تمر اليوم 25 أبريل من عام 1913م ذكرى ميلاد الأديب المصري عبد الحميد جودة السحار وهو أديب وروائى وكاتب قصة وسيناريست مصري، أسند إليه منصب رئيس تحرير مجلة السينما عام 1973م، واكتشف الأديب نجيب محفوظ وساعده في بداياته.
السحار الناشر التاريخي لنجيب محفوظ
قدم الكاتب والروائي سامح الجباس كتاب "محفوظ والسحار أسرار روائية" وجاء في مقدمتها قائلًا روابط تاريخية جمعت نجيب محفوظ وعبـد الحميـد جـودة السحار ، ملامحهـا بدأت إنسانية وتماشت بعدها مع إبداع كل منهما ، حاز محفوظ جائزة «نوبل» فصـار سـيد الروايـة العربية بلا منازع، وأبدع السحار في أدب الإسلاميات فأصبحت موسوعته «محمد رسول الله والذين معه» مرجعا في أدب السيرة النبوية.
ولد محفوظ قبـل السـحار بعاميـن فـي 1911، وتوفـي السحار قبـل محفوظ بمـا يزيـد علـى ثلاثـة عقـود فـي 1974. عـرف السحار أن محفوظ يـدور بقصصه الفائزة بجوائـز الدولـة علـى الناشرين، فـلا يـصـادف جـدوى بوصفـه ليـس بـعـد مـن المشهورين، فـزاد الأمـر مـن إصـرار السحار علـى تأسیس دار نشر تهتـم أول مـا تـهتـم بإبـداع المغموريـن مـن شـباب الأدبـاء، حتـى أخـذ السحار«الناشـر» بيـد محفوظ «الأديب» وهمـا بعـد نحـو الثلاثيـن مـن العـمـر فـي 1943، ليصبـح ناشـره الأشـهـر طــوال مسيرة محفـوظ الإبداعيـة.
صحبـة إنسانية ومهنية لافتة امتدت 35 عاما، يتوقف بنـا مؤلف الكتاب الروائي سامح الجبـاس عنـد أهـم محطاتهـا، فلا تخلـو رحلـةالقـارئ معـه مـن أسرار روائية شيقة وتستحق التأمل.
علاقة السحار في إظهار ثلاثية نجيب محفوظ للنور
عانى أديب نوبل في بداية حياته من مشكلة النشر، وكانت الثلاثية من أكثر الروايات التي لاقت الكثير من المشاكل حتى ظهرت. كانت تلك الرواية فى البداية عبارة عن 1000 صفحة، تحوى الثلاث أجزاء استمر نجيب فى كتابتها لمدة 6 سنوات، وحين أقدم على نشرها وقدمهالصديقه "عبد الحميد جودة السحار"، قسمها إلى 3 روايات، نظرا لضخامة الرواية، ووضع الأديب الأسماء الخاصة بها.
ولتقسيم الرواية رأي مهم ساهم في انتشارها بشكل كبير ، رأى السحار أن طباعة الرواية فى كتاب واحد، سيقلل من بيعها لضخامتها، واقترح أن تطبع فى ثلاثة أجزاء، فوافق محفوظ، وظهرت الثلاثية فى ثلاثة أجزاء: «بين القصرين – قصر الشوق – السكرية»، ثم تلا ذلك العديد من الروايات، التى أسس من خلالها محفوظ لفن الرواية العربية، وكانت الرواية تنشر مسلسلة فى «الأهرام» ثم يتلقفها السحارلطباعتها، حدث هذا مع كل ما كتبه محفوظ.
نشر أعمال الأديب نجيب محفوظ
نشر السحار أغلب مؤلفات الأديب نجيب محفوظ، ويعلق نجيب محفوظ في مذكراته على هذا التعاون ويقول: "تعرضت للفشل وأنا أحاول نشر رواياتي في الصحف، بما فيها الصحف غير المعروفة، فكنت أكتب وأضع ما أكتبه في الدرج انتظارا للفرج، وبعد أن تشجعت وتقدمت لمسابقة مجمع اللغة العربية بروايتي "كفاح طيبة" وحققت نجاحا كبيرا".
وأضاف محفوظ: وكانت هذه الجائزة فاتحة خير وسببا في لقائي وتعارفي على هذه المجموعة من الأصدقاء، لأنه بناء عليها قرر عبد الحميد جودة السحار إنشاء "لجنة النشر للجامعيين"، حيث وجد أمامه مجموعة من الأدباء الشبان الموهوبين بشهادة أساتذة كبار هم أعضاء لجنة التحكيم، وأنه يمكنه أن ينشر أعمالهم الفائزة ويضمن توزيعها، خاصة أن الجوائز الأدبية في ذلك الوقت كانت تتمتع بالاحترام والثقة في جديتها، وكلفني السحار بالاتصال بالفائزين والتفاوض معهم لنشر أعمالهم من خلال "لجنة النشر للجامعيين" ووافقوا.