تحتفل مصر اليوم بـ الذكرى الـ41 لتحرير سيناء، الذي يوافق 25 أبريل من كل عام، بعد تحريرها عام 1982، واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988، بعد كفاح مسلح بين الجش والشعب المصري ضد الاحتلال الإسرائيلي في حرب الاستنزاف، ومعركة التحرير الكبرى في نصر أكتوبر 1973، ثم معركة دبلوماسية بين مصر وإسرائيل، كانت بدايتها المفاوضات للفصل بين القوات العسكرية للبلدين عام 1974 وعام 1975، ثم مباحثات «كامب ديفيد»، التي أفضت إلى إطار السلام في الشرق الأوسط، وبعدها تم توقيع معاهدة السلام «المصرية – الإسرائيلية» عام 1979.
في هذا الصدد، أكد الرئيس السيسي، في كلمته بالذكر الـ41 لـ تحرير سيناء، أن سيناء هي عنوان لتاريخ طويل من كفاح الشعب المصري، فكانت مطمع للغزاه عبر التاريخ، ومحط أنظار الطامحين والطامعين والمستهدف الأول بأشرس وأخطر موجة إرهاب مرت على مصر، في تاريخها كله، مؤكدا أن ذكرى تحرير سيناء عزيزة وغالية على قلب ووجدان كل مصري وعربي.
وأضاف الرئيس السيسي، أن يوم 25 من أبريل كل عام، يبقى يوما مشهودا في عمر الأمة المصرية، ويمثل نتاجا نفتخر به، لحرب أكتوبر المجيدة، ومسيرة السلام والدبلوماسية الطويلة مجسدا إرادة شعب أبى أن يعيش في ظل الانكسار، مؤكدا أن تحرير سيناء، كان تحريرا للكرامة المصرية وانتصارا؛ لصلابة وقوة الإرادة والتحمل وحسن التخطيط والإعداد، والتنفيذ.
سيناء تمر باختبار صعب
وأعرب الرئيس السيسي، عن تحيته وتقديره باسم مصر وشعبها إلى الرئيس البطل محمد أنور السادات قائد الحرب والسلام، الذي اتخذ أصعب القرارات في أكثر الأوقات دقة، وفي أحلك الأيام ظلمة فوفقه الله لاسترداد الأرض والكرامة وبدء طريق السلام والتنمية، مشيرا إلى أن سيناء عادت لتخوض اختبارا صعبا، وغير مسبوق، إذ يتوافد إليها إرهابيون وتكفيريون من كل حدب وصوب يهدفون لفصلها عن الوطن، عبر نشر الرعب والإرهاب يظنون واهمين أن بمقدورهم، إرهاب جيش مصر وشرطتها متغافلين أن هذا الجيش العظيم، والشرطة الباسلة، مقاتلون أشداء، لا يخشون الموت، في سبيل الله والوطن ومن خلفهم شعب عظيم، طالما صبر وصمد، وقاتل وانتصر.
وأكد أن تحرير سيناء، من الاحتلال والإرهاب ومن كل شر يصيبها هو عهد ووعد نلتزم به ونواصل العمل من أجل تعزيزه وحمايته، مشددا أنه في سبيل هذا الهدف، شرعت الدولة في معركة تنمية سيناء، التي تتطلب جهودا ضخمة، مختتما: "إن مصر ماضية في طريقها، بإذن الله، نحو الخير والسلام والنماء، لصالح شعبها وجميع شعوب الإنسانية".
في هذا الصدد، قال اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتزامن مع ذكرى تحرير سيناء، بها رسائل هامة، تؤكد عدم التفريط في أي شبر من أرض مصر، خاصة وأن سيناء منذ فجر التاريخ وهي البوابة التي تدخل منها كل التهديدات، مشيرا إلى أن الرئيس وجه التحية للقائد الراحل أنور السادات وأرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم حتى تعيش مصر وتتحرر الأرض وتسترد مصر كرامتها وأرضها.
تنمية سيناء سلاح دحر الارهاب
وأكد فرج أن تنمية سيناء هي سلاح الدولة لتأمينها وأداتها لدحر الإرهاب، مشيرا إلى أن تحرير سيناء هو أغلى انتصار للشعب وللجيش المصري في العصر الحديث، كما جاءت جهود الدولة للقضاء على الإرهاب وزيادة رقعة العمران في سيناء، مضيفا أن الدولة تواصل تأمين سيناء بالتنمية وأنفقت أكثر من 700 مليار جنيه طوال السنوات الماضية لتنفيذ تلك النهضة التنموية العملاقة.
ولفت إلى أهم تلك المشروعات مشروعات الخمسة أنفاق الجديدة لقناة السويس بجانب نفق الشهيد أحمد حمدي، وكذلك السبعة كباري العائمة والهادفة لخلق شرايين جديدة للتنمية وربط سيناء بالوادي والدلتا وتقليل زمن العبور من وإلى سيناء، بالإضافة إلى مشروعات التنمية العملاقة الصناعية مثل مجمع الرخام في الجفجافة، وكذلك تطوير ميناء العريش وتطوير مطار العريش المرتقب افتتاحه قريبا، مشيرا إلى مشروع تطوير بحيرة البردويل لإعادتها لسابق عهدها، وزراعة أكثر من 400 ألف فدان كإضافة جديدة للرقعة الزراعية، ومشروعات الطرق الجديدة والقرى البدوية لإقامة تجمعات مناسبة لتوطين البدو، ومشروعات المدن الجديدة والتي تشمل 7 مدن جديدة يجري تنفيذها في سيناء ومدن القناة، وإقامة جامعات جديدة الجامعات الأهلية والتكنولوجية.