قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

أمل منصور تكتب: الرجل المتقلب والفتاة الودودة

أمل منصور
أمل منصور
×

لا يحق لك أن تخرج من أي علاقة خروجا همجيا لمجرد أنك قررت الانسحاب، أضعف الإيمان وأبسط حقوق الطرف الآخر أن يعرف أسباب انسحابك، مثلما دخلت العلاقة بكامل إرادتك وبنيت أركانها بتصميم وإلحاح وتمنيت لو أن يرضى بك الطرف الآخر وظللت تسعى وراءه حتى بلغت ما تمنيت، فكان عليك عندما تنتابك الرغبة في العزوف عن العلاقة وإنهائها أن تكون لديك شجاعة المصارحة في الإفصاح عن سبب منطقي يليق بك أن تخرج به.

يا بني.. اعلم أن لوجود الأشخاص بحياتك نصيبًا، لكن الاحتفاظ بهم قرار، وبين النصيب والقرار عزيمة وإصرار، فإن لم تكن لديك العزيمة والإصرار فلا تزرع وردة أنت لست بساقيها.

عن عمر “رضي الله عنه، قال: "لاتنظروا إلى صيام أحد ولا صلاته، لكن انظروا إلى صدق حديثه".

أوجه هنا حديثي إلي شريحة من أبنائنا الشباب، هي شريحة ليست بالقليلة، مع الأسف هذه الشريحة تستطيع أن تتسلل لمشاعر الفتاة عن طريق طلب يديها من والديها، وبذلك فهو داخل البيت من بابه كيفما يقال وهو ليس ساذجًا أو شابًا طائشًا، مستغلًا في ذلك مظهره من الجدية وملامحه بما تحمل من وقار ما يكفي لتصديقه بل والأفظع قدرته الفائقة علي التسلل حتى لمشاعر الأب والأم، وهنا تبدأ الفتاة في إطلاق مشاعرها بكل طمأنينة تجاهه وعندما يتأكد من تملكه الكامل لمشاعرها وتعلقها به، هنا قد أشبع ربما رغبة لديه في استعادة الثقة بنفسه أو في قدرته في الحصول علي شيء لربما تمناه يومًا، وإذ به وعلي غير أسباب ينقلب وده وحبه صافعًا كلًا من الأب والأم، أو كما يعتقد هو هكذا، لكن بالتأكيد وإن كان قد فعلها سابقا إلا أنه ليست كل مرة كمثيلتها.

يا بني، إن الاستهانة بطيبة القلوب واللعب بمشاعر الفتيات إساءة لا يمكن التسامح فيها، “لما تحب تبيع بنت الأصول بلاش تقولها عندي ظروف أقوى مني لأنها هتتمسك بيك أكتر”، بل من الأفضل والأحرى بك أن تكون لديك المصارحة بأن تخبرها أنك متقلب الود وكفى، فالبعض يا بني لا يكتشف قيمة مايقتنيه إلا بعد أن يصبح غير قابل للتعويض.

ثم إنني أهمس للفتاة، اعلمي أنك يمتزج لديكِ شعور بالحنين مختلط بأسوأ ألم وهو ألم الشعور بالخذلان ممن رق له قلبك وكنتِ تنتظرين منه الوفاء بوعوده، ألم الشعور بالخداع بالمشاعر وأنكِ كنت مجرد تجربة ومغامرة من مغامراته، ألم تقلب وده من دون أسباب، كل ملامحك تبكي عدا عيناك، وأن البكاء الآن عزيز المنال، وحال لسان قلبك قائلا: “ما كنت يوما منصفي! لم أعد أحتاجك.. لكني أحبك”، فكيف لهذه المحادثات البسيطة أن تضع هذا الكم من المشاعر.

اعلمي أن العلاقات لا يبقيها الحب بقدر ما يبقيها الأمان وعدم تقلب الود وغدر المشاعر.

واعلمي أن لا أحد يستحقك مرتين، فقد جاءك معتذرا باكيا بينما كان على أهبة الاستعداد للقلبة الثانية والصفعة التالية، اعلمي أن كل مبالغة وإن كانت في المشاعر لا بد أن تخلفها صفعة خذلان، اعلمي أن من يريد قربك لن يرحل، ومن يريد حبك لن يعدل، ومن باع لم يكن يوما قد اشترى.

أشعر - بنيتي - بصدمتك لصدق مشاعرك الخام ونقائك ورفضك أن تكوني مجرد مغامرة من مغامراته لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، كل هذا الخليط من أسوأ مشاعر يؤلمك أشد الألم.

أنتِ الكريمة بنت الأكابر.. انزعي من جنبات قلبك الحنين، ووكلي عنك من يبقى حين لا يبقى أحد.

ويحدث أن يغلق الإنسان عين قلبه ويفتح عين عقله حينها يمكنه أن يتناسى الألم حين يأخذه الحنين، فماذا لو فتحت نافذة قلبك لمن يمتلك المشاعر الحقيقية الصادقة، لمن يتمنى القرب منك ويود لو يجيء لك بقطعة من السماء ويفرش لك الأرض ورودا ويحقق لك مالم يخطر ببالك يوما، أليس هذا بكاف عوضا من الله لكِ، عوضا عقلك نفسه لم يكن ليصدقه، لكن قلبك لا يزال متعلقا بمن مضى، اعطِ لقلبك الفرصة ووجهي مشاعرك هذه المرة واحظِ بعوض الله الذي لم يكن متوقعا.