمون_رع" وهو ما جعلها زوجة شرعية ل"قيصر"، في عيون المصريين، كما لقبها المصريون "إيزيس الجديدة"، ونجد أن "كليوباترا" كانت ذو بشرة بيضاء وعينين زرقاتين وذو شفاة رفيعة وأنف طويل وليس كما يوضح البوستر المنشور علي منصة "نتفليكس" بأنها ذات بشرة سمراء وملامح أفريقية ذات شفتين غليظتين.